الصندوق الأسود.. حيث تجتمع أسرار الطائرة مع أدق تفاصيل كل رحلة

الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
شهد العالم مؤخرًا عددًا من حوادث الطيران المختلفة، ومنها الحوادث التي وقعت مؤخرًا بأمريكا، كتحطم الطائرة الطبية في فيلادلفيا أو اندلاع النيران في طائرة تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز خلال إقلاعها من هيوستن إلى نيويورك. ويكون الصندق الأسود الخاص بالطائرة هو المصدر الأساسي لمعرفة تفاصيل وأسباب الحادث.

فكرة الصندوق الأسود

ويعود إنشاء هذا الجهاز إلى ستينات القرن الماضي، عندما حاول خبراء الطيران التفتيش عن طريقة لمعرفة أسباب حوادث الطيران، والتفكير في جهاز قادر على تحمل الانفجارات الناجمة عن تحطم الطائرة، ومقاومة حرارة النيران المندلعة، وتحمل المكوث في مياه المحيطات أو السقوط عن ارتفاع آلاف الكيلومترات

فائدة الصندوق الأسود وبداية استخدامه

يسجل المحادثات التي حدثت بين قمرة الطائرة وبرج المراقبة. وتم استخدام أول صندوق أسود للطائرات التجارية، وفي عام 1958، بنى "ديفيد وارن" أول جهاز تسجيل مدمج لبيانات الرحلة ومسجل صوت قمرة القيادة (CVR)، وتم تصميمه مع مراعاة تصميم الطائرات المدنية لأغراض التحقيق ما بعد التحطم.
يُعد الصندوق الأسود الموجود في الطائرة، ذاكرة تسجيل المعلومات والبيانات وأدائها وحافظ أسرار ظروف الرحلة أثناء الطيران، وما يحدث في مقصورة القيادة والمحادثات بين أفراد الطاقم أو مع برج المراقبة وأي أصوات أخرى

مواصفات الصندوق الأسود

الصندوق الأسود الأول المسمى "مسجل الطائرة"، يُعرف اختصارًا بـ"DFDR" يبلغ طوله 0.5 متر، وعرضه 0.13 متر، وارتفاعه 0.18 متر. وهو مصنوع من مادة التيتانيوم لمنع خرقه أو اهتزازه، حفاظًا على المعلومات المسجلة في وحدة ذاكرته، كما يمكنه مقاومة حرارة تصل إلى 1100 درجة مئوية مدة 30 دقيقة.

الصندوق الأسود.. ذاكرة الطائرة وحافظ أسرارها

يُعد الصندوق الأسود الموجود في الطائرة، ذاكرة تسجيل المعلومات والبيانات وأدائها وحافظ أسرار ظروف الرحلة أثناء الطيران، وما يحدث في مقصورة القيادة والمحادثات بين أفراد الطاقم أو مع برج المراقبة وأي أصوات أخرى.
ويعود المحققون إلى الصندوق الأسود في الحوادث أو الكوارث التي تحل بالطائرات من أجل معرفة المسببات والعوامل التي أدت إليها، وهو عبارة عن صندوق معدني برتقالي اللّون لكي يسهل تمييزه عند البحث عنه.
الصندوق الأسود.. ذاكرة الطائرة ومرجع أساسي لكل بيانات الرحلة - مشاع إبداعي

كم صندوقًا بالطائرة؟

يوجد في كل طائرة صندوقان وليس صندوق واحد يقعان غالبًا في مؤخرة الطائرة يسجلان ما يحدث للطائرة طوال فترة تشغيلها، فوظيفة الصندوق الأسود الأول حفظ ما يصل إلى أكثر من 3000 معطى مختلف من البيانات الرقمية والقيم الفيزيائية المتغيرة بالرحلة، مثل السرعة والارتفاع والموقع الجغرافي وأداء المحرك إضافة إلى مواضع مفاتيح الأنظمة المختلفة وحالة الطيار الآلي وحالة مزود الطاقة الآلي، ووضعية أسطح التحكم وغيرها من البيانات الحيوية.
في حين وظيفة الصندوق الأسود الثاني تسجيل الأصوات داخل مقصورة القيادة، وكل صندوق مجهز بجهاز بث يعمل عندما ينغمر في الماء ويطلق إشارات فوق صوتية للمساعدة على تحديد مكانهما وتبث هذه الإشارات على تردد 37,5 كيلوهرتز لمدة 30 يوماً من بدء تفعيله حتى تفرغ بطاريته ويبلغ مدى البث حوالي 6000 متر (20000 قدم)، كما يمكن لأجهزة البحث المتطورة التقاط الإشارات الصوتية على مدى 3000 متر داخل الماء.
ويسجل صندوق بيانات الرحلة آخر 25 ساعة تشغيل للطائرة تقريباً، بينما يسجل صندوق أصوات مقصورة القيادة آخر 3 ساعات تشغيل.

تصميم خاص للحماية

وتحفظ هذه الأجهزة في قوالب متينة للغاية مصنوعة من مواد قوية مثل سبائك التيتانيوم، تحيطها مادة عازلة لتتحمل صدمات تبلغ قوتها ما قد يصل إلى 3400 ضعف قوة الجاذبية الأرضية، ولتتحمل حرارة تفوق 1100 درجة مئوية لمدة ساعة كاملة وضغطاً قوياً يعادل ضغط المياه على عمق 20000 قدم تحت سطح البحر.
تُلف قطع التسجيل عادة بمادة عازلة تحميها من مسح المعلومات المسجلة عليها ولكي لا تتأثر بملوحة مياه البحر التي تسبب التآكل لكثير من المعادن.

مكتب تحقيقات الطيران في المملكة

ويجري مكتب تحقيقات الطيران في المملكة تحقيقات حوادث الطيران المدني، ويعد الدراسات اللازمة لتعزيز سلامة الطيران المدني.
كما التوصيات المتعلقة بسلامة الطيران ومتابعتها وفق معايير وممارسات السلامة الدولية، الواردة في الملحق الثالث عشر لمنظمة الطيران المدني الدولي (الآيكاو).
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق