من خسارة الوزن إلى شد الجلد: كيف غيّر أوزمبيك معايير الجمال؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
اكتسب دواء “أوزمبيك” (Ozempic) شهرة واسعة كوسيلة فعالة لفقدان الوزن ومكافحة السمنة، إلا أن تأثيراته لم تتوقف عند هذا الحد. فقد أصبح اليوم مصدراً غير متوقعٍ لمشكلات في الطب التجميلي، مع ظهور مصطلحات جديدة مثل “أرداف الأوزمبيك” (Ozempic butt) التي تشير إلى الترهل الملحوظ في منطقة الوركين بعد فقدان الوزن السريع، مما دفع الكثيرين إلى اللجوء لجراحات شد الجلد.اضافة اعلان

تأثيرات جمالية غير مرغوبة

لم تقتصر التأثيرات السلبية لـ”أوزمبيك” على الوركين فقط، بل امتدت إلى مناطق أخرى من الجسم، حيث لوحظ ترهل الجلد وفقدان مرونته في الوجه ومناطق مختلفة، ما أدى إلى زيادة الطلب على إجراءات مثل شد البشرة وحقن الوجه بمواد بيولوجية مثل حمض الهيالورونيك أو استخدام “البوتوكس” لملء الفراغات الناتجة عن فقدان الدهون.

سوق التجميل يتوسع بفضل أدوية فقدان الوزن

وفقاً لتقرير نشرته صحيفة النهار نقلاً عن وكالة “أ ف ب”، ظهر سوق جديد وغير متوقع أمام قطاع الطب التجميلي، نتيجة الانتشار الواسع للأدوية المعتمدة على هرمون الجهاز الهضمي “GLP-1”، مثل “أوزمبيك” و”ويغوفي” (Wegovy) من شركة “نوفو نورديسك”، و”زيب باوند” (Zepbound) من شركة “إيلاي ليلي”.

هذه الأدوية، التي تساعد في فقدان ما بين 15% و20% من الوزن خلال 16 إلى 18 شهراً، ساهمت في خلق طلب متزايد على عمليات التجميل لتصحيح الترهل الجلدي، على الرغم من الأعراض الجانبية المرتبطة بها مثل الغثيان.

تحليل سوقي: باريس ترصد تأثير “GLP-1” على الطب التجميلي

في مؤتمر “إيمكاس” (IMCAS) السنوي في باريس، المتخصص في الأمراض الجلدية والجراحة التجميلية، أُشير إلى أن أدوية “GLP-1” تسببت في زيادة ملحوظة في الطلب على العلاجات التجميلية، مثل شد الجلد وتجديد البشرة وحقن الوجه.

ويرى مراقبون أن هذه الأدوية ليست مجرد ثورة طبية، بل فتحت أيضاً آفاقاً اقتصادية واعدة، خاصة في الولايات المتحدة، حيث يُعتبر السمنة مشكلة واسعة الانتشار. وتتوقع “أ ف ب” أن تصل قيمة سوق الطب التجميلي المرتبط بفقدان الوزن إلى ملياري دولار بحلول عام 2029، بعد أن كانت قيمته 700 مليون دولار في 2024.

“ذقن مزدوجة” و”وجوه حزينة”: تأثيرات فقدان الوزن على المظهر

يشير ميشال رويف، الأمين العام للجمعية الفرنسية لجراحي التجميل، إلى أن فقدان الوزن الناتج عن أدوية “GLP-1” يتسم بطابع غير مألوف، حيث يؤدي إلى ذوبان دهون الوجه بطريقة مشابهة لما يحدث مع التقدم في العمر. وأكد أن الأشخاص الذين فقدوا وزناً باستخدام هذه الأدوية غالباً ما يظهرون بوجوه حزينة ومتعبة، مع بروز ملامح مثل الذقن المزدوجة وتجويف الوجه.

حلول تجميلية لتعويض فقدان الوزن

في مواجهة هذه التحديات، يلجأ الأطباء إلى استخدام تقنيات متعددة لتعزيز مرونة الجلد، مثل حقن حمض الهيالورونيك والكولاجين، إضافة إلى تقنيات الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) لتحفيز خلايا الجلد. ورغم فعالية هذه الإجراءات، إلا أن تكلفتها قد تكون مرتفعة.

مع ذلك، يشدد الخبراء المشاركون في المؤتمر على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، للحفاظ على مرونة الجلد وتقوية العضلات، كوسيلة مكملة لعلاج فقدان الوزن وتجنب التأثيرات الجمالية السلبية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق