عمان– في ظل التغيرات والتحولات في أشكال التعليم والتطورات التكنولوجية، تزداد أهمية أدوار القيادة المدرسية في إدارة هذه التغيرات وتوجيهها نحو تحسين جودة التعليم.اضافة اعلان
وبينما تلعب القيادة المدرسية دورا جوهريا في تحقيق الرؤية والأهداف التربوية للمؤسسة التعليمية وتطوير الخطط الإستراتيجية والتدريسية المراعية للاحتياجات المختلفة للطلبة، أكد خبراء تربويون أن القيادة المدرسية هي الأداة الرئيسة والفاعلة في تحقيق أهداف النظام التعليمي وتحسين جودته.
وبينوا في أحاديث منفصلة لـ"الغد" أن أدوار القيادات المدرسية، في ضوء التطورات التكنولوجية والتغيرات في أشكال التعليم، والمهارات المتقدمة المطلوبة في سوق العمل، لا بد أن تتغير لتكون أكثر فاعلية للاستجابة لهذه التطورات وتوجيه المدرسة نحو التكيف مع هذه التغيرات.
المدرسة هي الأساس
وفي هذا الصدد، قال الخبير التربوي الدكتور محمد أبو غزلة إن القيادة المدرسية هي الأداة الرئيسة والفاعلة في تحقيق أهداف النظام التعليمي؛ لأن المدرسة تشكل المحور الأساس لتنفيذ سياسات النظام التعليمي، وهي بيئة التعلم التي يتم فيها ترسيخ القيم والتمكين من المعارف ومهارات التفكير والاتصال وحل المشكلات، علاوة على تنمية المهارات الأكاديمية وإعداد الطلبة للحياة المهنية والأكاديمية المستقبلية التي أصبحت تتطلب تعليما نوعيا ومهارات متنوعة.
وأكد أبو غزلة أن أهمية القيادة المدرسية تكمن في الربط بين المهارات والمعارف الأكاديمية والحياتية واحتياجات المجتمع؛ لذا فهي حجر الزاوية في بناء النظام التعليمي الذي يعد الموارد البشرية للمساهمة في التنمية الشمولية للدولة.
وأضاف إنه في ظل التطورات التكنولوجية والتغيرات في أشكال التعليم، والمهارات المتقدمة المطلوبة في احتياجات سوق العمل المحلي والدولي، فإن أدوار القيادات المدرسية لا بد أن تتغير في ضوء هذه التطورات لتكون أكثر فاعلية للاستجابة لهذه التطورات، وتوجيه المدرسة نحو التكيف مع هذه التغيرات وتحقيق أقصى استفادة منها، ما يعني ضرورة توفير قيادات مدرسية تمارس أدوارا جديدة ومتعددة، ومؤهلة قادرة على فهم احتياجات المتعلمين، وتعزيز مشاركتهم وتفاعلهم في العملية التعليمية.
وبين أبو غزلة أن التحولات والتطورات التكنولوجية المتلاحقة فرضت أشكالا مختلفة من التعليم، الأمر الذي يتطلب تغيرا في أدوار القيادات المدرسية الذين يتولون إدارة وتوجيه العمليات التعليمية والإدارية في المدرسة؛ لضمان الاستجابة لهذه التغيرات، ووفقا لطبيعة الدور والمهام والمستوى الإداري والقيادي لكل فرد من القيادات المدرسية.
وتابع أبو غزلة إن القيادة المدرسية لم تعد تقتصر على مدير المدرسة، بل تعدت ذلك إلى أن جميع المعنيين في المدرسة هم قادة، ولكل منهم دور قيادي في تحقيق أهداف التعليم من المساعدين الفنيين والإداريين، والمعلمين الخبراء ومعلمي المواد وحتى الطلبة ومقدمي الدعم التعليمي والمشرفين التربويين الإداريين للمدارس أو المتخصصين، وحتى الطلبة، إضافة إلى مدير المدرسة، فجميعهم قيادات مدرسية معنيون جميعا برسم السياسات التعليمية بمستوياتها المختلفة، والمشاركة في إعداد الخطط الإستراتيجية والتنفيذية لتحقيق أهداف النظام التعليمي.
وأوضح أبو غزلة إن أدوارهم متعددة، وتتمثل في دراسة ومراجعة تطوير المناهج لتواكب احتياجات الطلبة وسوق العمل، وتقديم التغذية الراجعة للمعنيين حولها، وتوظيف الأساليب التدريسية المتطورة والتقنيات الحديثة، وتطوير إستراتيجيات وأساليب التقويم لأداء المعلمين والطلبة وتحليل أداءاتهم، وتطوير الخطط اللازمة لتطويرها، وتوفير التدريب المستمر للمعلمين حتى يكونوا مؤهلين بشكل دائم لمواكبة التطورات التربوية والتكنولوجية.
كما يمكنهم، بحسب أبوغزلة، متابعة توظيف البرمجيات التعليمية التي تسهم في تحسين تجربة المتعلم، وتوفير بيئة تعليمية مرنة وجذابة تساعد المعلمين والطلبة على التطور الأكاديمي والشخصي، إضافة إلى تبنيهم وتشجيعهم للعاملين على تبني الأساليب التدريسية الإبداعية والمتطورة لتعزيز مهارات التفكير لديهم، والمشاركة الفعالة بشكل كبير لتحقيق نتائج أفضل للطلبة، ناهيك عن دورهم في إدارة الموارد المدرسية وحل المشكلات لتطوير الأداء الأكاديمي، وتعزيز تبادل الخبرات بين المعلمين.
إضافة إلى تفعيل التعاون بين المدرسة وأولياء الأمور، وتعزيز بيئة التعاون بينهم وبين الشركاء من المجتمع المحلي، وبناء شراكات فعالة تساهم في تحسين جودة التعليم ودعم الطلبة.
وأشار إلى أن كافة هذه الأدوار للقيادات المدرسية يمكن أن تمارس وتحقق أهدافها من خلال العمل الجماعي بين هذه القيادات والمكونات الفاعلة والمؤثرة في التعليم المدرسي لتحقيق بيئة تعليمية ذات جودة عالية، وليعمل كل منهم ضمن اختصاصه لتطوير العملية التعليمية والنهوض بأداءات الطلبة أكاديميا، وتحسين أداء المعلمين وتمكينهم من تقديم تجارب تعليمية أكثر تفاعلية وجاذبية للطلبة، وتحقيق نتائج تعليمية متميزة.
ولفت إلى أن جميع مقدمي الخدمة التعليمية في المدرسة هم قيادات مدرسية فاعلة في تحقيق أهداف النظام التعليمي وتحسين جودته.
وأشار إلى أنه بالرغم من النظرة إلى المدرسة بأنها كيان مستقل في عملية التغيير والتطوير التربوي، إلا أنها لا تنفصل عن الكيانات المعنية برسم سياسات التعليم؛ لأن دور القيادات المدرسية فيها يكمن بوضع سياسات واضحة تعكس الأهداف التربوية للمؤسسة التعليمية وتطوير الخطط الإستراتيجية، والخطط التدريسية المراعية للاحتياجات المختلفة للطلاب، وتواكب التطورات الحديثة في مجال التعليم لتحقيق أهداف النظام التعليمي، وتحقيق التنوع والشمولية في التعليم لتوجيه المعلمين والطلاب نحو تحقيق الأهداف المشتركة.
ونوه بأن المدرسة والقيادات المدرسية هم محور التطوير والتفاعل بين جميع عناصر المنظومة التعليمية، والعناصر والمكونات التي تؤثر في تحقيق أهداف التعليم، وتحسين جودة التعليم، من خلال إشراك جميع الأطراف المعنية بالقيادة المدرسية من راسمي السياسات التعليمية، ومن المساعدين الفنيين والإداريين والخبراء والمعلمين والطلبة ومقدمي الخدمة التعليمية، وأولياء الأمور، والمجتمع المحلي لتحسين الأداء التعليمي والإداري لتعزيز قدرة المدرسة على تقديم تعليم ذي جودة عالية يواكب تطورات العصر وتلبي احتياجات المتعلمين والعاملين معهم.
واعتبر أبو غزلة أنه في ظل التحولات في أشكال التعليم والتطورات التكنولوجية، تزداد أهمية القيادات المدرسية في إدارة هذه التغيرات وتوجيهها بما يخدم تحسين جودة التعليم، الأمر الذي يتطلب من القيادات المدرسية أن تقوم بعدد من الأدوار الحيوية، التي تساهم في تعزيز تجربة التعلم، وجعل عملية التعلم أكثر تفاعلية وجاذبية، وتحقيق نتائج تعليمية متميزة في تحقيق أعلى مستويات الأداء، وبما ينعكس بشكل مباشر على تحسين جودة التعليم داخل المدرسة، وفي تحسين جودة النظام التعليمي بشكل كبير.
التعليم مشهد متطور
بدوره، أكد الخبير التربوي فيصل أبوتايه أن القيادات التربوية المدرسية تلعب دورا جوهريا في تحقيق الرؤية والأهداف التعليمية للمدرسة، وتعمل على تحقيقها، وتشمل مهامها توفير الدعم اللازم للمعلمين والطلاب، وتحديد الاحتياجات التعليمية، وتطوير البرامج التعليمية المناسبة لتلبية هذه الاحتياجات، إضافة إلى توفير بيئة تعليمية آمنة وصحية وتشجيعية للطلاب والمعلمين على حد سواء.
وقال أبوتايه إن مشهد التعليم اليوم يتطور باستمرار، فقد أحدث القرن الحادي والعشرون تغييرات كبيرة في الطريقة التي نتعامل بها مع التعليم والتعلم، وكان أحد التحولات الرئيسة إيجاد القيادة التعليمية القادرة أن تلعب دورا محوريا في تشكيل الخبرات التعليمية للطلاب.
وأضاف إن القادة التربويين ليسوا مجرد إداريين فحسب، بل هم مدربون وموجهون وأصحاب رؤية يمتد تأثيرهم إلى كل ركن من أركان المجتمع المدرسي، إذ إن أدوارهم متعدد الأوجه، فهم مسؤولون عن المناهج الدراسية وتنفيذها، وتعزيز ثقافة التحسين المستمر، واتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات، كما أنهم يلعبون دورا حاسما في التطوير المهني للمعلمين.
وأوضح أن قيادة العملية التعليمية في المدارس لا تخلو من التحديات، فالبيئة المدرسية في القرن الحادي والعشرين معقدة وديناميكية، إذ يجب على القادة التربويين التعامل مع هذه التعقيدات، مع الحفاظ على التركيز على نتائج الطلاب، لكن على الرغم من هذه التحديات فإن تأثير القيادة التربوية الفعالة يجب أن يكون تأثيرا عميقا، فهي قادرة على تعزيز الأداء الأكاديمي للطلاب بشكل كبير وتشكيل المناخ العام للمدرسة، ويمتد تأثير القادة التربويين إلى ما وراء جدران المدرسة، ما يؤثر على المجتمع التعليمي الأوسع نطاقا.
وبين أن القرن الحادي والعشرين جلب تحديات وفرصا جديدة للقادة التربويين، إذ أدى ظهور التكنولوجيا، والتركيز المتزايد على مهارات القرن الحادي والعشرين، إلى تشكيل دور القادة التربويين، فهم اليوم ليسوا مجرد مديرين، بل أصحاب رؤية، وهم مسؤولون عن تحديد توجهات المدرسة، وضمان إتاحة الفرصة لجميع الطلاب للنجاح والابتكار، لذلك فإن دمج التكنولوجيا في التعليم يتطلب أن يكون القادة التعليميون بارعين في استخدام التكنولوجيا، ويجب عليهم أيضا توجيه المعلمين والطلاب في استخدامها الفعال، ما يتطلب تطويرا مهنيا مستمرا واستعدادا للتكيف مع التقنيات الجديدة.
ولفت إلى أن القادة التربويين هم مهندسو المناخ المدرسي الإيجابي، حيث يقومون بتعزيز ثقافة الاحترام والتعاون والتحسين المستمر، وهم يدركون أن المناخ المدرسي الإيجابي لا يتعلق فقط بالقواعد والانضباط، بل يتعلق بخلق بيئة يشعر فيها كل طالب بالتقدير والدعم والتحفيز على التعلم.
كما أن القادة التعليميين هم أيضا محركو التطوير المهني، حيث يدركون أن نمو المعلمين جزء لا يتجزأ من نجاح الطلاب، فهم يعززون ثقافة التعلّم مدى الحياة، ويشجعون المعلمين على صقل مهاراتهم وتوسيع معارفهم باستمرار في مواجهة التحديات، حيث يُظهر القادة التربويون المرونة والقدرة على التكيف، فهم قادرون على حل المشاكل، وقادرون على التعامل مع المشكلات المعقدة، واتخاذ قرارات مستنيرة تخدم مصلحة طلابهم وكادرهم التعليمي.
وأكد أبو تايه أن دور القادة التربويين في مدرسة القرن الحادي والعشرين متعدد الأوجه وديناميكي، فهو يتطلب مزيجا فريدا من المهارات والمعارف والسمات، لافتا إلى أن القيادة التعليمية الفعالة ستكون مفتاح نجاح مدارسنا وإنجاز طلابنا.
عالم متغير تعليميا
من جانبه، قال الخبير التربوي عايش النوايسة إن العالم يمر اليوم بمتغيرات متسارعة حتى تميز هذا العصر بسمة التغيير المستمر، وأصبحت المعرفة والمهارات عرضة للتطور بشكل سريع، ما يوجب على القيادات التعليمية المدرسية ضرورة التكيف السريع مع هذا التغير والتطور، وممارسة أدوار جديدة ترتبط بتغيير دورها بشكل خاص في ظل التطورات التكنولوجية والتحول في أساليب التعليم الحديثة.
وأضاف النوايسة إنه يقع على عاتق القيادات المدرسية دور محوري في قيادة التغيير وضمان نجاح العملية التعليمية، لذا عليها وضع رؤية واضحة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم، بحيث تكون هذه الرؤية متوافقة مع احتياجات الطلبة وأهداف المدرسة وأهداف النظام التعليمي والقيادة المدرسية الفاعلة، ما يفرض دورا جديد على القيادة المدرسية.
وأوضح النوايسة أن الابتكارات في السنوات الأخيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، جنبا إلى جنب مع متطلبات التعلم الجديد، أدت إلى ظهور تحولات عدة في نظم وبيئات التعلم التكنولوجي والإلكتروني، ومنها التحول من التركيز على المحتوى إلى التركيز على الاتصال الفعال من قبل القيادة المدرسية.
وتابع أن التواصل والتفاعل في حقيقته جوهر الأنشطة المدرسية، وأداة إذا استخدمها العاملون تساعدهم على تسهيل مهماتهم وتحسين أدائهم وبناء شخصياتهم، ويشكل التواصل والتفاعل المدرسي الإيجابي الركيزة الأساسية للعملية التعليمية التعلمية، إذ إن القائد المدرسي الناجح والفعّال هو الذي يحاول بشكل مستمر أن يعي مستويات الاتصال وفعاليته في أداء عملية الاتصال والتواصل في التنظيم المدرسي، فضلا عن اقتناعه التام بأهمية هذه العملية في تحقيق أهداف التنظيم.
وبين أن القائد الناجح في عمله يحتاج، لكي يحقق أهداف المدرسة، إلى التوجيه المستمر بحيث يحقق حاجات العاملين والطلبة في المدرسة، ويوجه سلوك الطلبة إلى تحقيق الأهداف التي من أجلها وجدت المدرسة، وكل ذلك يحتاج إلى الاتصال والتواصل معهم وبشكل مستمر، وهذا يكون عبر الانتقال من التركيز على التعلم الفردي إلى التركيز على التعلم الموقفي الاجتماعي، وغيره.
ولفت إلى أنه، في ظل تلك التحولات، أصبحت أهمية قدرة المتعلم وتمكنه من الوصول إلى مصادر التعلم بنفسه لا تقل أهمية عن تمكنه من المحتوى التعليمي، وأصبحت بيئات التعلم أكثر تكيفا وتجاوبا وانفتاحا، بما أتاح لها التعامل بفعالية مع الحاجات الفردية والشخصية المختلفة لكل من المعلمين والمتعلمين، وهو ما يتطلب قيادة تعليمية واعية ومدربة للتعامل مع هذه المتغيرات وتوظيفها في عملية تعلم وتعليم الطلبة، من خلال توفير البيئة الملاءمة والدعم المناسب للمعلمين، عبر تقديم تعليم عالي الجودة وفق النظرة الشمولية للجودة التي تركز على مجموع خصائص ومميزات المنتج التعليمي الذي يعمل على تلبية متطلبات الطلبة التعليمية، وبما ينعكس لاحقا على جودة مخرجات التعليم.
وبينما تلعب القيادة المدرسية دورا جوهريا في تحقيق الرؤية والأهداف التربوية للمؤسسة التعليمية وتطوير الخطط الإستراتيجية والتدريسية المراعية للاحتياجات المختلفة للطلبة، أكد خبراء تربويون أن القيادة المدرسية هي الأداة الرئيسة والفاعلة في تحقيق أهداف النظام التعليمي وتحسين جودته.
وبينوا في أحاديث منفصلة لـ"الغد" أن أدوار القيادات المدرسية، في ضوء التطورات التكنولوجية والتغيرات في أشكال التعليم، والمهارات المتقدمة المطلوبة في سوق العمل، لا بد أن تتغير لتكون أكثر فاعلية للاستجابة لهذه التطورات وتوجيه المدرسة نحو التكيف مع هذه التغيرات.
المدرسة هي الأساس
وفي هذا الصدد، قال الخبير التربوي الدكتور محمد أبو غزلة إن القيادة المدرسية هي الأداة الرئيسة والفاعلة في تحقيق أهداف النظام التعليمي؛ لأن المدرسة تشكل المحور الأساس لتنفيذ سياسات النظام التعليمي، وهي بيئة التعلم التي يتم فيها ترسيخ القيم والتمكين من المعارف ومهارات التفكير والاتصال وحل المشكلات، علاوة على تنمية المهارات الأكاديمية وإعداد الطلبة للحياة المهنية والأكاديمية المستقبلية التي أصبحت تتطلب تعليما نوعيا ومهارات متنوعة.
وأكد أبو غزلة أن أهمية القيادة المدرسية تكمن في الربط بين المهارات والمعارف الأكاديمية والحياتية واحتياجات المجتمع؛ لذا فهي حجر الزاوية في بناء النظام التعليمي الذي يعد الموارد البشرية للمساهمة في التنمية الشمولية للدولة.
وأضاف إنه في ظل التطورات التكنولوجية والتغيرات في أشكال التعليم، والمهارات المتقدمة المطلوبة في احتياجات سوق العمل المحلي والدولي، فإن أدوار القيادات المدرسية لا بد أن تتغير في ضوء هذه التطورات لتكون أكثر فاعلية للاستجابة لهذه التطورات، وتوجيه المدرسة نحو التكيف مع هذه التغيرات وتحقيق أقصى استفادة منها، ما يعني ضرورة توفير قيادات مدرسية تمارس أدوارا جديدة ومتعددة، ومؤهلة قادرة على فهم احتياجات المتعلمين، وتعزيز مشاركتهم وتفاعلهم في العملية التعليمية.
وبين أبو غزلة أن التحولات والتطورات التكنولوجية المتلاحقة فرضت أشكالا مختلفة من التعليم، الأمر الذي يتطلب تغيرا في أدوار القيادات المدرسية الذين يتولون إدارة وتوجيه العمليات التعليمية والإدارية في المدرسة؛ لضمان الاستجابة لهذه التغيرات، ووفقا لطبيعة الدور والمهام والمستوى الإداري والقيادي لكل فرد من القيادات المدرسية.
وتابع أبو غزلة إن القيادة المدرسية لم تعد تقتصر على مدير المدرسة، بل تعدت ذلك إلى أن جميع المعنيين في المدرسة هم قادة، ولكل منهم دور قيادي في تحقيق أهداف التعليم من المساعدين الفنيين والإداريين، والمعلمين الخبراء ومعلمي المواد وحتى الطلبة ومقدمي الدعم التعليمي والمشرفين التربويين الإداريين للمدارس أو المتخصصين، وحتى الطلبة، إضافة إلى مدير المدرسة، فجميعهم قيادات مدرسية معنيون جميعا برسم السياسات التعليمية بمستوياتها المختلفة، والمشاركة في إعداد الخطط الإستراتيجية والتنفيذية لتحقيق أهداف النظام التعليمي.
وأوضح أبو غزلة إن أدوارهم متعددة، وتتمثل في دراسة ومراجعة تطوير المناهج لتواكب احتياجات الطلبة وسوق العمل، وتقديم التغذية الراجعة للمعنيين حولها، وتوظيف الأساليب التدريسية المتطورة والتقنيات الحديثة، وتطوير إستراتيجيات وأساليب التقويم لأداء المعلمين والطلبة وتحليل أداءاتهم، وتطوير الخطط اللازمة لتطويرها، وتوفير التدريب المستمر للمعلمين حتى يكونوا مؤهلين بشكل دائم لمواكبة التطورات التربوية والتكنولوجية.
كما يمكنهم، بحسب أبوغزلة، متابعة توظيف البرمجيات التعليمية التي تسهم في تحسين تجربة المتعلم، وتوفير بيئة تعليمية مرنة وجذابة تساعد المعلمين والطلبة على التطور الأكاديمي والشخصي، إضافة إلى تبنيهم وتشجيعهم للعاملين على تبني الأساليب التدريسية الإبداعية والمتطورة لتعزيز مهارات التفكير لديهم، والمشاركة الفعالة بشكل كبير لتحقيق نتائج أفضل للطلبة، ناهيك عن دورهم في إدارة الموارد المدرسية وحل المشكلات لتطوير الأداء الأكاديمي، وتعزيز تبادل الخبرات بين المعلمين.
إضافة إلى تفعيل التعاون بين المدرسة وأولياء الأمور، وتعزيز بيئة التعاون بينهم وبين الشركاء من المجتمع المحلي، وبناء شراكات فعالة تساهم في تحسين جودة التعليم ودعم الطلبة.
وأشار إلى أن كافة هذه الأدوار للقيادات المدرسية يمكن أن تمارس وتحقق أهدافها من خلال العمل الجماعي بين هذه القيادات والمكونات الفاعلة والمؤثرة في التعليم المدرسي لتحقيق بيئة تعليمية ذات جودة عالية، وليعمل كل منهم ضمن اختصاصه لتطوير العملية التعليمية والنهوض بأداءات الطلبة أكاديميا، وتحسين أداء المعلمين وتمكينهم من تقديم تجارب تعليمية أكثر تفاعلية وجاذبية للطلبة، وتحقيق نتائج تعليمية متميزة.
ولفت إلى أن جميع مقدمي الخدمة التعليمية في المدرسة هم قيادات مدرسية فاعلة في تحقيق أهداف النظام التعليمي وتحسين جودته.
وأشار إلى أنه بالرغم من النظرة إلى المدرسة بأنها كيان مستقل في عملية التغيير والتطوير التربوي، إلا أنها لا تنفصل عن الكيانات المعنية برسم سياسات التعليم؛ لأن دور القيادات المدرسية فيها يكمن بوضع سياسات واضحة تعكس الأهداف التربوية للمؤسسة التعليمية وتطوير الخطط الإستراتيجية، والخطط التدريسية المراعية للاحتياجات المختلفة للطلاب، وتواكب التطورات الحديثة في مجال التعليم لتحقيق أهداف النظام التعليمي، وتحقيق التنوع والشمولية في التعليم لتوجيه المعلمين والطلاب نحو تحقيق الأهداف المشتركة.
ونوه بأن المدرسة والقيادات المدرسية هم محور التطوير والتفاعل بين جميع عناصر المنظومة التعليمية، والعناصر والمكونات التي تؤثر في تحقيق أهداف التعليم، وتحسين جودة التعليم، من خلال إشراك جميع الأطراف المعنية بالقيادة المدرسية من راسمي السياسات التعليمية، ومن المساعدين الفنيين والإداريين والخبراء والمعلمين والطلبة ومقدمي الخدمة التعليمية، وأولياء الأمور، والمجتمع المحلي لتحسين الأداء التعليمي والإداري لتعزيز قدرة المدرسة على تقديم تعليم ذي جودة عالية يواكب تطورات العصر وتلبي احتياجات المتعلمين والعاملين معهم.
واعتبر أبو غزلة أنه في ظل التحولات في أشكال التعليم والتطورات التكنولوجية، تزداد أهمية القيادات المدرسية في إدارة هذه التغيرات وتوجيهها بما يخدم تحسين جودة التعليم، الأمر الذي يتطلب من القيادات المدرسية أن تقوم بعدد من الأدوار الحيوية، التي تساهم في تعزيز تجربة التعلم، وجعل عملية التعلم أكثر تفاعلية وجاذبية، وتحقيق نتائج تعليمية متميزة في تحقيق أعلى مستويات الأداء، وبما ينعكس بشكل مباشر على تحسين جودة التعليم داخل المدرسة، وفي تحسين جودة النظام التعليمي بشكل كبير.
التعليم مشهد متطور
بدوره، أكد الخبير التربوي فيصل أبوتايه أن القيادات التربوية المدرسية تلعب دورا جوهريا في تحقيق الرؤية والأهداف التعليمية للمدرسة، وتعمل على تحقيقها، وتشمل مهامها توفير الدعم اللازم للمعلمين والطلاب، وتحديد الاحتياجات التعليمية، وتطوير البرامج التعليمية المناسبة لتلبية هذه الاحتياجات، إضافة إلى توفير بيئة تعليمية آمنة وصحية وتشجيعية للطلاب والمعلمين على حد سواء.
وقال أبوتايه إن مشهد التعليم اليوم يتطور باستمرار، فقد أحدث القرن الحادي والعشرون تغييرات كبيرة في الطريقة التي نتعامل بها مع التعليم والتعلم، وكان أحد التحولات الرئيسة إيجاد القيادة التعليمية القادرة أن تلعب دورا محوريا في تشكيل الخبرات التعليمية للطلاب.
وأضاف إن القادة التربويين ليسوا مجرد إداريين فحسب، بل هم مدربون وموجهون وأصحاب رؤية يمتد تأثيرهم إلى كل ركن من أركان المجتمع المدرسي، إذ إن أدوارهم متعدد الأوجه، فهم مسؤولون عن المناهج الدراسية وتنفيذها، وتعزيز ثقافة التحسين المستمر، واتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات، كما أنهم يلعبون دورا حاسما في التطوير المهني للمعلمين.
وأوضح أن قيادة العملية التعليمية في المدارس لا تخلو من التحديات، فالبيئة المدرسية في القرن الحادي والعشرين معقدة وديناميكية، إذ يجب على القادة التربويين التعامل مع هذه التعقيدات، مع الحفاظ على التركيز على نتائج الطلاب، لكن على الرغم من هذه التحديات فإن تأثير القيادة التربوية الفعالة يجب أن يكون تأثيرا عميقا، فهي قادرة على تعزيز الأداء الأكاديمي للطلاب بشكل كبير وتشكيل المناخ العام للمدرسة، ويمتد تأثير القادة التربويين إلى ما وراء جدران المدرسة، ما يؤثر على المجتمع التعليمي الأوسع نطاقا.
وبين أن القرن الحادي والعشرين جلب تحديات وفرصا جديدة للقادة التربويين، إذ أدى ظهور التكنولوجيا، والتركيز المتزايد على مهارات القرن الحادي والعشرين، إلى تشكيل دور القادة التربويين، فهم اليوم ليسوا مجرد مديرين، بل أصحاب رؤية، وهم مسؤولون عن تحديد توجهات المدرسة، وضمان إتاحة الفرصة لجميع الطلاب للنجاح والابتكار، لذلك فإن دمج التكنولوجيا في التعليم يتطلب أن يكون القادة التعليميون بارعين في استخدام التكنولوجيا، ويجب عليهم أيضا توجيه المعلمين والطلاب في استخدامها الفعال، ما يتطلب تطويرا مهنيا مستمرا واستعدادا للتكيف مع التقنيات الجديدة.
ولفت إلى أن القادة التربويين هم مهندسو المناخ المدرسي الإيجابي، حيث يقومون بتعزيز ثقافة الاحترام والتعاون والتحسين المستمر، وهم يدركون أن المناخ المدرسي الإيجابي لا يتعلق فقط بالقواعد والانضباط، بل يتعلق بخلق بيئة يشعر فيها كل طالب بالتقدير والدعم والتحفيز على التعلم.
كما أن القادة التعليميين هم أيضا محركو التطوير المهني، حيث يدركون أن نمو المعلمين جزء لا يتجزأ من نجاح الطلاب، فهم يعززون ثقافة التعلّم مدى الحياة، ويشجعون المعلمين على صقل مهاراتهم وتوسيع معارفهم باستمرار في مواجهة التحديات، حيث يُظهر القادة التربويون المرونة والقدرة على التكيف، فهم قادرون على حل المشاكل، وقادرون على التعامل مع المشكلات المعقدة، واتخاذ قرارات مستنيرة تخدم مصلحة طلابهم وكادرهم التعليمي.
وأكد أبو تايه أن دور القادة التربويين في مدرسة القرن الحادي والعشرين متعدد الأوجه وديناميكي، فهو يتطلب مزيجا فريدا من المهارات والمعارف والسمات، لافتا إلى أن القيادة التعليمية الفعالة ستكون مفتاح نجاح مدارسنا وإنجاز طلابنا.
عالم متغير تعليميا
من جانبه، قال الخبير التربوي عايش النوايسة إن العالم يمر اليوم بمتغيرات متسارعة حتى تميز هذا العصر بسمة التغيير المستمر، وأصبحت المعرفة والمهارات عرضة للتطور بشكل سريع، ما يوجب على القيادات التعليمية المدرسية ضرورة التكيف السريع مع هذا التغير والتطور، وممارسة أدوار جديدة ترتبط بتغيير دورها بشكل خاص في ظل التطورات التكنولوجية والتحول في أساليب التعليم الحديثة.
وأضاف النوايسة إنه يقع على عاتق القيادات المدرسية دور محوري في قيادة التغيير وضمان نجاح العملية التعليمية، لذا عليها وضع رؤية واضحة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم، بحيث تكون هذه الرؤية متوافقة مع احتياجات الطلبة وأهداف المدرسة وأهداف النظام التعليمي والقيادة المدرسية الفاعلة، ما يفرض دورا جديد على القيادة المدرسية.
وأوضح النوايسة أن الابتكارات في السنوات الأخيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، جنبا إلى جنب مع متطلبات التعلم الجديد، أدت إلى ظهور تحولات عدة في نظم وبيئات التعلم التكنولوجي والإلكتروني، ومنها التحول من التركيز على المحتوى إلى التركيز على الاتصال الفعال من قبل القيادة المدرسية.
وتابع أن التواصل والتفاعل في حقيقته جوهر الأنشطة المدرسية، وأداة إذا استخدمها العاملون تساعدهم على تسهيل مهماتهم وتحسين أدائهم وبناء شخصياتهم، ويشكل التواصل والتفاعل المدرسي الإيجابي الركيزة الأساسية للعملية التعليمية التعلمية، إذ إن القائد المدرسي الناجح والفعّال هو الذي يحاول بشكل مستمر أن يعي مستويات الاتصال وفعاليته في أداء عملية الاتصال والتواصل في التنظيم المدرسي، فضلا عن اقتناعه التام بأهمية هذه العملية في تحقيق أهداف التنظيم.
وبين أن القائد الناجح في عمله يحتاج، لكي يحقق أهداف المدرسة، إلى التوجيه المستمر بحيث يحقق حاجات العاملين والطلبة في المدرسة، ويوجه سلوك الطلبة إلى تحقيق الأهداف التي من أجلها وجدت المدرسة، وكل ذلك يحتاج إلى الاتصال والتواصل معهم وبشكل مستمر، وهذا يكون عبر الانتقال من التركيز على التعلم الفردي إلى التركيز على التعلم الموقفي الاجتماعي، وغيره.
ولفت إلى أنه، في ظل تلك التحولات، أصبحت أهمية قدرة المتعلم وتمكنه من الوصول إلى مصادر التعلم بنفسه لا تقل أهمية عن تمكنه من المحتوى التعليمي، وأصبحت بيئات التعلم أكثر تكيفا وتجاوبا وانفتاحا، بما أتاح لها التعامل بفعالية مع الحاجات الفردية والشخصية المختلفة لكل من المعلمين والمتعلمين، وهو ما يتطلب قيادة تعليمية واعية ومدربة للتعامل مع هذه المتغيرات وتوظيفها في عملية تعلم وتعليم الطلبة، من خلال توفير البيئة الملاءمة والدعم المناسب للمعلمين، عبر تقديم تعليم عالي الجودة وفق النظرة الشمولية للجودة التي تركز على مجموع خصائص ومميزات المنتج التعليمي الذي يعمل على تلبية متطلبات الطلبة التعليمية، وبما ينعكس لاحقا على جودة مخرجات التعليم.
0 تعليق