•• هناك تنهيدات مفتوحة على شكل صوت نداء استغاثة تخرج من داخل بيوت الآباء المفرطين.. وإن لم يستفِق هؤلاء الآباء من تفريطهم بحقوق أسرهم سوف تتعرض بيوتهم للرضوض من جراء رشة خيال ساروا إليها.. قلوب من في داخل البيوت مثقلة بالحنين والشوق الجارف لرب الأسرة.. تنتظر استفاقة أبوية بنور مفروش على صفحة بيت.. فقناديل البيت المكتنزة بالضياء تبث رذاذاً من نور بوجود راعي البيت.
•• من يترك لابنه بعد رحيله عشرات الاستفهامات؛ لن يبقي له شمعة يكسوه ضوؤها وقت العثرات.. ومن يضعه في غربة زمن؛ لن يستطع استحضار طيف الحياة متى ما أراد.. أما من يريد أن ينتمي إليه ابنه ويجلَّه؛ فليروه بدروس الحياة، وينمِّ آماله ويحقق طموحاته.. ومن لم يفعل فسيدفع ابنه ثمن أخطائه التربوية البائسة، وسيأتيه يوم يُبصر الحياة من خلف نافذة بيته.
•• ومن لم يتذكر أبويه في كل حين بالبر والإحسان إليهما، ثم الدعاء لهما في الهزيع الأخير من الليل؛ سوف يجري الفزع في شرايينه، وتتضارب المشاعر في داخله.. سيغرق في تأملاته ويصل إلى حالة من الهلع الموجع.. سيعيش المسافة بين مقام الارتباك وعدم الإدراك.. سيشعر كأن السماء تسقط فوقه والأرض تزلزل تحت قدميه.. عقبها سيضطر للذهاب إلى طبيب نفسي ليعيد تقويمه.
0 تعليق