على مدى الأيام الماضية، قمت بزيارة العديد من الأجنحة المشاركة في النسخة الخامسة والثلاثين لمعرض الخريف، والذي يمثل حدثاً مميزاً وفريداً استقطب كل أفراد المجتمع البحريني، مواطنين ومقيمين، لما يقدمه من فرص تسوق استثنائية مع تعدد وتنوع البضائع المعروضة.
وللحقيقة، وأنا من المتابعين الدائمين لفعاليات المعرض على مدى سنوات، فإن ما شهده من تطور عاماً بعد عام، يُعد إنجاز مميزاً بحسب للقائمين عليه، ليس فقط لكونه يوفر فرصة استثنائية للمتسوقين والاستمتاع بالعروض المتنوعة، بل أيضاً لأنه يمثّل منصة اقتصادية وسياحية مهمة تعزّز من مكانة مملكة البحرين كوجهة رائدة في عالم المعارض التجارية في المنطقة.
المعرض الذي انطلق منذ عام 1989 يُعد أحد أهم الفعاليات في أجندة المواطن البحريني، إلى جانب كونه أحد الركائز الأساسية في قطاع التجزئة في المملكة، وهو ما يفسر تزايد أعداد المشاركين عاماً بعد عام، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى مشاركة أكثر من 600 عارض من 20 دولة هذا العام، كما تميز المعرض هذا العام بوجود أجنحة دولية متنوعة تمثّل 12 دولة، إضافة إلى أجنحة خاصة للمنتجات البحرينية التي تساهم في تسليط الضوء على صناعاتنا الوطنية.
ولاشك في أن معرض الخريف يمثّل أحد أبرز المنصات التي تعكس روح الابتكار والتنوع، إلى جانب ما يوفره من فرص لتعزيز التبادل الثقافي والتجاري بين البحرين وبقية دول العالم، ومما لفت انتباهي هذا العام قيام الجهات المنظمة بتخصيص جناح خاص لعرض صادرات البحرين المحلية، كإحدى المبادرات المتميزة والمبتكرة للترويج للمنتجاتنا الوطنية والمساعدة في تعريف الزوار بها، إلى جانب توسيع آفاق التعاون والشراكات الاقتصادية.
ومن الملاحظات المهمة أيضاً، والتي لفتت انتباهي، تزايد أعداد زوار المعرض من السياح الخليجيين والمقيمين الأجانب، والذين توافدوا للاستفادة من العروض الترويجية والمنتجات المميزة التي يقدمها العارضون، مما يساهم أيضاً في تعزيز قطاع السياحة التجارية، الذي يُعد أحد العوامل الأساسية التي تساهم في نمو اقتصادنا الوطني.
الجانب الاقتصادي للمعرض لا يقل أهمية، حيث تساهم هذه الفعاليات في تحفيز قطاع التجزئة وزيادة حركة الاستهلاك، كما أن المعرض يسهم في تعزيز التعاون التجاري بين البحرين ودول العالم، مما يؤدي إلى زيادة الاستثمارات وتعزيز الشراكات الاقتصادية على المدى الطويل.
من خلال هذه الفعالية وغيرها من الفعاليات الكبرى التي تنظمها البحرين تثبت المملكة مكانتها كمركز جذب سياحي وتجاري في المنطقة، وتستمر في تقديم تجربة مميزة للزوار والمشاركين على حد سواء. كل هذه العوامل تجعل من معرض الخريف حدثاً ذا أهمية استراتيجية بالنسبة للاقتصاد البحريني، بما يعكس تطور البحرين المستمر في مجالات التجارة والسياحة.
0 تعليق