تستضيف مكتبة نقوش بالإسكندرية، حفل توقيع ومناقشة الرواية المرشحة لجائزة الرواية العربية، البوكر، "صلاة القلق"، والصادرة عن دار مسكلياني للنشر، للكاتب المصري الشاب، محمد سمير ندا، والذي سبق وصدرت له من قبل، روايتين، هما، بوح الجدران ومملكة مليكة.
وتعقد الأمسية في تمام الثامنة من مساء الثلاثاء الموافق 18 فبراير الجاري، وذلك بمقر مكتبة نقوش بالإسكندرية، والكائن في محطة مصطفى كامل، طريق الحرية، عمارة الفنار بجانب بنك فيصل. ويناقش الرواية، الكاتب والمترجم، دكتور أحمد سلام.
صلاة القلق في قائمة البوكر الطويلة
ومما جاء في رواية صلاة القلق، والتي تأهلت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية نقرأ:
كان لا بدّ من عجلةِ حربٍ تدور فلا تستوقفها الصرخاتُ ولا يعرقل مساراتها الزمن. من الحتميّ أن توجد آلة دمارٍ تطحن الكلمات بمرورها، لا يهمّ مَن يكون العدوّ، ولا ينبغي أن يأبه الناس بتعداد الضحايا وحساب الخسائر. كلّ ما في الأمر أنّه لا بدّ من استمرار الحرب، فبالحرب وحدَها ينخفض سقفُ التمنّي، وبالحرب يغدو المتاح مأمولًا تتنازعه الأمنيَات.
لا شيء غير الحرب يقدر على أن يجعل الغياب أمرًا عاديًّا طالما ظلّتْ طبولُها تدقّ. ذلك سحر الحرب الأبديّ، ذريعةُ كلّ طاغية، آلتُه التي تكمّم الأفواهَ وتمسخ الأحلام من دون أن يُطلق رصاصاته أو يرفع عصاه. يكفي ذكر الحرب لترضخ الألسنة تحت ثقل العبارات الحماسيّة الرنّانة، فلا يليق أن تطالب الأمّ الثكلى بجثمان ولدها إذا انصبّ اهتمام جريدة "صوت الحرب" على مطالبتها بالصبر الجميل.
دقّت طبولُ الحرب، فتوقّفت الحياة في نجع المناسي، وتجمّدت الأحلامُ، اخترق التمثال الأرض المخضّبة بالوعود الآفلة، فانتصب بين الوقوف يذكّرهم بسطوته. استغرقتْ الجباه المحنيّة في طوافٍ محمومٍ ابتلَع من حيواتهم عشر سنوات، وعشرات الصبية اليافعين، فما استجابت لدعواتهم سماء العروبة، وما انفتحت لهم أبوابُ كعبة الخوجة.
كنّا نتابع أسرابَ الحمام في حسرةٍ كلّما حلّقت فوق الحصار، نطربُ لعواء الذئاب إذ تبشّر أن ثمّة حياة خلف سياج النار، نتوسّل صافرة القطار أن تدوّي، نناجي الصقورَ والنسور السابحة في فضاء النجع ونسألها الخبر اليقين، تدور في رؤوسنا تساؤلاتٌ حبلى بغضبٍ مكتوم؛ لماذا اختصّنا الله بسماءٍ تمطر الحجارة وأرضٍ تنبت منها النار، ثمّ حجب عن أعيننا دروبَ الحقيقة؟
لم نكن نتوسّم حياةً سعيدة، ولم نبتغِ رخاءً ولا رغدًا في العيش، لم نتوهّم في أنفسنا القدرة على تغيير المسارات، ولم ننشد تبديل المصائر، فلا طاقة كانت لدينا ولا همّة، ولا أمل، كنّا نريد أن نعرف الحقيقة وحسْب.
![صلاة القلق](https://www.dostor.org/Upload/libfiles/466/1/774.jpeg)
0 تعليق