مثقفون يكشفون أسرار نقل معبد أبو سمبل.. السر في كتالوج RAISONNÉ

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أقيمت مساء اليوم السبت في المتحف المصري الكبير، ضمن فعاليات معرض "آرت فير كايرو.. فن القاهرة"، ندوة بعنوان «تقديم كتالوج RAISONNÉ إلى العالم العربي للحفاظ على الفن العربي الحديث وترويجه وحمايته»، بمشاركة الكاتب الكبير محمد سلماوي، والدكتور حسام رشوان الباحث في الفن، والناقدة الفنية فاليري ديدييه.

وفي مستهل الندوة، تم عرض فيلم أرشيفي يوثق نقل تمثال رمسيس الثاني إلى منطقة ميت رهينة.

وعلق الدكتور حسام رشوان موضحًا أن عملية نقل التمثال أشرفت عليها البعثة الألمانية، تحت قيادة النحات أحمد عثمان، الذي تولى مسؤولية ترميمه.

وأضاف رشوان أن أحمد عثمان لم يكن فقط المشرف على نقل تمثال رمسيس، بل كان أيضًا أول رئيس لقسم النحت في مدرسة الفنون الجميلة.

وأوضح أن "عثمان" هو صاحب فكرة النشر بالتقطيع لنقل معبد أبو سمبل، وقد لعب دورًا أساسيًا في تنفيذ هذه العملية المعقدة.

واستعرض خلال حديثه بعض الوثائق النادرة الخاصة بأحمد عثمان، والتي توثق مراحل نقل المعبد.

وكشف رشوان عن أن أرشيف أحمد عثمان يحتوي على مستندات غير معروفة عن بعض طلاب الفنون الجميلة الذين ساهموا في الحركة التشكيلية، ولم يُسلَّط الضوء عليهم من قبل.

وأشار إلى أن من أبرز أعمال عثمان الفنية جدار حديقة الحيوان وقاعدة تمثال إبراهيم باشا، والتي لا تقل أهمية عن التمثال نفسه.

وفي سياق متصل أشار الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير إلى أن "دور المتحف المصري الكبير لا يقتصر على عرض الآثار فقط، بل يمتد إلى حفظ التراث المصري، حيث سيتم قريبًا تنظيم تكريم يليق بالفنان النحات أحمد عثمان تقديرًا لإنجازاته".

أكمل رشوان حديثه واستعرض حسام رشوان عددًا من اللوحات للفنانين الكبار، أمثال محمود سعيد والتي تم اكتشافها أثناء إعداد كتالوج RAISONNÉ، مشيرًا إلى أن بعضها متاح على الموقع الخاص بالفنان.

كما عرض بعض الوثائق الخاصة بمنزل محمود سعيد، والتي تم تسليمها للدولة، بالإضافة إلى عرض لوحة "الزوجان" النادرة لعبد الهادي الجزار.

وأشار إلى أن ما يميز كتالوج RAISONNÉ هو تتبع خط سير اللوحات، لافتًا إلى أن خلال إعداد الكتاب، تم اكتشاف أن بعض السيدات اللاتي حصلن على لوحات من محمود سعيد لم تكن أعمالهن موثقة بشكل دقيق.

وأوضح أن عملية التوثيق معقدة للغاية، حيث ظهرت بعض الأخطاء في توثيق أسماء بعض اللوحات، إذ اشتهرت بعض اللوحات بأسماء غير أصلية، مما يؤكد أن الرجوع إلى الأرشيف يفوق الاعتماد على الخبرة الفنية فقط.

كما عرض رشوان مجموعة من الصور لفنانين عالميين عاشوا في مصر، ما يعكس مدى تأثير البيئة المصرية على الحركة التشكيلية العالمية.

ومن جهتها قالت الناقدة الفنية فاليري ديدييه أن كتالوج RAISONNÉ يُعد من أهم الأدوات لحفظ وتوثيق الأعمال الفنية.

وأضافت: كان لي الشرف في أن أكون أول من طبّق هذا النموذج في مصر، مما ساهم في تقديم توثيق دقيق للفنانين وأعمالهم.

وأوضحت ديدييه أن عملية التوثيق الفني شهدت تطورًا ملحوظًا منذ أيام الصور الأبيض والأسود، حيث كان توصيف اللوحة محدودًا، إلا أن الجهود تركزت على تغطية أغلب أعمال الفنانين بدقة.

وأضافت أنه بعد مرور فترة زمنية معينة، يتم إعادة طباعة الصور وفق المستجدات والاكتشافات الجديدة.

كما أشارت إلى أن كتالوج الفنان محمود سعيد يتم تحديثه باستمرار من خلال موقع إلكتروني مخصص، بحيث تُضاف أي لوحات يتم التوصل إليها حديثًا، لافتة إلى أنه "منذ العام الماضي، تم الانتهاء من إعداد الإصدار السادس من الكتالوج، مما يعكس التطور المستمر في عملية التوثيق الفني".

استعرضت الناقدة الفنية فاليري ديدييه خلال الندوة عددًا من اللوحات لكبار الفنانين المصريين، مشيرة إلى أن بعض هذه الأعمال تم شراؤها في الماضي بمبالغ زهيدة، ثم أعيد بيعها خارج مصر بأسعار مرتفعة للغاية، مثل لوحة الفنان عبد الهادي الجزار.

وأوضحت ديدييه أن توثيق الأعمال الفنية يعتمد على مصادر أرشيفية متنوعة، حيث تُعد المجلات والصحف القديمة من بين أهم هذه المصادر. وأضافت: "إحدى الوثائق المهمة التي استعنا بها كانت عددًا خاصًا من مجلة الأسبوع المصري عام 1936، الذي تناول أعمال الفنان محمود سعيد وساعدنا في حل العديد من المشكلات المتعلقة ببعض لوحاته، مثل لوحة ذات العيون الخضراء".

كما عرضت ديدييه عبر شاشة العرض مجموعة من لوحات الفنان محمود سعيد، موضحة أن التوثيق الدقيق لهذه الأعمال يتطلب تعاونًا دوليًا.

وأشارت إلى أن السفير إيهاب فوزي كان من بين الشخصيات التي ساعدت في تصوير بعض اللوحات الموجودة خارج مصر، مما أسهم في استكمال عملية التوثيق.

وفي ختام حديثها، قدمت ديدييه مجموعة من الكتالوجات التي توثق أعمال محمود سعيد، وفنانين آخرين، مؤكدة على أهمية استمرار تحديث هذه الكتالوجات لضمان حفظ التراث الفني المصري للأجيال القادمة.

ومن جانبه أكد الكاتب الكبير محمد سلماوي أن ما قُدم من جهود في توثيق الفن المصري يعد إنجازًا غير مسبوق، مشيرًا إلى أن هناك دينًا كبيرًا ندين به لكل من ديدييه وحسام رشوان، لما قدّماه من خدمة جليلة للفن المصري والقوى الناعمة المصرية.

وأوضح أن إعداد كتالوجات لكل من محمود سعيد وعبد الهادي الجزار يعد إنجازًا عظيمًا، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي واجهت فريق العمل، وعلى رأسها عملية التوثيق، التي تُعد من أهم ركائز الحفاظ على التراث الفني.

وأضاف أن الوثائق، التي قد يراها البعض غير ذات قيمة، قد تكون في الحقيقة ذات أهمية كبيرة، مشيرًا إلى أن الفنان محمود سعيد كان يوثق كل عمل يقوم به، وهو ما استفاد منه الباحثون في عمليات التوثيق الخاصة به.

وقال سلماوي: إن عملية حصر الأعمال الفنية تتطلب مجهودًا ضخمًا، سواء فيما يخص معرفة عدد اللوحات، أو أماكن تواجدها، أو تتبع مسارها. وأشار إلى أن في أوروبا، لا يمكن بيع أي لوحة فنية دون وجود سجل واضح لمسارها، وهو ما يجعل التوثيق أمرًا بالغ الأهمية.

وضرب مثالًا بأنه شاهد لوحة "المدينة" لمحمود سعيد أثناء إقامته في السويد، وقد تمكن الباحثون من تتبع مسارها وتوثيقها.

وأوضح أن التزوير أصبح صناعة لا تقل احترافية عن صناعة الفن التشكيلي ذاته، لافتًا إلى أن حسام رشوان اكتشف وجود لوحات مزورة في بعض المتاحف المصرية، بما في ذلك بعض أعمال محمود سعيد، مما يعكس أهمية عمليات التأصيل والتوثيق.

كما أشار إلى أن كل كتالوج يتطلب ست سنوات من العمل الشاق حتى يخرج للنور، وهو ما يسهم في وضع الفن المصري في مكانته الدولية المعترف بها.

أكد سلماوي أن الفن المصري يتمتع بأصالة وعمق كبيرين، وأن العالم أدرك قيمته قبل أن يدركه المصريون أنفسهم، مشددًا على أن دورنا الأساسي هو التوثيق والتأصيل لهذا الفن.

ودعا وزارة الثقافة إلى بذل مزيد من الاهتمام بمثل هذه القضايا، متمنيًا أن يكون هناك لجنة من كبار خبراء الفن للإشراف على إعداد كتالوج RAISONNÉ القادم.

IMG-20250208-WA0075
IMG-20250208-WA0075
IMG-20250208-WA0074
IMG-20250208-WA0074
IMG-20250208-WA0073
IMG-20250208-WA0073
IMG-20250208-WA0070
IMG-20250208-WA0070
IMG-20250208-WA0071
IMG-20250208-WA0071
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق