الأردن يتجاوز صدمة ترامب.. والتهجير إعلان حرب

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فبراير 5, 2025 5:16 م

كاتب- علي سعادة

موقف أردني رسمي وشعبي واضح وحازم تجاه خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير أكثر من 1.5 مليون فلسطين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، موقف سيجدد الملك عبد الله الثاني تأكيده مسنودا بإرادة شعبية وجبهة داخلية متماسكة، ومؤسسات دولة متوثبة للدفاع عن الوطن وعن أمنه، حين يلتقي الرئيس ترامب في البيت الأبيض، الثلاثاء القادم، بعد أن تلقى رسالة دعوة من ترامب الأسبوع الماضي.
موضوع تهجير الفلسطينيين سيدفع الأردن لاتخاذ خطوات حاسمة، تصل إلى إعلان الحرب، في حال أقدم الاحتلال على تهجير الفلسطينيين بالقوة نحو الأراضي الأردنية.
وتتداول منصات صحفية وإعلامية تأكيدات على لسان مصادر وصفتها بالمطلعة أن المملكة ستغلق حدودها أمام أي موجة لجوء قسرية، وإذا حاول الاحتلال إجبارها على فتحها، فسيكون ذلك بمثابة إعلان حرب.
ومن ضمن ما رشح من معلومات وفي خطوة تعكس الجدية الأردنية، تم إرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى الحدود مع الأراضي المحتلة؛ تأهبا لأي تحركات قد تهدد سيادتها أو تستهدف الفلسطينيين بعمليات تهجير قسرية.
من الواضح أن ترامب يطلق تصريحات مستفزة ومجنونة تدخل ضمن إطار جرائم الحرب، واليوم تحديدا كان أكثر وقاحة في الحديث عن هذا الأمر، وطرح أفكارا متطرفة جدا لم تكن لتخطر على بال حتى أكثر الصهاينة تتطرفا بدعوته إلى السيطرة الأمريكية على غزة، وتهجير سكان القطاع، هذه التصريحات التي تعبر عن شخصيته، التي لا تعرف سوى لغة القوة، والتي تتقن إحداث الفوضى من أجل ترتيبات وصفقات لاحقة، كانت أشبه بـ”أسلوب الصدمة” الشهير لترامب.
هذا الأسلوب الذي يقوم على طرح عدة أفكار متداخلة وفوضوية، وطرح أفكار وبناء أجندة جديدة ومثيرة للصدمة في البداية، وطرح أفكار ضخمة تبدو غير واقعية، الهدف من وراء طرحه هو تهيئة الآخرين لتقبله لاحقا بعد انتهاء أثر الصدمة ويصبح واقعا يمكن تقبله بحكم أنه مطروح على الساحة.
طرح أفكار، دون أن تكون لها علاقة مباشرة بالواقع، لتكون فيما بعد على طاولة المفاوضات من آخر نقطة طرحت وليس من السطر الأول، وربما يكون الهدف من ورائها أساسا شيء آخر في مخيلة ترامب وهو تسوية جميع قضايا المنطقة العربية وفق رؤية نتنياهو ومعسكره الصهيوني بحيث يدور العالم العربي بأكمله في فلك الدولة المارقة والمنبوذة التي ارتكبت أكبر جريمة حرب في تاريخ البشرة.
وكما ظهر ترامب وهو يعدل الكرسي واقفا من أجل جلوس نتنياهو، فبدا وكأنه نادل في فندق، يريد للعرب أن يظهروا بنفس الطريقة كتابعين وخدم في خدمة مجرم حرب حقير مثل نتنياهو.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق