ما أن أعلن الزعيم جمال عبد الناصر، قرار تأميم قناة السويس، لتمويل مشروع السد العالي، إثر رفض البنك الدولي تمويله، حتي شنت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل العدواني الثلاثي على مصر في عام 1956.
وكان للشعب المصري كلمته وموقفه من هذا العدوان، ومن بين فئاته، الفنانين المصريين، ومنهم الفنانة سامية جمال.
سامية جمال: الإنجليز شعب قراصنة يخفون حقيقتهم
وهو الموقف الذي سجلته صفحات مجلة الكواكب الفنية في عددها الصادر بعنوان "إسهام الفنانين في معركة الشرف"، بتاريخ 27 نوفمبر من عام 1956. وفيه استكتبت "الكواكب" عددا من نجوم الفن المصريين، عن العدوان الثلاثي، وكتبت سامية جمال بعنوان "عرفت الإنجليز على حقيقتهم".
وتستهل فراشة الفن المصري، سامية جمال حديثها لافتة إلى: "يحاول الإنجليز، شعب القراصنة أن يخفوا عن الناس حقيقة ما هم عليه من جمود العاطفة وبلادة الحس وفقدان الضمير، فيذيعون في الدنيا عنهم أنهم شعب متمدين مهذب، يقول الإنجليز أنهم يعبدون النظام، والحقيقة تخالف ذلك تمامًا، فقد حدث أن التقيت في باريس براقصة انجليزية تقطن في نفس الفندق الذي أقطن فيه، وقد التقيت بها في ذات يوم في المصعد، وبعد أن تم التعارف بيننا دعتني إلي زيارتها في حجرتها، وقد لاحظت أنها تفتح باب الحجرة بمفاتيح خاصة، فلما سألتها عن السر في هذا أجابت: "أنني لا أثق بالفرنسيين فهم لصوص يسرقون ضيوفهم".
ودخلنا الغرفة فإذا بي أمام فوضي غريبة لا مثيل لها، فالأطعمة مكدسة فوق السرير، والملابس مبعثرة علي الأرض، والدواليب مفتوحة علي مصاريعها، والأحذية تحت مكانها إلي جانب زجاجات العطور.
قلت لها: "أري أنك تعيشين كفنانة"، فقالت: "كلا، ولكنني أعيش كما نعيش في بلادنا، أننا نحب الفوضي في حياتنا الخاصة".
ضابط إنجليزي يسرق "أسورة" سامية جمال الذهبية
وتمضي الفنانة سامية جمال في حديثها عن المواقف الشخصية التي تعرضت لها من بريطانيين، وهذه المرة كانت في نيويورك، تقول "جمال": في أمريكا، تحديدًا ولاية نيويورك، كانت تقيم في نفس العمارة التي أقيم بها، أسرة مكونة من زوج إنجليزي يعمل مهندسًا، ومن زوجته التي تقوم بتدريس أصول الأتيكيت للسيدات، وفي يوم خاص من كل أسبوع، كان الزوج يعود وهو يترنح من السكر، ثم يدخل في معركة حامية مع زوجته فيضربها ضربًا شديدًا، بسبب أنه يريد أن يستولي علي مرتبها لينفقه علي الشراب، ولما تكررت هذه الحوادث أبلغ الأمر إلى المسئولين، فطلبوا من سفارته ترحيله من أمريكا إلي لندن ليضرب زوجته كما يشاء.
وتروي سامية جمال، كيف تعرضت لحادث سرقة من أحد ضباط الاستعمار البريطاني في مصر، تقول جمال: "وفي مصر رأيت من طباع الإنجليز وشرورهم الكثير، ففي مطلع الحرب العالمية الثانية، كنت أعمل راقصة في ملهي "آلدولز"، وكان الدخول فيه مقصورًا على المصريين والضباط الإنجليز، وكانت قد جرت العادة بأن يتقدم أحد المتفرجين ليحيي الراقصة بعد انتهاء نمرتها، وحدث ذات ليلة أن تقدم مني ضابط إنجليزي ليحييني، وبعد التحية تفقدت أسورة ذهبية في يدي فلم أجدها، ووجدت الضابط الإنجليزي جالسا مع زملائه وفي يده هذه الأسورة، ووجد المسئولون في الملهي صعوبة كبيرة في استردادها منه.
0 تعليق