دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "يتمتع الجميع بعلاقة مع ماكدونالدز"..هذا ما قاله المصور غاري هي من مدينة نيويورك الأمريكية الحائز على جائزة "جيمس بيرد" الخاصة بالأطعمة الاستثنائية وفنون الطهي.

وقال هي الذي قصى سنوات في السفر إلى فروع سلسلة المطاعم السريعة من حول العالم، إن كتاب "McAtlas" الخاص به لا يتمحور حول وجبات طعام "ماكدونالدز" السريعة حقًا، إذ وجد أنه عبارة عن "وجهة نظر أنثروبولوجية اجتماعية بصرية لأكبر سلسلة مطاعم في العالم".

وأضاف هي أنّ الكتاب هو "نتيجة سفري عبر ست قارات وأكثر من 55 دولة، وتصوير عناصر القوائم، والمطاعم المحلية، ومراقبة كيف يستخدم السكان المحليون هذه المساحات، وما يحبون تناوله في مطاعم ماكدونالدز".

وتشكل علاقته المبكّرة مع "ماكدونالدز" أساسًا لقصته، حيث هناك صورة له وهو يجلس على كرسي هزاز عندما كان طفلاً في منطقة لعب الأطفال داخل مطعم "ماكدونالدز" بالحيّ الموجود في بروكلين.

وأوضح المصور أنّه اعتمد على شطائر البرغر المزدوجة بالجبن و"فاهيتا" الدجاج التي تقدمها سلسة المطاعم الشهيرة خلال سنوات دراسته بجامعة نيويورك الأمريكية.

يُعد "ماكدونالدز" أكثر من مجرد مطعم للوجبات السريعة، إذ يشكل بالنسبة للبعض تجسيدًا للرأسمالية، وعلامة تجارية استطاعت أن تجد نجاحًا باهرًا في عالم المطاعم، فضلًا عن أنه بمثابة ثقافة غربية تجتاج المجتمعات المحلية.

مثّل أوائل العقد الأول من القرن الـ21 نقطة تحوّل لفحص علاقة أمريكا بالوجبات السريعة، ومطعم "ماكدونالدز" على وجه الخصوص.

ونُشر كتاب بعنوان " Fast Food Nation: The Dark Side of the All-American Meal" لإيريك شلوسر في عام 2001.

وصدر الفيلم الوثائقي "Super Size Me" لمورغان سبورلوك في عام 2024، وتعهد فيه المخرج عدم تناول سوى وجبات "ماكدونالدز" لمدة 30 يومًا، مع توثيق كيفية تأثير ذلك على صحته.

أدى الكتاب والفيلم إلى حدوث تغييرات كبيرة في العلامات التجارية الخاصة بالوجبات السريعة، حيث باتت تحرص على تقديم السلطات الرخيصة إلى جانب الشطائر والبطاطا المقلية.

أشار هي إلى أنّ سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" لم تصبح قوة عالمية من خلال فرض الذوق الأمريكي على بقية العالم فحسب، بل آلية أيضَا تُنشر خلالها العناصر الثقافية لهذه البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم.

من أبرز الأمثلة على ذلك "ماك سباغيتي" في الفلبين، حيث تُعد معكرونة السباغيتي المحضّرة مع صلصة الموز من أشهر الوجبات في البلاد، وذلك بعدما أدركت "ماكدونالدز" أنها ستضطر إلى صنع نسخة مشابهة للوجبة إذا أرادت منافسة مؤسسات الوجبات السريعة الفلبينية المحلية.

في الوقت ذاته، تتوفر وجبة "ماك أرابيا" عادةً في مطاعم "ماكدونالدز" في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويحب العديد من الأشخاص تناولها لوجبة الإفطار في شهر رمضان.

في الهند، يقدم المطعم مجموعة كبيرة من الخيارات النباتية لتلبية احتياجات العديد من السكان المحليين الذين يمتنعون عن تناول اللحوم.

رُغم محاولات هي العديدة للتواصل مع المكاتب الرئيسية لشركة "ماكدونالدز"، إلا أنّ العلامة التجارية لم تكن مهتمة بالمشاركة في مشروعه.

وبسبب الطبيعة المستقلة لمشروع هي، فقد أمضى عدة سنوات في العمل عليه بشكلٍ متقطع. كما كان عليه أن يتولى مشاريع أخرى ليتمكن من تمويل رحلاته.

رُغم اكتمال الكتاب ونشره، إلا أنّ هي غير متأكد من أنه سيكتمل على الإطلاق حقًا، إذ قال: "ماكدونالدز مطعم متغير ومتطور باستمرار. وحتى خلال الوقت الذي عملت فيه على هذا المشروع، حدثت أشياء كبيرة لمطاعم ماكدونالدز في جميع أنحاء العالم".

وأكد: "لطالما كانت وجبات ماكدونالدز جزءًا من حياتي. وأشعر بالفخر والسرور لقدرتي على رؤية الدور الذي تلعبه هذه المطاعم بحياة الآخرين في جميع أنحاء العالم".