"نفس": دراما اجتماعية تُعيد رسم حدود الحب والعلاقات

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قصة حب معقدة، أطرافها امرأة عمياء ورجلين أحدهما أحبته لكن الظروف فرقتهما، والآخر احتضنها وأحبها وتحوّل إلى عراب لها في مشوارها الفني، إلى حين عودة حب الماضي مجدداً. عندها تنقلب الأمور رأساً على عقب، ضمن الدراما الاجتماعية العربية التشويقية "نفس" من كتابة إيمان السعيد وإخراج إيلي السمعان، وبطولة عابد فهد، معتصم النهار، ودانييلا رحمة الذي يُعرض على "شاهد" في رمضان.اضافة اعلان


تبدو الحكاية للوهلة الأولى قصة حب تقليدية بين شاب فقير وشابة ثرية ابنة دبلوماسي نافذ، لكن قصة الحب الممنوعة ليست سوى مدخلاً لحكاية مشوقة ترصد قضايا الحب والتضحيات والصراعات النفسية والاجتماعية، في عمل يضم إلى جانب عابد فهد، معتصم النهار ودانييلا رحمة، كل من إيلي متري، جوزيف بونصّار، وفاء موصللي، أحمد الزين، نهلا داوود، غابرييل يمين، رانيا عيسى، وسام صباغ، إلسا زغيب وآخرين. 


Image1_2202512144624530801624.jpg

عابد فهد


من قلب المسرح، حيث يستعد الراقصون لتقديم استعراضهم، يجلس عابد فهد، ليقول أن "هذا المسرح هو الحدث الرئيسي للمشروع، هو صراع حول هذا الصرح الحضاري الثقافي، وهناك من يحاول هدمه، فيما نصارع لبقائه، كونه هوية لبنان وحب الفنانين وشغفهم". يقول فهد "كلنا ولاد مسرح وقد تخرجنا من هذا المكان وهو أبو الفنون، ومنه تنطلق الحكاية". يردف بالقول: "أنه لا بد من وجود قصة حب كي تعطي نكهة للعمل"، متحدثاً عن الفرق بين علاقة غيث وروح، وبين علاقتها مع أنسي، وهو الفرق بين إنسان لديه الإمكانيات المادية، لكي يستطيع الاحتفاظ بهذه المرأة، نتيجة الفارق الطبقي بينها وبينه".

 

ويضيف أنه "في ظل الشغف والهواية الموجودين عند روح، فإن أنسي اهتم بها، وتحول إلى الأب الروحي إذا صح التعبير لها، وهي تصاب بحالة مرضية عند الولادة وتتفاقم حينما تكبر، ويصر أنسي على أن هذا الأمر ليس عائقاً أمامها، كما يمكنها أن تنتصر على حالة فقد النظر من خلال البصيرة والأحاسيس والموهبة التي تملكها". يضيف فهد بأن "ثمة صراع بين العاشق الأول والأب الروحي أو العاشق الثاني للفتاة، وهنا جوهر الحكاية، والسؤال من ينتصر ويفوز بقلب الفتاة؟". 


ويتوقف عند مواصفات شخصية أنسي، فيقول أن "لا مجال للخطأ مع هذا الرجل، قراره حاد ولا يتنازل عن أي أمر قد يؤدي إلى فشل العرض، ويضع روح في منتصف هذه المغامرة، ولديه قلق حول ما إذا كانت ستنتصر وتنجح فيه كبديلة للراقصة الأساسية؟". وعن التعاون مع دانييلا رحمة، وأدائها للشخصية، يقول عابد فهد أن "ما من فنان أو ممثل يتصدى لمثل هذا الدور دون الشغف والبحث طويلاً، عن كيفية خوضه لهذه المعركة، وكيفية إقناع الجمهور، وكيف تكون بسيطة وعفوية وتحقق علاقة بينها وبين الحمهور من خلال هذه الشخصية، وهي شخصية مركبة وصعبة ودانيبلا مجتهدة جداً".

معتصم النهار 


من جانبه، يعرب معتصم النهار عن سعادته بتقديم عمل رمضاني مع شركة إنتاج، تعاون معها طويلاً، ويقول أن "ما جذبني للمسلسل هو النص للكاتبة إيمان السعيد، ورغم أن القصة تشبه الكثير من القصص التي نعرفها، من روميو وجولييت إلى قصص الحب الشهيرة، والعلاقات والنزاعات التي تحدث نتيجة العلاقات بين الشاب والفتاة، استطاعت إيمان أن تقدمها بطريقة جديدة وهذا ما شجعني على التواجد في المشروع". 


يضيف بالقول أن "هذا العمل تشبه فكرته أعمال عدة، لكن معالجته مختلفة، لأن الكاتبة اعتن بالشخصيات، ثم وجود مخرج مثل إيلي السمعان الذي احترمه وراء إدارة العمل، ثم شركة محترفة وابطال متميزين، يجعلوك متشجعاً أن تكون موجود في العمل.. يضيف أن "القصة ترصد قصة حب بين غيث وروح، وتتطور وتنصدم بالواقع الذي يفرض عليهم ثمناً عليهما دفعه"، مردفاً بالقول أن "غيث شعر بالغبن لأنه دفع ثمناً وأجبر على الابتعاد عن حبيبته، وقرر أن يعود ليأخذ حقه". وهل لغيث مشكلة مع والد روح، يجيب بالقول: "العداوة تجسدت بوالد روح، طلال شهاب، لكن العدو الحقيقي له يمثل في العادات والتقاليد التي تحتاج لإعادة تفكير وبرمجة. ويشير النهار إلى أن"غيث ممتلئ بالشهامة والرجولة والشجاعة، وثار على العادات البالية واسترداد حقه". 


ويردف بالقول أن: "غيث بسيط وطبيعي، هو شاب سوري يعيش في لبنان، الفقر موجود في حياته، لكن انا كمتعصم لم اكن اراه، هو معدم ماديا،ً لكن الغنى موجود عنده في مناطق أخرى، ويرى أن من حقه ان يحب فتاة ثرية والدها صاحب نفوذ". ويختم بالقول أن "ليس لدي عمل مع انسي ومعظم مشاهدي مع روح، وواجبي اعتني بشخصيتي واعتقد لما تكون تشتغل مع ممثلة وتفكروا بالسكة تقدمون ثنائياً لطيفاً ومحبباً". 

دانييلا رحمة


"من العتمة إلى النور"، هو العنوان التي تراه دانييلا رحمة مناسباً لحياة روح، الشخصية التي تجسدها في العمل، وكذلك على مراحل كتيرة تمر بها شخصيات عديدة في المسلسل". وتشرح أن "روح تنتمي إلى عائلة ثرية ذات نفوذ سياسي واجتماعي في البلد، جالت في بلدان كثيرة حول العالم قبل أن تستقر في لبنان حيث تعرفت إلى غيث، عندها اتخذت علاقتها بالمكان شكلاً آخر، لاسيما أنها عاشت مراحل صعبة في حياتها وفقدت بصرها في عمر 16 عاماً، كما أنها راقصة باليه حديث". تشير دانييلا إلى أنها تحدثت عن تفاصيل الشخصية مع الكاتبة إيمان السعيد والمخرج إيلي السمعان، "لاسيما أنني استغربت تقديم شخصية راقصة بالية عمياء".


تؤكد أن "أداء هذه الشخصية تعتبر تحدياً لها على مستويين، أولهما تقديم شخصية امرأة عمياء والثانية أن تكون هذه المرأة راقصة باليه محترفة، ورغم فوزي في أحد برامج الرقص قبل سنوات، لكنني لست راقصة محترفة"، مضيفة أنني "خضغت لدروس في الباليه كي أتمكن من تقديم الشخصية الصعبة طيلة الصيف الماضي، وكنت أتساءل باستمرار هل سيصدق الجمهور؟" وتردف رحمة بالقول: "التقيت بامرأة لا تبصر ومع ذلك استطاعت بأن تكون راقصة محترفة، إضافة إلى وجود راقصة باليه شهيرة كانت ضريرة".


رغم كل ذلك، حينما جلست مع نفسي في اليوم الأول من التصوير، سألت لماذا وافقت على هذا الدور، وأنتظر اليوم رأي الجمهور في العمل". وتتوقف رحمة عند العلاقة بين أنسي وروح، فتقول أن "روح تعتبره مثالها الأعلى، هو استاذها في البداية ولم يكن ما بينهما حباً، لأن الحب بالنسبة لها هو غيث فقط وهو عيناها، لكن حينما خسرته يصبح أنسي هو عينيها". وتشير دانييلا إلى أن "الرجل الأول في حياة روح، هو والدها، الذي تعتبره كل شيء في حياتها، قبل أن تكتشف سراً قديما قد يزعزع علاقتها به".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق