جيش الاحتلال يستعد لـ"المغادرة الطوعية" للفلسطينيين بعد تصريحات ترمب

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أمر وزير الحرب للاحتلال الإسرائيلي الجيش، يوم الخميس، بوضع خطة للسماح بـ"المغادرة الطوعية" لسكان غزة، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط أثارت إدانات واسعة لتولي السيطرة على القطاع.
اضافة اعلان

 

وأشاد وزير الحرب للاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، بإعلان ترامب أن الولايات المتحدة ستسعى للسيطرة على غزة، وإعادة توطين أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون هناك، وتحويل المنطقة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

 

قال كاتس على منصة "إكس": "أرحب بالخطة الجريئة للرئيس ترامب، يجب منح سكان غزة حرية المغادرة والهجرة، كما هو متبع في جميع أنحاء العالم".


وأضاف أن خطته ستشمل خيارات خروج عبر المعابر البرية، بالإضافة إلى ترتيبات خاصة للمغادرة عبر البحر والجو.
من جهته، اتهم مسؤول في حماس، باسم نعيم، كاتس بمحاولة التغطية على "فشل دولة لم تحقق أيًا من أهدافها في الحرب على غزة"، مؤكداً أن الفلسطينيين مرتبطون بأرضهم ولن يغادروها أبدًا.

ويعد تهجير الفلسطينيين أحد أكثر القضايا حساسية وتفجرًا في الشرق الأوسط. فالإبعاد القسري أو القسري غير المباشر للسكان الواقعين تحت الاحتلال العسكري يُعد جريمة حرب، وهو محظور بموجب اتفاقيات جنيف لعام 1949.


لكن الكثيرين يؤكدون أنهم لن يغادروا القطاع أبدًا، خوفًا من التهجير الدائم، مثلما حدث في النكبة، حين تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم خلال الحرب التي تزامنت مع قيام دولة إسرائيل عام 1948.

 

الكثيرون أُجبروا على الفرار أو لجأوا إلى غزة والضفة الغربية والدول العربية المجاورة، بما في ذلك الأردن وسوريا ولبنان، حيث لا يزال أحفادهم يعيشون في مخيمات اللاجئين. وتُعارض إسرائيل الرواية القائلة بأنهم أُجبروا على الرحيل.


وقال كاتس إن الدول التي عارضت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة يجب أن تستقبل الفلسطينيين.


وأضاف: "الدول مثل إسبانيا، وإيرلندا، والنرويج، وغيرها، التي وجهت اتهامات ومزاعم كاذبة ضد إسرائيل بسبب أفعالها في غزة، ملزمة قانونيًا بالسماح لأي مقيم في غزة بدخول أراضيها".


وتابع: "سيُكشف نفاقهم إذا رفضوا القيام بذلك. هناك دول مثل كندا، التي لديها برنامج هجرة منظم، وقد أعربت سابقًا عن استعدادها لقبول سكان غزة".


وقد أثارت تصريحاته انتقادات سريعة، حيث قال وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، في مقابلة مع إذاعة RNE الإسبانية: "أرض الغزيين هي غزة، ويجب أن تكون غزة جزءًا من الدولة الفلسطينية المستقبلية".


واتهم كاتس حركة حماس باحتجاز الفلسطينيين كرهائن في غزة، ومنعهم من المغادرة، وابتزازهم ماليًا عبر نظام المساعدات الإنسانية، دون تقديم تفاصيل إضافية.


وجاء إعلان ترامب المفاجئ، الذي أثار غضبًا واسعًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بينما كان من المتوقع أن تبدأ إسرائيل وحماس جولة ثانية من المحادثات بشأن خطة هدنة هشة لإنهاء نحو 16 شهرًا من القتال في غزة.

 

إدانة دولية


وواجه ترامب انتقادات يوم الأربعاء بسبب خطته بشأن غزة من قِبَل قوى عالمية مثل روسيا والصين وألمانيا، حيث قالت الأخيرة إن الخطة ستؤدي إلى "معاناة جديدة وكراهية جديدة".


مصر ودول عربية أخرى تعارض بشدة أي محاولات لدفع الفلسطينيين عبر الحدود، إذ تخشى أن يؤدي أي نزوح جماعي إلى تقويض فرص تحقيق حل الدولتين - أي إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة الاحتلال - وترك الدول العربية تتحمل العواقب.


السعودية، باعتبارها قوة إقليمية، رفضت الاقتراح تمامًا، بينما أكد جلالة الملك عبد الله الثاني الذي سيلتقي ترامب في البيت الأبيض الأسبوع المقبل، يوم الأربعاء رفضه لأي محاولات لضم الأراضي أو تهجير الفلسطينيين.


وفي منشور على منصة إكس، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن خطة ترامب تأتي في إطار محاولة إسرائيل "لإبادة الشعب الفلسطيني بالكامل".


من جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء اقتراح ترامب بأنه "استثنائي"، ودعا إلى بحثه، رغم أنه لم يحدد بالضبط ما يعتقد أن ترامب يقترحه.


وأشار نتنياهو إلى أنه لا يعتقد أن ترامب يقترح إرسال قوات أمريكية لمحاربة حماس في غزة، أو أن واشنطن ستموّل جهود إعادة الإعمار.


وأضاف: "هذه أول فكرة جيدة أسمعها"، مشددًا: "إنها فكرة رائعة، وأعتقد أنه يجب متابعتها حقًا، دراستها، تنفيذها، لأنها ستخلق مستقبلًا مختلفًا للجميع".

 

ووصفت حماس مقترح ترامب بأنه "سخيف وغير منطقي".


ومنذ 25 يناير، كرر ترامب اقتراحه بأن يتم استقبال الفلسطينيين في غزة من قبل الدول العربية المجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضته كل من الدول العربية والقيادات الفلسطينية. ولم يقدم ترامب أي تفاصيل محددة حول خطته للسيطرة على غزة.


ودافع مساعدو ترامب عن اقتراحه، لكنهم تراجعوا عن بعض عناصره بعد الإدانات الدولية.- وكالات

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق