بائع الأوهام

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
إسرائيل هيوم
يوسي بيلين
 7/2/2025

الفكرة الجديدة للرئيس دونالد ترامب – بنقل مليوني فلسطيني من غزة إلى كل مكان يكون مستعدا لأن يستقبلهم وتحويل القطاع على شاطئ البحر المتوسط إلى موقع سياحي جذاب لن تتحقق. على الأقل في محيط ترامب يعرفون هذا جيدا. لن تنقل أي شاحنات سكان فلسطينيين من هذا القطاع المكتظ والمدمر إلى دول الخليج وبالتأكيد ليس إلى دول مثل مصر والأردن.اضافة اعلان
أن التعلق بأميركا عظيم، لكن تماما مثلما نحن متعلقون بها ومع ذلك لن نفعل، بأي حال، أمورا تطلبها منا وتتناقض في نظرنا مع المصلحة القومية الإسرائيلية – هكذا أيضا لهذه الدول توجد كرامة ذاتية ومصالح خاصة بها. ترامب هو رئيس "خذ واعطِ" وبهذه الطريقة هو يرى العالم: اذا كنت تريد شيئا ما مني فقل لي أي مقابل سأحصل عليه منك، إذ لا توجد هدايا بالمجان. لكن طلب ترك البيت، حتى لو كان مدمرا، مقابل مساعدة مالية هو خطوة كلاسيكية من الأصبع في العين. خطوة ترامب هي ضرر صاف. لإسرائيل أيضا، التي جيرتها للفلسطينيين حرجة لمستقبلها.
 وأكثر من هذا – الولايات المتحدة موقعة على اتفاق أوسلو الذي يرى الضفة الغربية وغزة كشطرين من كيان سياسي واحد. لا يمكن لترامب ان ينهض ذات صباح ليقول انه سيجعل غزة فندقا، دون أن يسأل القيادة الفلسطينية الشرعية الوحيدة إذا كان هذا مقبولا منها – بعد 18 سنة من أخذ حماس غزة من يدها، عدوها الأكبر. معقول الافتراض بان موضوع تقسيم بلاد إسرائيل الغربية (الذي يشكل شرطا لدول اتفاقات إبراهيم وأساسا دول الخليج لإعمار قطاع غزة وربما لادارته مؤقتا أيضا طرح في محادثات ترامب – نتنياهو هذا الأسبوع. معقول الافتراض بان ترامب ذكر نتنياهو بخطابه في بار ايلان في 2009، حين أيد إقامة دولة فلسطينية مجردة من السلاح؛ خطاباته السنوية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة والتي كرر فيها تأييده لحل الدولتين. دعمه الحماسي قبل خمس سنوات لخطة السلام الأميركية لتحقيق حل الدولتين.
اذا كان ترامب يريد حقا أن يساعدنا في ان يعالج بجدية النزاع الطويل – نقترح عليه أن يبذل جهوده في إبعاد حكم حماس عن غزة وإقناع نتنياهو باقتراح افق سياسي والعودة إلى إقامة دولة فلسطينية. خير يفعل أيضا اذا ما أقنع يئير لبيد منح شبكة امان طالما كانت مفاوضات جدية مع الفلسطينيين وبالتالي السماح أيضا بحل المشكلة الديمغرافية بإسرائيل وضم السعودية إلى اتفاقات إبراهيم. أولئك بيننا ممن يعتقدون انه جاء لنا الخلاص وان ترامب يوشك على تحقيق أحلام اليمين المتطرف بتوزيع الفلسطينيين على 22 دولة عربية لا يفهمون بأن هذه رؤيا ليس لها أي احتمال للتحقق. لكن لما كان لا شك للفلسطينيين بأننا نقف خلفها، فان من شأنها أن تشدد الكراهية بين الشعبين وتكلفهما الدم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق