توقع الخبير في العملات المشفرة والمحاضر أ. كمال الشهابي أن يشهد سوق العملات الرقمية عامًا حافلًا بالتغيرات، مؤكدًا أن البيتكوين قد يسجل قمة تاريخية جديدة خلال 2025، متجاوزًا حاجز 150,000 دولار، وربما يصل إلى 200,000 دولار، بدعم من المؤسسات المالية الكبرى والصناديق المتداولة في البورصة (ETFs).
وأوضح الشهابي أن الأسواق المالية، بما فيها العملات المشفرة، تتأثر بأي تطور تقني جديد، مشيرًا إلى أن إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك” أدى إلى موجة من القلق في قطاع التكنولوجيا، مما انعكس على أسهم الشركات الكبرى مثل NVIDIA، وأدى إلى تراجع عملات الذكاء الاصطناعي. لكنه أكد أن هذه التقلبات ليست مفاجئة، إذ تمر الأسواق الرقمية بدورات متكررة يتم خلالها تقييم تأثير التقنيات الجديدة، متوقعًا أن يسهم الذكاء الاصطناعي في خفض التكاليف وزيادة كفاءة التحليل والتداول على المدى الطويل.
وفيما يتعلق بتأثير السياسة النقدية الأمريكية، قال الشهابي إن البيتكوين لم يعد يتأثر بقرارات الفيدرالي الأمريكي كما كان في السابق، مرجعًا ذلك إلى التغيرات الهيكلية في السوق، حيث باتت المؤسسات المالية تدعم العملات الرقمية، كما أن هناك تكهنات حول إمكانية استخدام البيتكوين كاحتياطي أمريكي مستقبلي.
وأضاف أن دخول الشركات الكبرى إلى السوق جعل البيتكوين أصلًا ماليًا أكثر استقرارًا مقارنةً بالسنوات الماضية، مما يحد من تأثير قرارات الفيدرالي عليه.
أما عن المستويات الأدنى المتوقعة للبيتكوين، فقد أشار الشهابي إلى أن تكلفة تعدين العملة الرقمية تتجاوز 80,000 دولار، ما يجعل من الصعب حدوث انهيار حاد إلا في حال وقوع أزمات كبرى، مثل انهيار العملة المستقرة “USDT”، أو إفلاس شركة MicroStrategy، أو سقوط منصات تداول مركزية كبرى.
ورغم أن البيتكوين شهد في الماضي انخفاضات حادة تتجاوز 50%، إلا أن هذه الديناميكية بدأت تتغير مع دخول لاعبين كبار إلى السوق.
وعن العوامل السياسية المؤثرة، أكد الشهابي أن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعم للعملات المشفرة يمكن أن يكون نقطة تحول رئيسية، حيث إن رفع القيود التنظيمية أو وضع إطار قانوني واضح قد يفتح الباب أمام استثمارات ضخمة، كما أن الاعتراف الرسمي بالبيتكوين كأصل مالي شرعي قد يسهم في تعزيز مكانته عالميًا.
واختتم الشهابي حديثه بتوجيه نصائح للمستثمرين في السوق الرقمي، مشددًا على أهمية إدارة المخاطر، وتجنب التداول العاطفي، وعدم الدخول في صفقات كبيرة دون وضع “حدود الخسارة” (Stop Loss). كما أكد أن السوق لا يزال في بداياته، وأن الاستثمار المدروس هو المفتاح لتحقيق الأرباح المستدامة، في ظل التقلبات المستمرة في العملات المشفرة.
0 تعليق