جرش.. الفرحة بأمطار الخير تتحول إلى هم يتكرر كل شتاء

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
جرش- كشف المنخفض الجوي الأخير، عن ضعف في الإمكانيات والاستعدادات للتعامل مع الظروف الجوية، حيث تعرضت العديد من البيوت والمحال التجارية في محافظة جرش، إلى فيضان مياه الأمطار عليها، خصوصا في الوسط التجاري وداخل قرى وبلدات في المعراض، فضلا عن حدوث انهيارات ترابية على الطريق الدولي.اضافة اعلان
ووقعت أضرار بالغة في منازل المواطنين ومركباتهم ومحال تجارية داهمتها مياه الأمطار، جراء إغلاقات في مناهل تصريف الأمطار في مواقع عدة، لا سيما في الوسط التجاري والبيوت القريبة من المناهل والتي تقع على الطرقات، فضلا عن انهيارات وانجرافات في الطرق الفرعية والرئيسة، وهو ما يكشف عن سوء استعدادات الجهات المعنية للتعامل مع الظروف الجوية.
ذلك الأمر، حول فرحة الكثيرين في المحافظة بهطول الأمطار بعد انحباسها مدة طويلة هذا الشتاء، لا سيما المزارعين منهم الذين يعدون أبرز المتضررين من تأخر أو ضعف الموسم المطري، إلى هم بات يتكرر كل عام مع بدء المنخفضات الجوية وتحديدا القوية منها، نظرا لحدوث المشكلات نفسها دون أي حلول جذرية لها.
ويرى مواطنون، "أن هذا أول منخفض جوي شديد هذا العام، وقد انتهت أربعينية الشتاء، وكان هناك وقت كاف وطويل أمام الجهات المعنية لتنظيف مناهل تصريف مياه الأمطار وفتح مجاريها لمنع تكرار هذه الحوادث التي تقع سنويا في المواقع نفسها ما يجدد الحديث عن الملاحظات ذاتها كل عام، خصوصا مشكلة الوسط التجاري ومشكلة الانهيارات الترابية على الطريق الدولي الذي تعاني منه المنطقة منذ سنوات طويلة ويتكرر كل عام وتغلق الطريق".
كما تكسرت وانجرفت أجزاء واسعة من الشوارع بمناطق عدة، وتحول معظمها إلى مستنقعات وبرك مياه، في حين انتشرت الحفر العميقة والمؤذية بشكل كبير.
فقد اشتكى مواطنون من انتشار الحفر في مختلف قرى وبلدات جرش الخمس، قائلين "إنها تشكل مصائد للمركبات وسائقيها وحتى المارة، وبشكل يتسبب بأضرار مادية بالغة"، ومطالبين في الوقت ذاته بـ"فتح ملف صيانة وتعبيد الشوارع والتحقيق مع القائمين على تلك المشاريع، كونه من غير المعقول أن يتسبب منخفض جوي ماطر بكل تلك الأضرار".
كما طالبوا بـ"سرعة إصلاح الشوارع وإعادة تعبيدها بشكل يحافظ على حياة المواطن وسلامته وممتلكاته، ويتسق مع الحديث الرسمي عن مواصلة تحسين البنية التحتية".
وتضع مديرية أشغال جرش، دوريات مراقبة وآليات على مدار الساعة على الطريق الدولي الذي يتعرض للانهيار في كل فصل شتاء، حيث تعرض الجبل في منطقة السيل لانهيار رمال وأتربة استدعت تدخل الفرق السريعة لتنظيف الطريق الدولي وتسهيل مرور المركبات ومراقبة الطريق والبؤر الساخنة فيه، علما أن المنطقة التي تعرضت للانهيار كانت قد تعرضت لانهيار كبير قبل 4 سنوات.
ووفق المواطن صايل العياصرة، وهو صاحب أحد المحال التجارية في بلدة ساكب، "فإن المياه داهمت محله التجاري مع بدء تساقط الأمطار، جراء إغلاق في مناهل تصريف مياه الأمطار، وتسببت في خسائر فادحة، حيث غرقت البضائع وأغلبها مواد تموينية وتعطل عمله واضطر إلى الإغلاق لحين معالجة مشكلة المناهل".
وأضاف العياصرة، "أن هذه المشكلة تتكرر كل فصل شتاء ومع بداية أول تساقط للأمطار، وتقوم كوادر بلدية المعراض بفتح العبارات وقنوات تصريف مياه الأمطار، وفي المنخفض القادم تغلق مجددا كونها قديمة وصغيرة ولا تفي بالغرض ولا يتم صيانتها أو توسعتها".
كما يؤكد التاجر مأمون أبو العدس، "أن الوسط التجاري في مدينة جرش يعاني كل موسم مطري من مداهمة مياه الأمطار، نظرا لقيام البلدية بإزالة مشروع بلاط الوسط التجاري وإعادة تعبيده، وما تزال مجاري تصريف المياه غير جاهزة وغير مؤهلة وغير نظيفة من مخلفات التعبيد، رغم أن بلدية جرش الكبرى أعلنت جاهزيتها للتعامل مع المنخفض الجوي مرات عدة".
وقال أبو العدس، "إن الوسط التجاري بحاجة إلى حل جذري لهذه المشكلة كون الوسط التجاري فيه آلاف من المحال التجارية وتنفذ فيه مشاريع عدة على حساب التجهيزات الحيوية، من حيث تمديدات الكهرباء والماء والاتصالات وعبارات تصريف مياه الأمطار وقنوات الصرف الصحي كذلك، علما أن التجار يتحملون مبالغ باهظة لترخيص محالهم ودفع الضرائب وعوائد التعبيد ودفع الفواتير وتكلفة جمع النفايات".
إلى ذلك، أكدت بلدية جرش الكبرى، "أنها تعاملت في اليوم الأول من المنخفض الجوي مع 12 ملاحظة وشكوى، منها مداهمة مياه أمطار وإغلاق مناهل تصريف الأمطار وانجرافات للتربة، وقد تم التعامل معها على الفور من خلال الفرق التي تم تجهيزها في الموقع حرصا على سلامة المواطنين. ومن الطبيعي وجود ملاحظات وشكاوى من الحالة الجوية نتيجة التساقط الغزير للأمطار وتكون استعدادات المواطنين غير كافية".
وقال رئيس البلدية أحمد العتوم، "إن البلدية استعدت باكرا للمنخفض الجوي وقد تم فتح غرف عمليات والتشبيك مع مختلف الجهات المعنية لغاية التعامل مع الشكاوى والملاحظات بأسرع وقت ممكن وضمان عدم إلحاق الضرر بأي منشأة أو بيت والحفاظ على انسيابية حركة المرور والسير على مختلف الطرقات وضمان توفر جميع الخدمات الأساسية للمواطنين من وقود ومواد تموينية".
كما تعمل بلدية المعراض وفق مصدر فيها، "ضمن إمكانيات محدودة على معالجة جميع الملاحظات، خصوصا مشاكل إغلاق مناهل تصريف مياه الأمطار وتنظيفها، كون هذه الملاحظة أكثر الشكاوى التي تم التعامل معها خلال المنخفض ويتم معالجتها في أسرع وقت ممكن".
بدورها، قالت مديرة أشغال جرش، المهندسة اخلاص الخشاشنة، "إن فرق وكوادر أشغال جرش موزعة على جميع الطرق الرئيسة في الميدان وتعمل على مراقبة حركة السير ووضع الطرق منذ بداية المنخفض ضمن خطة الطوارئ المتوسطة".
وأكدت، "أنه تم التعامل مع انجراف محدود للتربة على الطريق الدولي، ولم يتم إغلاق أي طريق رئيس".
وأوضحت الخشاشنة، "أن جاهزية مديرية أشغال جرش وآلياتها متكاملة وموزعة بانتظام، وأن الأمر تحت السيطرة، والملاحظات التي تم التعامل معها بسيطة وتتم معالجتها بسرعة ودقة".

أخبار ذات صلة

0 تعليق