تطلق إدارة المهرجان المسرحى الدولى لشباب الجنوب برئاسة الناقد هيثم الهوارى، 11 إصدارا مسرحيا متنوعا بالتعاون مع دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، خلال فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان «دورة د. عايدة علام» التى تحتفل بالمسرح الفلسطينى، وتقام فى محافظة قنا خلال الفترة من 15 إلى 20 أبريل المقبل، برعاية وزارة الثقافة، ووزارة الشباب والرياضة، ومحافظة قنا، ومؤسسات المجتمع المدنى.
وقال الناقد الفنى هيثم الهوارى رئيس المهرجان، إن إصدارات هذا العام تتميز بتنوعها وإبداعها، حيث تشمل أعمالا من مصر والمغرب والعراق والسودان، مما يعكس النجاح المتزايد للمهرجان فى جذب المشاركات العربية والدولية.
وأضاف الهوارى، أن هذه الإصدارات تهدف إلى تعزيز التواصل بين المسرحيين فى العالم العربي، وتقديم رؤى جديدة ومبتكرة فى الفن المسرحى.
وأوضح الهوارى، أن إصدارات هذا العام تتضمن كتاب «تاريخ المسرح الفلسطينى» للدكتور سيد على، «إدارة خشبة المسرح وإيقاع العرض» للدكتور جمال ياقوت، «الأراجوز بين الروايات الأصلية والروايات المزيفة» الدكتور نبيل بهجت، «المسرح السودانى فى زمن العنف» للناقد المسرحى السودانى أبو طالب محمد، «المسرح المغربى.. تطور وتاريخ» للكاتب المغربى أحمد بلخيرى، «النصوص الفائزة فى مسابقة د. حسن عطية للتأليف المسرحى»، «عايدة علام مسيرة علم حافلة بالعطاء» للناقدة المسرحية شيماء توفيق، «موسوعة المسرح الغنائى والاستعراضى فى مصر» للدكتور محمد عبدالمنعم، «عبدالصمد خانقاه رائد المسرحية الحديثة فى العراق» للدكتور على الربيعى، «10 سنوات من الإنجازات» الكتاب التوثيقى لفعاليات المهرجان، إلى جانب كتيب المهرجان الذى يتضمن تفاصيل الدورة التاسعة من عمر المهرجان.
يأتى هذا الحدث الثقافي الكبير ليؤكد على مكانة المهرجان كمنصة مهمة للتبادل الثقافى والفنى بين الدول العربية، وليسلط الضوء على إسهامات المسرح فى تعزيز الحوار الثقافى والإبداعى.
يعد المسرح الفلسطيني واحدا من أهم أشكال التعبير الفنى والثقافى الذى يجسد قضية الشعب الفلسطينى وهويته الوطنية، حيث يمزج بين الفن والنضال، ويعكس تاريخا حافلا من الصمود والإبداع، فقد استطاع على مدار العقود أن يكون صوتا للقضية الفلسطينية، ونافذة لعرض معاناة الشعب الفلسطينى وتطلعاته نحو الحرية والعدالة.
وبدأت بذور المسرح الفلسطيني فى الظهور أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، متأثرا بالحركات المسرحية العربية والعالمية، ثم تحول المسرح إلى أداة فعالة في مقاومة الاحتلال وتعزيز الهوية الفلسطينية، وقد شهد تطورا ملحوظا بعد النكبة عام 1948، حيث أصبح وسيلة لتوثيق المأساة الفلسطينية والحفاظ على الذاكرة الجماعية.
على الرغم من التحديات، فيستمر المسرح الفلسطيني في الازدهار، حيث يقدم أعمالا تعكس الواقع المعاصر، وتناقش قضايا مثل الهوية، واللجوء، والمقاومة، كما يشهد تعاونا مع مسرحيين عرب ودوليين، مما يسهم فى تعزيز حضوره على الساحة العالمية، فالمسرح الفلسطينى ليس مجرد فن، بل هو أداة نضالية وثقافية تحمل فى طياتها تاريخ شعب وقضيته، وهو يظل شاهدا على إبداع الفلسطينيين وصمودهم فى وجه التحديات، مما يجعله جزءا لا يتجزأ من التراث الإنسانى العالمى.
0 تعليق