"سياحة الأعراس" تحت المجهر في العقبة.. نقطة تحول وسط منافسة لوجهات عالمية

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
العقبة- تعول مدينة العقبة أكثر من أي وقت مضى، على ما تعرف بـ"سياحة الأعراس" أو المناسبات، نظرا لما تتمتع به من تنوع في المنتج السياحي يجمع بين البحر والجبل والإطلالات الفريدة والتضاريس المميزة والمنتجعات الشاطئية، إلى جانب تكاملية المثلث الذهبي للعقبة مع وادي رم والبترا. اضافة اعلان
وينظر إلى هذا النوع من السياحة في العقبة، بوصفه نقطة تحول تسهم في تحقيق مردود اقتصادي كبير، من حيث جذب الاستثمارات الخاصة بهذا النوع من المناسبات، وضخ العملة الصعبة وتوفير فرص عمل.
ووفق الخبير الاقتصادي الدكتور إبراهيم النعيمات، "فإن العقبة تعد وجهة مثالية لإقامة هذا النوع من الحفلات نظرا للتسهيلات التي تقدمها، لا سيما سهولة الوصول إليها والمناخ المناسب على مدار العام ووجود المنتجعات الشاطئية وتكاملية المثلث الذهبي الذي يجمع البترا ووادي رم والعقبة الساحرة، فضلا عن السلاسل الجبلية ذات البيئة الهادئة والمناظر الخلابة في شراط إلى وادي رم ووادي عربة".
وأشار إلى "أن ذلك يعني صناعة سياحة جديدة وبالتالي يؤدي إلى جذب الاستثمارات الجديدة والرديفة وتحريك عجلة الاقتصاد القائمة على مجمل القطاعات السياحية".
وأضاف النعيمات، "يعود هذا النوع من السياحة على الوجهة المختارة من قبل العروسين بمردود مادي كبير، إذ تعد هذه الحفلات فرصة مربحة ومهمة من حيث الميزانية العالية اللازمة لتجهيزها وإقامتها، بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من المدعوين الذين سيقيمون لعدة أيام وما يتبع ذلك من زيارتهم لبعض المناطق السياحية والأسواق التجارية داخل العقبة".
ومن وجهة نظر الخبير السياحي عمر النشاشيبي، "فإن هناك فرقا بين طرق التسويق لسياحة حفلات الأعراس، ونظيراتها من أنواع السياحة المختلفة، ذلك أن هناك اهتماما كبيرا بذلك النوع من السياحة والذي بدأ منذ سنوات في البحر الميت واليوم نراه في العقبة بإقامة أكثر من 42 حفل زفاف محلي وعالمي وبمستوى راقٍ"، داعيا إلى "زيادة الاهتمام والتوجه إلى أسواق عالمية كالهند مثلا، وتمييز وإدراك سياحة المناسبات والأعراس ضمن أشكال وأنواع السياحة الغنية، لأن عدد المدعوين قد يكون كبيرا للغاية، بالإضافة إلى طول مدة الإقامة، وذلك يساعد على انتعاش الحركة السياحية والدخل القومي للبلاد بشكل كبير".
وعن عوائد سياحة الزفاف، أكد النشاشيبي، "أن العملاء يدفعون تكلفة مرتفعة في هذا النوع من السياحة، بخلاف السياحة الشاطئية، إضافة إلى مساهمة حضور أثرياء العالم في تحسين سمعة السياحة للأردن بشكل عام والعقبة بشكل خاص، وتعزيز التواجد الأردني بشكل أقوى على خريطة السياحة الدولية".
وبحسب الخبير السياحي أيمن جبر، "فإن معظم الأثرياء، يقومون بعقد حفلات الزفاف خاصتهم في أوروبا، فيما العقبة اليوم قادرة بهويتها المميزة ومنتجاتها الغنية السياحية على احتضان أكبر حفلات الزفاف والمناسبات، وسيكون كذلك للسياح الاستفادة والاستمتاع بالجو العام في العقبة، والتعرف على الثقافات والعادات الخاصة بالمملكة ودعوة أقرانهم مواطنيهم لزيارة العقبة والأردن وهذا ما نبتغيه".
وبالإضافة إلى العقبة، يحتضن الأردن عددا من المواقع التاريخية والحضارية المتنوعة التي توفر مكانا مناسبا لإقامة حفلات زفاف استثنائية، وجرش التي تضم مواقع مثل شارع الأعمدة وقوس هادريان والمسارح والمعابد والكنائس الأثرية، والمدرج الروماني في عمان وسبيل الحوريات، وغيرها من المواقع الأثرية في عجلون وأم قيس ومأدبا ووادي رم والبترا.
وتوفر العقبة خيارات عدة من أماكن الإقامة والسكن، إضافة إلى الفنادق الفاخرة والمناطق المميزة والمتنوعة، والتسهيلات اللازمة والاهتمام بتفاصيل الخدمات المقدمة للعروسين وضيوفهم.
وكانت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وهيئة تنشيط السياحة، أعلنتا في مؤتمر صحفي عُقد في العقبة قبل أيام، عن اختيار مدينة العقبة، لاستضافة المؤتمر السنوي الحادي عشر لمنظمي حفلات الزفاف (DWPCongress).
وسيتم عقد المؤتمر السنوي الحادي عشر في الفترة بين 7 و9 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، حيث من المتوقع أن يجمع هذا الحدث ما يزيد على 500 مشارك من 70 دولة مختلفة.
ويهدف هذا المؤتمر الذي عقد سابقا في العديد من الوجهات السياحية العالمية مثل أثينا، وموريشيوس، وفلورنسا، وبوكيت، ولوس كابوس، ودبي، وبالي، ورودس، والدوحة، وشلالات فيكتوريا، إلى تسليط الضوء على الأردن عامة والعقبة بشكلٍ خاص كوجهات مثالية لحفلات الزفاف بما توفراه من تجربة فريدة لا تُنسى من كرم الضيافة، والتراث الأصيل، والطعام الشهي، والمناظر الطبيعية الخلابة، والتجارب الاستثنائية.
من جهته، أكد مفوض التنمية الاقتصادية والسياحة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، المهندس حمزة الحاج حسن، "أهمية اختيار العقبة كمدينة مستضيفة لهذا المؤتمر المرموق، بعد تنافس دام لأشهر مع وجهات دولية بارزة، وذلك من خلال النهج التشاركي مع شركائنا من القطاعين العام والخاص، حيث استطعنا أن نرجّح الكفة لصالح العقبة".
وأضاف، أن "انعقاد هذا المؤتمر في العقبة يعد دليلاً على المكانة المتزايدة للمدينة كوجهة عالمية، بما يتماشى تماما مع الخطة الإستراتيجية لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة 2024-2028 التي تم إطلاقها مؤخرا لتعزيز السياحة، وجذب الاستثمار، ودعم التنمية المستدامة".
وأوضح الحاج حسن، "أن استضافة المؤتمر يبرز التزامنا بتعزيز مكانة الأردن بشكل عام، والعقبة بشكل خاص، كمركز رائد للفعاليات عالية القيمة، ونحن ممتنون للتعاون مع شركائنا لتحقيق هذه الرؤية، فالعقبة تتميز بجمال طبيعي لا مثيل له يجمع بين الشمس والبحر والرمال، مما يوفر أجواء مثالية ويجعل كل حفل زفاف تجربة لا تُنسى".
من جانبه، قال مدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبد الرزاق عربيات، "إن هذا النوع من السياحة يعد من المجالات الواعدة للقطاع السياحي، بفضل ما يتمتع به الأردن من مقومات فريدة ضمن مواقع مثل البحر الميت، البتراء، ووادي رم، إلى جانب الفنادق والبنية التحتية المتطورة، مما يجعل الأردن وجهة مثالية لحفلات الزفاف الفاخرة محليا وإقليميا وعالميا، وتعدّ عوامل جذب رئيسية لتقديم تجربة استثنائية للعروسين وضيوفهم".
وأكد عربيات، "أن الهيئة تعمل على الترويج لسياحة الأعراس بأساليب مبتكرة تركز على تقديم تجربة شاملة للزوار، تجمع بين مختلف أنواع السياحة؛ مما يعزز مدة إقامة السائح وقيمتها المضافة"، موضحا، "أن هذا النوع من السياحة يبرز الأردن كوجهة فريدة للاحتفالات، بفضل الخدمات الاحترافية التي تضاهي المعايير العالمية".
وأشار إلى "أن الهيئة تستعد لإطلاق حملات ترويجية ضمن الإستراتيجية الوطنية للسياحة لعام 2025، لتسليط الضوء على الأردن كوجهة رئيسة لسياحة الأعراس ودعم القطاع السياحي وتوفير فرص عمل للشباب الأردني".
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق