13 فبراير 2025
أحمد بن موسى الخروصي
أحمد بن موسى الخروصي
13 فبراير 2025
يعذرني كل من يقرأ هذه السطور البسيطة رغم أهميتها البالغة والتي من خلالها أحببت أن أوصل رسالة مهمة جدا للجيل الحالي والمستقبل كي يدركوا أهمية هذه المجالس وما هي الأحداث التي كانت تقام على أروقتها، فمنذ نعومة أظفارنا وآباؤنا وأجدادنا حريصون كل الحرص على تربيتنا وتعليمنا وتثقيفنا، وغالبا ما تكون هناك حلقات للذكر ومختلف العلوم الدينية والمجتمعية، ونتذكر معلم القرآن الكريم وهو يصدح بصوته يعلم النشء علوم الدين والعادات والتقاليد وطرق احترام الوالدين ومن في حكمهما ناهيك عن اجتماع أهالي البلدة للتشاور في كل ما من شأنه مصلحة المجتمع، كما تقام فيها مسائل الحل والربط ومحاسبة المخطئ وإعادة الحقوق لأصحابها دون أن تصل للجهات المختصة إلا أن هذه المجالس في وقتنا الحاضر وللأسف الشديد أصبحت مغايرة تماما عمَّا أنشئت من أجله، فقد أصبحت مكانا للحفلات والسهرات والألعاب وتسكع الشباب وربما تحدث فيها أمور تتنافى مع القيم والأخلاق التي نشأنا عليها، ومن بينها ارتداء الأحذية أثناء إقامة العزاء وغيرها من المناسبات المجتمعية والتجمعات الشبابية لأهداف منافية للأعراف والسمعة، وكذلك رفع الأصوات المزعجة للسكان مما يتسبب في العديد من الخصومات العائلية بين الأسر ناهيك عمَّا يقام فيها من تصرفات من قبل الوافدين، إننا أمام منحدر خطير لحضارتنا وإرث أجدادنا وتعاليمنا السمحة، إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن، كما أننا نعلنها كرسالة للأجيال القادمة بأن هذا هو إرثنا الذي ورثناه عن أسلافنا ونطالبهم بالمضي قدما نحو السير على هذا النهج الذي نحن عليه الآن، هذه المجالس هي عنوان حضارتنا وقيمنا وأصالتنا، عرفنا الحياة وتعلمنا السلوكيات وآداب المجالس واحترام الآخرين والتسامح عايشنا قضايا المجتمع المطروحة على «البساط الأحمدي» غير المتكلف في بهرجته ونقوشه وزخرفته واستفدنا من الحلول التي كانت ترضي أطراف النزاع يدخلون هذه المجالس متفرقين مشحونين بالنزاعات الحياتية ويخرجون متماسكي الأيدي وابتسامتهم تعانق سماء الدنيا، حريا بنا أن نحافظ على مكانة هذه المجالس ولا نترك المدنية تأخذنا بعيدا عن الزمن الجميل الذي بفضله أصبحنا ذا قيمة وشأن وأن نكون عنوانا لأبنائنا وأحفادنا من بعدنا فلنكن سفراء التعليم السلوكي ليس فقط بين أفراد أسرنا بل لمجتمعنا العماني الأصيل، فكما تعلمنا من السلف الصالح نغرس تلك المفاهيم في أجيالنا الحالية والقادمة وتكون صدقة جاريه بإذن الله.
0 تعليق