وائل محجوب: الجيش السودانى استطاع تعديل ميزان القوى العسكرية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الكاتب الصحفي السوداني وائل محجوب حول آخر التطورات والأوضاع في السودان، إن الساحة السودانية تشهد اليوم مستجدات بارزة، إذ تم الإعلان عن فض تحالف "تقدم"، وهو تحالف القوى المدنية الذي لعب دورًا مهمًا في الفترة السابقة.

وأضاف "محجوب" في تصريحات خاصة لـ"الدستور" يمثل هذا التطور نقطة تحول كبيرة تتقاطع مع الكثير من الأسئلة المطروحة حول المستقبل السياسي للبلاد.

الجيش السوداني استطاع تعديل ميزان القوى العسكرية 

وتابع "محجوب": "لقد استطاعت القوات المسلحة، بفضل الانتصارات الأخيرة، تعديل ميزان القوى العسكري لصالحها، وأن دخول القوات المسلحة إلى العاصمة الخرطوم وتحرير غالبية المناطق المحيطة بها شكل علامة فارقة في سياق الصراع المستمر، هذه التطورات العسكرية لم تقتصر على تحقيق انتصارات فحسب، بل ساهمت أيضًا في إعادة تشكيل المشهد السياسي، مما دفع مختلف القوى الوطنية للتفكير فيما بعد حسم الحرب".

وأوضح "محجوب" أن بعض القوى الوطنية، والتي تتقارب مع الجيش، في طرح خارطة طريق بدأت تهدف إلى معالجة الأزمة الحالية. 

ومع ذلك، فإن هذه المحاولة تظل محدودة في نطاق تأثيرها، وذلك بسبب افتقارها إلى الإجماع بين القوى المختلفة، إذ لا يزال هناك انقسام واسع في الآراء والمواقف، مما يعيق إمكانية تحقيق تقدم فعلي نحو استقرار سياسي.

على الجانب الآخر، أشار إلى ميليشا الدعم السريع تُبذل جهود متسارعة لتشكيل حكومة في المناطق التي تسيطر عليها، مما يعكس سعيها لنزاع الحكومة الحالية في شرعيتها، وهذا الأمر أدى إلى خلق حالة استقطاب ملحوظة في أوساط تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم"، التي تواجه تحديًا مزدوجًا. 

فمن جهة، يتواجد فيها أعضاء يدعمون الحكومة الموازية، ومن جهة أخرى، هناك مجموعة ترفض هذا التوجه، هذا الانقسام ينذر بمزيد من التعقيد في المشهد السياسي.

إن هذه التحولات تحمل في طياتها تأثيرات مباشرة على المستقبل السياسي للسودان، فالصراعات الداخلية والتنافس على الشرعية بين القوى المختلفة قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع، مما يعزز من الحاجة إلى حوار شامل يضم جميع الأطراف، يجب أن تكون هناك جهود متكاملة للتوصل إلى توافق يحظى بقبول واسع، حتى يتسنى للبلاد التغلب على التحديات الحالية.

في خضم هذه الأجواء المشحونة، تبرز أهمية الوعي الجماهيري ودوره في تشكيل المستقبل، وتحتاج القوى السياسية إلى الالتفات إلى مطالب الشعب، والعمل على تحقيق تطلعاته في الحرية والديمقراطية، فقط من خلال شراكة حقيقية وتعاون بين جميع الأطراف يمكن للسودان أن يتجاوز هذه المرحلة الصعبة.

وفي ختام تصريحاته، أكد "محجوب" أن الوضع الراهن يتطلب مزيدًا من الانتباه والتحليل. علينا جميعًا متابعة التطورات عن كثب، وإبقاء الأمل قائمًا في إمكانية الوصول إلى حل شامل يعيد للسودان استقراره ويحقق تطلعات شعبه نحو مستقبل أفضل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق