«الأبيض» وجون إلويه

مصدرك 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عبدالله عبدالرحمن

بطل حكايتنا هو الأسطورة جون ألبرت إلويه لاعب كرة القدم الأمريكية-اللعبة الشبيهة بالرجبي- في فريق دنفر برانكوز.. أسرد هنا مقتطفات مهمة من مسيرته التي عايشتُ كثيراً من تفاصيلها.. تدرج الموهوب جون إلويه في اللعبة من الثانوية(جرانادا هيلز)، ثم إلى الجامعة(العريقة ستانفورد)ثم تم اختياره عن طريق عملية «الدرافت/السحب» في الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية (إن إف إل) وحط رحاله في فريق بولتيمور ثم انتقل واستقر مع فريق(دِنْفر برانكوز) الشهير.. ارتبطت مسيرته الباهرة-مع البرانكوز-ابتداءً بمدربه (دان ريفز) الذي كان بمثابة الوالد الحازم له ولرفاقه، فكان إلويه فيه كالكوكب اللامع والنجم الساطع في مركز الظهيرالرباعي (الكورتر باك) وهو مركز محوري مَعْنيٌّ بتهيئة الفرص-من الخلف-أمام الزملاء من الفريق لإحراز النقاط.. وكما كان إلويه آية في الموهبة في الثانوية ومنتزعاً للآهات في جامعة ستانفورد، كانت مسيرة الأسطورة حافلة بالألقاب الشخصية الكثيرة باستثناء نيل اللقب (السوبر بول).
كان- كما قال عنه مدربوه-القائدَ الملهم المساند لفريقه.. أحبَ المنافسة وعشق اللعبة وكان البارع في إيجاد الكيميائية المناسبة بين أفراد الفريق.. بذل مع فريقه أقصى درجات الجهد والبذل وسط أشرس المنافسات ووجود أعتى أساطير اللعبة، واستطاع أن يصعد إلى نهائي البطولة ثلاث مرات في أربع سنوات، ولكنه خسرهم.. وكان في إحدى المواجهات التاريخية في النهائي مرة مع الأمريكي الأسطورة(جو مونتانا).. أسطورتان في نفس المركز(الظهير الرباعي) خسرها إلويه ليفوزعليه مونتانا في مباراة شهيرة.
وبعد سنوات طويلة مع المدرب (دان ريفز)، قررت الإدارة إقالته واستبداله بآخر(ويد فيليب) ثم تم استبداله بعد فترة وجيزة، فتم التعاقد مع مدرب له خبرة بالبطولات وداهية يدعى (مايك شاناهان).. عمل شاناهان مع إلويه ورفاقه وأبرزهم (رون سميث) والموهبة الفذة (تيريل ديفس) بجد وتحسن الفريق كثيراً.. وبعد عدة سنوات عصيبة ومنافسات شرسة وانتقادات لا تنتهي.. جاء موسم حصاد العمل الدؤوب والصبر والمثابرة عليه والتحدي والعزيمة والإصرار رغم الحسرات المتكررة المُرة من الجماهير والمحبين عبر السنين، ليفوز دنفر برانكوز أخيراً بقيادة إلويه بعد أكثر من خمس عشرة سنة بالبطولة الوطنية الأولى له والتي نالت تعاطفاً كبيراً في أوساط اللعبة، وكانت علامة فارقة ونقطة مضيئة في تاريخ كرة القدم الأمريكية كون الأسطورة جون إلويه حرث الصخر في منظومة سعت وبكل قوة أن تكسر كافة التحديات وتحطم كل العقبات التي كانت تقف أمامها حتى نالت ما تريد.. ويأتي جون إلويه بعد سنة من هذا الإنجاز ويفوز بالبطولة الثانية على التوالي، وعلى مدربه السابق (دان ريفز) ويعتزل ويعين إدارياً تنفيذياً ويفوز باللقب للمرة الثالثة لفريق دنفر برانكوز.. فكان إلويه أحد الأساطير في تاريخ اللعبة بلا نزاع.
هذه قصة حقيقية ملهمة ل«أبيضنا» وشبابه وجماهيره، فيها الكثير من الدروس المستفادة قبل خوض غمار باقي مباريات التصفيات النهائية لمونديال 2026.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق