جينات المصريين.. كتاب يفند المزاعم غير العلمية حول خريطة أصولهم الجينية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يأتي كتاب "جينات المصريين"، والصادر عن سلسلة اقرأ العلمي، والتي تصدرها دار المعارف للنشر، وفاز عنه مؤلفه أحمد حسن، بجائزة أفضل كتاب علمي في الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي انقضت فعالياته قبل أيام، في وقت بدأت فيه نتائج الثورة العلمية التى حدثت في علوم البيولوجيا منتصف القرن الماضي في الظهور.

وتابع الكاتب أحمد حسن مؤلف كتاب “جينات المصريين” موضحا: إيذانًا بالولوج إلى عصر أخر جديد يعتمد على تشخيص المرض ووصف العلاج المناسب، وفق التركيب الجيني للإنسان، لتتحول استراتيجيات التشخيص الطبي وانتاج الدواء في العالم من انتاج دواء واحد يناسب الجميع، إلى دواء يتناسب مع الظروف الصحية لكل شخص على حدة. ما يتطلب معرفة ملموسة بمحتوى الجينوم المصري والأمراض ذات الصلة لتوجيه خدمات الوقاية والتشخيص والاستشارة الفعالة للأمراض الوراثية السائدة في مصر. 
من أجل ذلك سعت مصر إلى إطلاق "مشروع الجينوم المرجعي للمصريين"، الامر الذى يحمل معه الكثير من الوعود كما ينتظره الكثير من العقبات والتحديات على مختلف الأصعدة، الطبية والثقافية والقانونية والدينية. 

التسلسل الجينومي لدي 100 ألف مصري

يسلط كتاب “جينات المصريين”، الضوء على أهداف هذا المشروع الذى يسعى إلى تعيين التسلسل الجينومي لدى 100 ألف مصري من البالغين الأصحَّاء، ونحو 8 آلاف شخص ممَّن تُحتمل إصابتهم بأمراض جينية، إضافةً إلى 200 من المومياوات المصرية القديمة. كما يسعى إلى إنشاء أول قاعدة بيانات جينومية شاملة في مصر وشمال إفريقيا.  
ويتتبع الكتاب خريطة الأصول الجينية للمصريين، كما يفند المزاعم غير العلمية التى تدور الآن حولها؛ كما يرصد من خلال الخبراء والأبحاث الحديثة كيف نشأت الأمراض الوراثية عند المصريين القدماء، وأهمية فهم طبيعة الأمراض التي تعرضوا لها وحالتهم الصحية، ما يعد إضافة علمية كبيرة، تنعكس على فهمنا للحضارة المصرية القديمة.
ونتناول في كتاب جينات المصريين، المحطات الأولى لعلم الوراثة، بدءًا من أبو الوراثة العالم والراهب يوهان جريجور مندل، وانتهاءًا بالثورة الكبرى التى حدثت في هذا المجال، عندما تمكن كل من جيمس واطسون وفرانسيس كريك في سنة 1953، من التوصل إلى بنية الحمض النووي الريبي المنقوص الأكسجين المعروف اختصار (دي إن إيه)، والذى كان بمنزلة نقطة تحول علمية هائلة وضعت اللبنات الأولى لثورة علمية أدت إلى تغيير فهمنا للحياة وللأمراض الوراثية وآليات علاجها. 

627.jpeg


ويبرز من بين صفحات هذا الكتاب كيف حفزت ثورة البيولوجيا الحديثة العديد من الباحثين المصريين وشجعتهم على ارتياد هذا المجال الجديد. وكيف حمل هؤلاء الرواد على عاتقهم مهمة وقاية المصريين وعلاجهم من مخاطر وأضرار الأمراض الوراثية، الشائع منها والنادر أيضًا. 


ويستعرض الكتاب ضمن فصوله المختلفة مسيرة علوم وتطبيقات الوراثة المصرية على أرض الواقع في القرى والحضر، لقرابة 70 عامًا، وما واجههته وتواجهه من عقبات وتحديات، مع تسليط الضوء على نصائح وتوصيات الخبراء في هذا المجال من أجل حياة صحية أفضل للمصريين.


كما يسلط كتاب جينات المصريين، الضوء على تأثير عادة زواج الأقارب وكيف تتسبب في نشوء العديد من الأمراض الوراثية، ولماذا يحتاج الوضع الحالي إلى تصميم العديد من الاستراتيجيات المختلفة من أجل رفع الوعي بتلك المخاطر ومواجهة العبء الصحي والاقتصادى الناجم عن هذه الأمراض وبيان سبل الوقاية والعلاج.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق