ترامب يفتح باب المباحثات مع كندا والمكسيك حول الرسوم الجمركية

مصدرك 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يعتزم دونالد ترامب البحث مع كندا والمكسيك في مسألة الرسوم الجمركية التي فرضها على هاتين الدولتين، وانعكس إعلانها سلباً على البورصات القلقة من نشوب حرب تجارية.
ورداً على سؤال صحفي الأحد حول الرسوم الجمركية البالغة 25% التي فرضها على منتجات البلدين، أكد الرئيس الأمريكي أنه «سيتباحث مع رئيس الوزراء ترودو صباح غد».
وأضاف: «سأتباحث أيضاً مع المكسيك صباح غد، ولا أتوقع أي شيء جدي من قبلهما».
كما حذر كندا من أنه مستعد للمضي قدماً في الرسوم الجمركية، إذا استمرت الجارة الشمالية في الإجراءات الانتقامية التي تخطط لفرضها اعتباراً من الثلاثاء، تاريخ سريان الإجراءات الأمريكية.
رسوم جمركية كندية
أعلن جاستن ترودو، السبت، أن بلاده ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على المنتجات الأمريكية بقيمة إجمالية تبلغ 155 مليار دولار كندي (102 مليار يورو) بدءاً بسلسلة أولى من المنتجات بقيمة 30 مليار دولار كندي (21 مليار دولار أمريكي) اعتباراً من الثلاثاء.
وتعد الصين والمكسيك وكندا أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة، وتعهدت جميعها بالرد عندما تدخل الرسوم الجمركية حيز التنفيذ الثلاثاء.
وكان ترامب يؤكد دائماً أن تأثير فرض رسوم جمركية سيتحمله المصدرون الأجانب دونما المستهلكين الأمريكيين، وهو ما يناقض رأي الخبراء.
ومع ذلك، اعترف الرئيس الجمهوري الأحد بأن الأمريكيين سيعانون منها.
وكتب ترامب بالأحرف الكبيرة على منصته تروث سوشال: «سنعيد لأمريكا عظمتها والثمن الذي سندفعه يستحق العناء».
إبطاء النمو الأمريكي
ويتوقع المحللون أن تؤدي الحرب التجارية إلى إبطاء النمو الأمريكي وارتفاع الأسعار، على الأقل على المدى القصير، وهو أمر رفض الرئيس الاعتراف به، خاصة أن الإحباط من ارتفاع الأسعار كان عاملاً رئيسياً في فوزه بانتخابات عام 2024.
وقال إيبيك أوزكاردسكايا، كبير المحللين في بنك سويسكوت، إن الرسوم الجمركية «ستؤثر في توقعات النمو الأمريكي... وستمنع الدولار من الاستفادة من سياسات ترامب التي تعطي الأفضلية لأمريكا».
وقال جون بلاسارد، المتخصص في الاستثمار في شركة ميرابو السويسرية لإدارة الأصول: «يخشى المستثمرون أن تؤدي الحرب التجارية إلى تدهور الاقتصاد العالمي».
وأشار ترامب إلى الهجرة غير الشرعية وتهريب مادة الفنتانيل الأفيونية القاتلة كأسباب لفرض إجراءات «الطوارئ».
لكنه أعرب عن غضبه الأحد من العجز التجاري الذي اعتبره دليلاً على المعاملة غير العادلة مع الولايات المتحدة.
وأضاف «لن نكون الدولة الغبية بعد الآن».
«الولاية الـ 51»
ووجه ترامب انتقادات خاصة إلى كندا في منشور منفصل على وسائل التواصل الاجتماعي، مكرراً دعوته لأن تصبح البلاد ولاية أمريكية جديدة.
وقال ترامب: «في غياب الدعم الضخم لن تكون كندا دولة قابلة للاستمرار» زاعماً أن الولايات المتحدة تدفع «مليارات الدولارات لدعمها».
وتابع «لذلك على كندا أن تصبح ولايتنا الـ51».
وأفاد مكتب الإحصاء الأمريكي بأن العجز التجاري مع كندا عام 2024 بلغ 55 مليار دولار.
جاء رد كندا سريعاً بعد نشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر المشجعين يطلقون صيحات استهجان أثناء تأدية النشيد الوطني الأمريكي خلال مباراة كرة سلة بين تورونتو رابتورز ولوس أنجلوس كليبرز.
وقالت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم، إنها تنتظر رد ترامب على اقتراحها للحوار. وقالت إنها طلبت من وزير اقتصادها «تنفيذ الخطة البديلة» التي تتضمن «إجراءات جمركية وغير جمركية» غير محددة.
موقف أوروبي حازم
واتخذ قادة الاتحاد الأوروبي، الاثنين، موقفاً حازماً وموحداً في وجه تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية مشددة على بلدان التكتل، داعين الرئيس الأمريكي إلى تفادي حرب تجارية «لا رابح» فيها.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى افتتاح اجتماع غير رسمي لقادة دول وحكومات الاتحاد في بروكسل: «إذا تعرضنا لهجوم حول المسائل التجارية، فسيكون على أوروبا، كقوة ثابتة على موقفها، أن تفرض احترامها وبالتالي أن ترد».
وقال المستشار أولاف شولتس، إن «الولايات المتحدة وأوروبا تستفيدان من تبادل بضائع وخدمات. وإن عقدت السياسة الجمركية ذلك الآن، فسيكون الأمر سيئاً للولايات المتحدة وسيئاً لأوروبا».
واعتمدت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس نبرة مماثلة تنم عن حزم وانفتاح على الحوار في آن، فأكدت «نحن بحاجة إلى أمريكا وأمريكا بحاجة إلينا»، مؤكدة أن «الرسوم الجمركية تزيد الكلف، وهي ليست في صالح الوظائف وليست أيضاً في صالح المستهلكين، هذا واضح».
من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، أن «علينا بذل كل ما بوسعنا لتفادي هذه الرسوم الجمركية وهذه الحروب التجارية غير المجدية إطلاقاً والحمقاء». (أ ف ب)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق