أمشير.. شهر الزعابيب الحاسمة بين صراعات الرياح وفرص الزراعة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلن الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ، بدء شهر أمشير أمس السبت، الذي يُعد الشهر السادس في التقويم القبطي، والذي يستمر لمدة 30 يومًا، وينتهي في 9 مارس المقبل، ويعرف أمشير بأنه شهر الرياح والزعابير، وقد استمد اسمه من "مجير"، رمز الرياح لدى قدماء المصريين، ويُعد أمشير فترة مليئة بالتغيرات المناخية الحادة التي لها تأثير كبير على الزراعة والمحاصيل.

وأوضح فهيم في بيان له، أن أمشير يعتبر  فترة انتقالية، حيث يشهد تغيرات جوية شديدة تبدأ بالبرد القارس ليلًا، ثم تتحسن تدريجيًا مع اقتراب نهايته، مشيرًا إلى أن أمشير هذا العام أظهر التزامًا شديدًا بـ"العشر السلف" التي أخذها من طوبة، حيث جاء طوبة دافئًا ليخدع الزرع والشجر، ثم عاد البرد ليهيمن مع بداية أمشير.

تقسيم أمشير إلى ثلاث عشرات

وفقًا للتقويم الشعبي، ينقسم أمشير إلى ثلاث مراحل، أو "عشرات":

العشرة الأولى (مشير): وهي بداية الدفء، حيث يبدأ راعي الغنم في سرح غنمه معتقدًا أن البرد قد انتهى، ولكنه ينخدع بعودة البرد سريعًا. العشرة الثانية (مشرشر): يعود البرد ويزداد شدة مع الرياح والأمطار، وهي فترة تعرف بعشرة "المعيز" بسبب قسوة الجو التي قد تؤثر على الحيوانات. العشرة الثالثة (شراشر): يبدأ كبار السن في التحرك من جديد مع عودة الدفء النسبي.

أمشير وتأثيره على الزراعة

وأضاف أن أمشير يُعد شهرًا حاسمًا في دورة حياة المحاصيل الزراعية. ويوضح الدكتور محمد فهيم أهمية هذا الشهر للمزارعين، حيث يشهد الزرع تحولات كبيرة، ويمكن وصف أمشير بأنه الفرصة الأخيرة للعديد من المحاصيل.

"بعد أمشير مفيش تزهير": مثل شعبي يعكس أهمية هذا الشهر لنمو الفول والقمح والكمون والبسلة وأشجار الفاكهة، حيث يُعتبر التزهير في هذه الفترة حاسمًا.

الري بحساب: مع هبوب الرياح، يصبح من الضروري متابعة الري بعناية خاصة لمحاصيل مثل القمح والشمر.

زراعة العروة الصيفية المبكرة: يُنصح بالانتهاء من زراعة الفاصوليا والطماطم والفلفل والباذنجان خلال أمشير.

تحجيم المحاصيل الأرضية: تشهد المحاصيل مثل البطاطس والثوم والبصل والبنجر نموًا سريعًا في هذه الفترة، ويتطلب ذلك إضافة مركبات البوتاسيوم لدعم التحجيم.

زيادة الإصابات الحشرية: مع تقلبات الطقس في أمشير، تتزايد الإصابات الحشرية والمرضية، مما يستلزم استعدادًا كبيرًا من المزارعين لمكافحة هذه الآفات.

نظرة مستقبلية: من أمشير إلى برمهات

ومع نهاية أمشير، تتحسن الأحوال الجوية تدريجيًا، ليأتي برمهات، شهر النماء لدى قدماء المصريين، حيث ينحسر فيضان النيل وتنمو المحاصيل، يعد برمهات فصل الحصاد والنماء، لكنه يبدأ فقط عندما ينتهي أمشير بكل ما يحمله من برد ورياح وتغيرات حادة.

ويشدد الدكتور محمد فهيم على أهمية اليقظة خلال شهر أمشير، سواء على المستوى الزراعي أو البيئي، إذ أن النجاح في الزراعة خلال هذه الفترة يعتمد على التكيف مع التغيرات المناخية والاستفادة من الفرص التي يوفرها الشهر السادس من التقويم القبطي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق