في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، اجتمع رواد الفكر والتكنولوجيا لمناقشة التحولات العميقة التي يشهدها العالم مع اقتراب عصر الثورة الصناعية الخامسة؛ في ندوة حملت عنوان "الثورة الصناعية الخامسة: ماهيتها، فرصها، وتحدياتها"، استضافت "القاعة الرئيسية"؛ الدكتور أحمد بهاء الدين، المدير الإقليمي لشركة مايكروسوفت، وأدار الجلسة الإعلامي حسن عثمان.
استهل اللقاء؛ بكلمة للإعلامي حسن عثمان، الذي رحّب بالحضور؛ مشيرًا إلى أن الجلسة ستأخذهم في رحلة عبر الزمن لاستكشاف تطور الثورات الصناعية، من انطلاقتها الأولى وحتى التوقعات المستقبلية لعصر الثورة الصناعية الخامسة؛ ومن هنا، جاء حديث الدكتور أحمد بهاء الدين، أحد أهم عشرة خبراء عالميين في مجال البرمجيات، ليضيء على هذه التحولات العميقة.
وتحدث أحمد بهاء الدين؛ عن كل مرحلة صناعية غيرت مجرى التاريخ، موضحًا أن الثورة الصناعية الأولى ولدت مع اختراع الآلة البخارية والطباعة، مما أدى إلى طفرة في نشر المعرفة وتسارع العلوم؛ والثورة الصناعية الثانية جاءت بدفع من الكهرباء، لتحدث تحولًا جذريًا في الإنتاج والمواصلات؛ الثورة الصناعية الثالثة شهدت دخول الكمبيوتر والأنظمة الذكية في عالم التصنيع، مما أرسى قواعد الأتمتة الحديثة؛ أما الثورة الصناعية الرابعة، التي نعيشها الآن، فهي عصر الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والتكنولوجيا المتقدمة.
إلى أين نحن متجهون
ثم طرح سؤالًا محوريًا: "إلى أين نحن متجهون؟"
حيث أجاب الدكتور أحمد بهاء الدين؛ قائلًا: "نحن على أعتاب مرحلة جديدة، حيث لن تكون الآلات مجرد أدوات، بل ستصبح كائنات تعيش معنا"؛ وأوضح أن الثورة الصناعية الخامسة، التي ستبدأ تأثيراتها خلال الـ15 عامًا المقبلة، لن تعتمد فقط على التكنولوجيا المتقدمة، بل ستخلق عالمًا تشاركيًا بين البشر والروبوتات، حيث ستعمل الآلات بشكل مستقل وتتفاعل مع الإنسان كما لو كانت شريكًا حقيقيًا؛ استشهد ببيانات إحصائية من عام 2016، والتي توقعت أن 65% من الأطفال الذين بدأوا تعليمهم حينها، سيعملون في وظائف لم تخترع بعد؛ وقدم مثالًا واقعيًا على التطور السريع للذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أزمة "جوجل جيميني"، الذي تعرض للإيقاف بعد اتهامه بالتحيز العنصري، ثم أعيد تشغيله بوظيفة جديدة لم تكن موجودة من قبل: "مراجع أخلاقي".
ورسم الدكتور أحمد بهاء الدين؛ صورة للمستقبل، مشيرًا إلى أنه بحلول عام 2040، سيكون 40% من القوة العاملة حول العالم من الروبوتات، وفي عام 2050، ستشهد المحاكم أول قاضٍ روبوت يُصدر أحكامًا بين البشر، حيث سيكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على تحليل القوانين وتقديم قرارات قضائية محايدة؛ ثم فاجأ الجمهور بتوقع أكثر جرأة: "في عام 2050، قد تندلع مظاهرات تطالب بتقنين زواج البشر من الروبوتات، لأن التكنولوجيا لن تكون مجرد أداة، بل ستتحول إلى كيان يتفاعل معنا بطرق غير مسبوقة".
في ختام حديثه، أكد الدكتور أحمد بهاء الدين؛ أن مصر تخطو خطوات جادة نحو المستقبل الرقمي، مشيرًا إلى مركز البيانات القومي الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي يُعد واحدًا من المشاريع الكبرى التي تعزز الأمن القومي الرقمي؛ وأوضح أن مثل هذه المشاريع تضع مصر في مكانة متقدمة عالميًا، مشددًا على أهمية الاستثمار في التكنولوجيا والتعليم الرقمي لضمان مكانة قوية في عصر الثورة الصناعية الخامسة.
0 تعليق