جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزوَّاره "فنّ الرسائل عند مصطفى صادق الرافعي"

مصر تايم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يقدِّم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56 لزوَّاره كتاب "فن الرسائل عند مصطفى صادق الرافعي.. دراسة تحليليَّة فنية"، بقلم د. خليفة محمد إبراهيم محمد، من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، يتناول رسائل الرافعي بالدراسة والتَّحليل وكيف وظَّفها لخدمة أغراض متعدِّدة في الأدب والدين والمجتمع.

 

وينقسم الكتاب إلى مقدمة، وتمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتمة، يتناول التَّمهيد جوانب ذات أثر فعال من حياة الرافعي من حيث النشأة، والتَّربية، والثقافة، التي تميَّز بها؛ لأن تفوقه في فنِّه، وعبقريته في الكتابة لا بدَّ أن تكون مسبوقةً بعلامات في بداية نشأته، تشير إلى أن هذا الفتى النحيل، الضَّاوي الجسد، سيكون له موضع بين أدباء العربية في غد. ولم يغفل التمهيد الإشارة إلى آثار الرافعي مرتبة حسب تاريخ إنشائها.

 

وكان الباب الأوَّل من هذا البحث عن رسائل الرافعي الوجدانيَّة، وفيه فصلان؛ أمَّا الفصل الأول فقد اختصَّ بالحديث عن (رسائل الأحزان)، وقد أوضح الصورة العامة لهذه الرسائل، وسبب تسميتها بهذا الاسم، ودوافع الرافعي لكتابتها، وهدفه منها وموقف القرَّاء منها، ثم توقَّف الفصل عند دراسة مضامين هذه الرسائل، من خلال عرض أمثلة منها بأكبر قدرٍ ممكنٍ، وقد كشفت لنا هذه الأمثلة الكثير من الحقائق الأدبيَّة، التي يجب أن توضع في الحسبان بالنسبة لدارسي الأدب، وهي في جملتها تعد محاولة بارعة، يضيف بها الرافعي جديدًا في فن الرسائل، وقد أرَّخ فيها لعهدٍ من شبابه، فأعطى بذلك الأدب العربي روحًا من البيان، وآيات من الفن.

 

ويتناول الفصل الثاني من الباب الأول رسائل: (أوراق الورد) بالبحث والتحليل، فبدأ بتوضيح صورتها العامة، وحقيقتها، وسببها، وحالة الرافعي النفسيَّة في أثناء كتابتها، فهي رسائل عاطفيَّة متدفقة تصور لواعج قلبه، وتباريح هواه، وجملة آرائه في فلسفة الحب والجمال، وخلاصة ثقافته ومقروءاته لعلوم العربية قديمها وحديثها. ثم يعرض الفصل أغراض الرافعي من هذه الرسائل، فهي أغراض منها ما هو واضح من خلال الرسائل، ومنها ما أشار إليه هو في مقدمة الرسائل، ومنها ما هو مستتر وراء الكلمات والعبارات، ومنها ما تنمُّ عنه نفس الرافعي من خلال رسائل شخصية أرسلها إلى بعض أصدقائه المقربين إليه الذين أطلعهم على عواطفه وأشجانه ولوعته وآلامه. ويقف الفصل عند مجموعةٍ من هذه الرسائل، يتضح من خلالها أسلوبه الأدبي الذي لم يُنسج على منواله ولم يُكتب مِثْلُه مِمَّا أنشأ الكتاب في معاني الحب.

 

أما الباب الثاني، فقد تحدَّث عن رسائل الرافعي الأخويَّة، وفيه ثلاثة فصول أيضًا: اختص الأول بالحديث عن رسائل النصح والإرشاد التي كان يرسلها إلى أصدقائه وتلامذته الذين كانوا يرجعون إليه في كل أمر يتصل بالأدب ويستفتونه في أمور كثيرة، وقد كان يسأله بعضهم عن الشيء وهو يعرفه، وذلك ليستحث همتَه، ويبتعث عزيمته، فينهمر ودق قريحته، ويجود سحاب طبعه، فجاءت الرسائل محملة بالفوائد.

 

ويعرض الفصل الثاني من الباب الثاني رسائل الرافعي النقدية؛ وذلك بدراسة استنبطت من خلالها رأيه في عشرات من الأدباء، دون مجاملة، أو حجب، وخلاصة مذهبه النقدي، ورأيه في أدب العصر بصفة عامة، وأسلوبه في الجدال، والكثير من الآراء النقدية الصريحة التي سيكون لها أثر واضح على الساحة الأدبية، خاصة أنه لم يُبدِ هذه الآراء في كتبه التي كتبها للنشر، ومقالاته التي تناثرت في مجلة «الرسالة».

 

أما الفصل الثالث من الباب الثاني، كان دراسة تحليليَّة فنية لرسائل الرافعي الخاصة، التي تحدَّث فيها عن موضوعات دينية، ومعان إسلامية، وقد تناولت الدراسة في هذا الفصل الكثير من رسائله في هذا الاتجاه، ظهر من خلالها موقف الرافعي في كثير من الأمور الفقهيَّة، والقضايا الإسلامية وتفسير بعض آيات القرآن الكريم بأسلوب فيه من الدين جيشان العاطفة الإسلامية، التي تتخلَّل عباراته، يقف فيها موقف المصلح الديني، الذي يفهم الإسلام فهمًا حقيقيًّا، ويغوص في أعماق الشريعة مستكشفًا نورانيتها، وأسرار أركانها. كما نجد في هذه الرسائل آراءه في التصوف، ووجوه قراءة القرآن الكريم وإيمانه بالروحية واعتقاده في الكرامات، وغير ذلك من خصائص الرافعي ومعتقداته الخاصة.

 

أما الباب الثالث، فقد تناول رسائل الرافعي في ميزان النقد، وينقسم إلى ثلاثة فصول: تحدث الأوَّل منها عن أسلوب الرافعي من خلال الرسائل، فذكر ملكتَه النادرة في البلاغة، وذوقه البياني الدَّقيق، جعله يبتدع أسلوبًا في الكتابة لم يُنسب لسواه، ولا نجد له ضريعًا في الأدب، حتى ليُعدَّ آية من آيات ثبات العربية وقوتها على الحياة والنماء. ثم يتناول الفصل أهم السمات الفنية لهذه الرسائل مثل التبحر في اللغة، وعمق الأفكار والتصوير البياني الأخاذ، والاقتصاد في استخدام ألوان البديع، وتزيين الرسائل بالأشعار، وغير ذلك من ظواهر أسلوبه وخصائصه. وكان الفصل الثَّاني من هذا الباب حول رسائل الرافعي بين التأثر والتأثير. وأوجز الفصل الثالث من هذا الباب آراء النقاد في رسائل الرافعي، ما له وما عليه من خلال وضع هذه الرسائل في ميزان النقد.

مسؤولية الأزهر التعليمية

ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.

 

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق