تفتتح منظمة الصحة العالمية بعد غد لثلاثاء في مدينة ليون الفرنسية أكاديمية لتدريب مقدمي الرعاية الصحية من جميع أنحاء العالم على أحدث التطورات في الطب والاستعداد لحالات الطوارئ الصحية القادمة.
وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، اليوم الأحد، أن الحرم الجامعي الجديد ستبلغ مساحته 11000 متر مربع، والذي يقع في "المنطقة الحيوية" في جيرلاند، بجنوب المدينة وذلك بتمويل من فرنسا.
هدف الأكاديمية هو تدريب 16 ألف شخص سنويا باستخدام التقنيات المتقدمة
وأضافت الصحيفة، أن هدف هذه الأكاديمية هو تدريب 16 ألف شخص سنويا باستخدام التقنيات المتقدمة مثل الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، ويسمح الطابق السفلي من المبنى بإجراء تمارين محاكاة واسعة النطاق.
وستتيح المنصة الرقمية الوصول إلى جمهور أوسع حيث تستهدف منظمة الصحة العالمية ثلاثة ملايين متعلم بحلول عام 2028، وذلك بفضل الدورات التدريبية عبر الإنترنت باللغات الرسمية الست للمنظمة وهي الإنجليزية والعربية والفرنسية والصينية والإسبانية والروسية.
التدريب يشمل المراقبة الوبائية وإدارة الطوارئ الصحية وعلاج أعداد كبيرة من الضحايا
وأفادت الصحيفة بأن التدريب يشمل المراقبة الوبائية وإدارة الطوارئ الصحية وعلاج أعداد كبيرة من الضحايا، ويستمر نحو عشرين ساعة في المتوسط، ويستهدف في المقام الأول المهنيين الصحيين (الأطباء والممرضون والصيادلة) بالإضافة إلى موظفي منظمة الصحة العالمية والباحثين وصناع القرار في هذا القطاع.
وترتكز فكرة هذه الأكاديمية، التي يعود تاريخها إلى عام 2019، على ملاحظة مفادها أن العالم ربما لن يحقق أهداف التنمية المستدامة في مجال الصحة المحددة لعام 2030.
وأكدت المنظمة، في وثيقة، أن "تنفيذ التعليمات الصحية الجديدة غالبا ما يستغرق عقدا من الزمن، في حين تتضاعف قاعدة المعرفة الطبية كل ثلاثة أشهر.. ومن هنا ولدت فكرة تعزيز التدريب المستمر لمقدمي الرعاية، من أجل تنسيق معرفتهم بالتقدم العلمي ومساعدتهم على دمجها في ممارساتهم".
التدريب الأولي والدورات التدريبية في الفصول الدراسية لم تعد قادرة على الاستجابة وحدها لتحديات المستقبل
من جانبه، أوضح الدكتور تيدروس أدهانوم رئيس منظمة الصحة العالمية الذي شارك في الوثيقة أن "جائحة كوفيد-19 قد أعادت التأكيد على هذه الحاجة وتذكرنا الأوبئة الحالية مثل الجدري وماربورج وفيروس إتش 5 إن 1 بالحاجة الملحة للاستعداد للكارثة الصحية القادمة"، مشيرا إلى أن التدريب الأولي والدورات التدريبية في الفصول الدراسية لم تعد قادرة على الاستجابة وحدها لتحديات المستقبل.
بدوره، أوضح المدير التنفيذي للمنظمة ديفيد أتشوارينا، خلال عرض للصحفيين، أن أكاديمية ليون يجب أن تشارك أيضا في الاحتفاظ بالعاملين الصحيين، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة، ووجود 65 مليون متخصص في مجال الصحة على مستوى العالم، لا يزال هناك "عجز" عالمي في مقدمي الرعاية والذي من المفترض أن يصل إلى نحو عشرة ملايين في عام 2030.
ومن المقرر أن تستضيف أكاديمية منظمة الصحة العالمية أيضا باحثين ومؤتمرات لتشجيع التبادلات حيث يقع الحرم الجامعي في مركز أبحاث التكنولوجيا في مدينة ليون حيث كان للمنظمة مكتب بالفعل، وتحيط به مجموعات صيدلانية ومؤسسات علمية متطورة اخرى والوكالة الدولية لأبحاث السرطان.
وقامت فرنسا، التي ناضل رئيسها إيمانويل ماكرون، بقوة من أجل إنشاء هذه الأكاديمية في مدينة ليون الفرنسية، بتمويل هذه الأكاديمية بما يصل إلى 120 مليون يورو.
0 تعليق