الشعوب العربية وحاجتهم إلى الشطة

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عبد الله المشوخي

ذكر ابن خلدون رحمه الله في مقدمته فصلا مطولا عن أثر الطعام في سلوك الإنسان ومظهره ومما ذكره رحمه الله قوله: “أكل العرب الإبل فأخذوا منها الغيرة والغلظة، وأكل الأتراك الخيول فأخذوا منها الشراسة والقوة.

وأكل الإفرنج الخنزير فأخذوا منه الدياثة.

وأكل الزنوج القرود فأخذوا منها حب الطرب”.

وقال ابن القيم رحمه الله: “كل مَن أَلِف ضربًا من ضروب الحيوانات اكتسب من طبعه وخلقه، فإن تغذى بلحمه كان الشبه أقوى”.

أذكر في مرحلة دراستي المبكرة كان طعامنا الوحيد الذي نحمله معنا إلى المدرسة هو رغيف خبز محشي بالشطة فقط، نضعه بجوار الكتب في مخلاة (شنطة من قماش) وكانت هذه الوجبة الوحيدة والموحدة لكافة الطلاب.

نشأنا وتربينا وترعرعنا في قطاع غزة على أكل الشطة فهي الطبق الرئيسي والمفضل في كل وجبة طعام، ومن شدة حبنا للشطة أذكر أنه في يوم من الأيام تحدث شيخ في أحد مساجد غزة عن متاع الجنة وملذاتها فذكر من طعامها وشرابها أصنافا عدة، فقام رجل من الحاضرين وقال للشيخ: “هل يوجد في الجنة شطة؟” فطمأنه الشيخ بوجود كل ما تشتهي الأنفس فسر السائل وتهللت أساريره.

هذه الشطة الحارة انعكست على سلوك طلاب قطاع غزة؛ فأصبح دمهم حارا لا يقبل الضيم، ولا المذلة، فواجهوا اليهود بالحجارة ثم بالبنادق ثم بالصواريخ.

وأذكر في أثناء دراستي في المرحلة الثانوية دخلت قوة راجلة من اليهود إلى فناء المدرسة على أثر مظاهرة، وبينما كان اليهود يطاردون الطلاب في الفناء، قفز طالب من شرفة الطابق الأول على رأس جندي يهودي وقام بضربه، فأي جرأة كانت لدى الطلاب؟! ولطالما هرب اليهود من أمام الطلاب المتظاهرين بعد أن أمطروهم بالحجارة.

إنها الشطة.. وما أدراك ما الشطة!

شعوبنا العربية ولا سيما جيل الشباب منهم بحاجة الى أكل الشطة ولنجعل منها وجبة أساسية عسى أن تسري حرارتها في دمائهم لتحرك مشاعرهم وتغرس فيهم مزيدا من الهمة والشجاعة والنخوة.
ولا تركن إلى اكل الدجاج الذي ولد في النفوس البقبقة والصياح؛ مما أدى إلى تكالب الأمم علينا وجعل ترامب يصرح بثقة مطلقة بإذعان مصر والأردن باستقبال أهالي غزة.

فتشططوا أيها القوم، ولا تتدجنوا عسى الله أن يغير أحوالنا، وسلامتكم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق