تحالف يستعصي على الخصوم.. وسياسات لا تُضمر عداءً لأحد

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
قال رئيس سابق للبعثة الأمريكية في العاصمة السعودية الرياض ومستشار سياسي سابق للقيادة المركزية الأمريكية: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يعرف جيداً أهمية العلاقات الأمريكية السعودية. وأشار إلى أن الأسبوع الماضي صادف ذكرى مرور 80 عاماً على لقاء الملك الراحل عبدالعزيز والرئيس الأمريكي الراحل روزفلت، على متن السفينة الأمريكية كوينسي، في قناة السويس، حيث نشأت صداقة عميقة بينهما، تمحورت منذ ذلك الوقت حول إمدادات النفط، وأمن المنطقة. وبعد سنوات أبلغ الرئيس هاري ترومان الملك عبدالعزيز، بأنه «لن يحدث أي تهديد للمملكة». وأضاف الكاتبان الأمريكيان الرئيس السابق للبعثة الدبلوماسية الأمريكية في الرياض ديفيد رنديل، والمستشار السياسي السابق للقيادة الأمريكية الوسطى مايكل غفويلر - في مقال نشرته مجلة «نيوزويك» - أن عدداً كبيراً من الرؤساء الأمريكيين كرروا ذلك الالتزام. وقام الرئيس ترمب خلال ولايته الأولى بزيارة الرياض في أول رحلة خارجية له. وكان أول اتصال هاتفي مع زعيم أجنبي أجراه بعد تنصيبه رئيساً لولاية ثانية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتساءل الكاتبان: هل من الحكمة أن يولي ترمب ذلك الاهتمام الكبير للمملكة العربية السعودية؟ وأوضحا، أنه بسبب حاجة السعودية إلى أن يظل النفط مصدرَ طاقةٍ جاذباً، ركّز السعوديون اهتمامهم على جعل أسعار النفط مستقرة ومناسبة للمستهلكين. وكتبا، أن شركة أرامكو السعودية هي شركة النفط الوحيدة في العالم التي تحتفظ بإنتاج فائض من النفط يتيح لها التدخل في الأسواق سريعاً. وقد زادت إنتاجها مراراً لبسط الاستقرار في أسواق النفط، مثلما خفضته مراراً لرفع الأسعار. وعندما تم غزو العراق للكويت، وأدى الغزو إلى غياب 4 ملايين برميل يومياً من الأسواق من إنتاج الكويت والعراق، قامت السعودية بتغطية تلك الفجوة. وعندما اجتاح إعصار كاترينا أمريكا وأدى إلى وقف إنتاج النفط الأمريكي، قامت السعودية بسد تلك الثغرة. وحتى عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على نفط فنزويلا وإيران، كان السعوديون هم بدرجة كبيرة السبب في الحيلولة دون ارتفاع أسعار النفط. وزاد الكاتبان، أنه على رغم مصاعب التحول من الطاقة الكربونية، فإن الطلب على النفط سيزداد عالمياً بنحو 1% سنوياً. وتستورد الولايات المتحدة حالياً كميات من النفط أكبر مما كانت تستورده في 1973، إلا أن السعودية أكبر مُصدِّر للنفط في العالم، ولا يزال كثير من حلفاء الولايات المتحدة يعتمدون اعتماداً كبيراً على النفط السعودي. ولذلك - يقول الكاتبان - إن قدرة السعودية على تزويد أسواق الطاقة العالمية بحاجتها بشكل فعال تظل مصلحة أمريكية مهمة. وأشار الكاتبان إلى أنه بحكم أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يقوم بدور كبير في خدمة المقدسات الإسلامية، فقد قام أثناء زيارة ترمب المملكة، خلال ولايته السابقة، بحشد عشرات من رؤساء الدول الإسلامية، ليلتقوا الرئيس الأمريكي في الرياض. وخلال السنوات الأخيرة، أضحت السعودية أكثر انفتاحاً. فرغبة السعودية في تشجيع الرسالة المعتدلة للعالم الإسلامي تظل مصلحة أمريكية مهمة. وذكر الكاتبان، أنه ينبغي تذكُّر أن السعودية تتغير بشكل متسارع، خصوصاً في ما يتعلق بدور المرأة السعودية. فقد تم رفع الحظر على قيادة المرأة السيارة. كما ألغيت القيود على سفر المرأة، وتعليمها، وعملها. وبات بمستطاع المرأة أن تدخل ملاعب الرياضة، وتجلس في المكان الذي تختاره. وتضاعف عدد النساء العاملات خلال العقد الماضي. وبدلاً من تسليط الضوء على أخطاء الماضي، ينبغي تشجيع تطور السعوديين على مزيد من المعايير الاجتماعية الحديثة. وأشارا إلى أن السعودية اضطرت إلى خوض حرب في اليمن لحماية حدودها الجنوبية.

ولم يستهدف السعوديون المدنيين اليمنيين؛ وبعد سنوات رأت الولايات المتحدة أنه من الضروري أن تقوم هي نفسها بقصف الحوثيين. وقد رفضت المملكة المشاركة في الضربات الأمريكية لليمن.

وقال الكاتبان الأمريكيان، إن الثمن الذي تدفعه السعودية لقاء شراء الأسلحة الأمريكية يوفر آلاف الوظائف للأمريكيين، ويُبقي خطوط الإنتاج مفتوحة. ولذلك فإن إبقاء علاقات دفاعية قوية مع السعودية يظل مصلحة أمريكية مهمة. وذكرا في مقالهما، أن السعودية بلد غني، وسيخسر الكثير في حال الاضطراب، ولديها مصلحة كبيرة في تشجيع استقرار المنطقة. ولذلك فهي تريد أن يتم التوصل إلى حل للنزاع العربي الإسرائيلي. وقد أيد السعوديون على الدوام المساعي الأمريكية لتشجيع عملية السلام. وتقدمت المملكة في مناسبتين بمقترحاتها لإحلال السلام في المنطقة. وخلصا إلى أن السياسة الخارجية الفعالة تتطلب الدفاع عن المصالح والقِيم الأمريكية. «وفي عالم يتزايد عدد أقطابه، سيكون علينا التركيز خلال العقود القادمة بشكل أكثر حِدّة على المصالح الأمريكية الأساسية: الأمن، السيادة، والبقاء. ويتعين علينا البحث عن شركاء يقاسموننا مصالحنا الأمنية والاقتصادية، خصوصاً تلك الدول التي تتطور مجتمعاتها. والسعودية هي شريك بتلك المواصفات، وترمب من الذكاء بحيث يقوم بتعزيز علاقتنا مع المملكة».


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق