وكأنها البارحة، حينما أعلنت نتيجة التصويت على ميثاق العمل الوطني، وحقّق شعب البحرين نسبة تاريخية تمثلت بـ98.4%، معلنين بذلك بيعتهم الصادقة لملكهم ومشروعه الإصلاحي.
جلالة الملك حفظه الله حينما سُلّمت له وثيقة ميثاق العمل الوطني، لتكون أساساً لانطلاقة البحرين الحديثة في منظوماتها الدستورية وأطر الحياة المدنية المختلفة، قرّر مباشرةً أن يكون خياره ومضيّه في تحقيق حلمه وطموحه، قرّر بأن يكون مشترِكاً مع شعبه، ولذلك وضع هذا الميثاق موضع التصويت.
وبعد التصويت الكاسح، وإقراره، تحولت البحرين لملكية دستورية، وأصبح أميرنا الشجاع والجريء ملكاً، وأعلن عودة الحياة الديمقراطية وبدء مسيرة العمل التشريعي النيابي والخدماتي البلدي، وجاء الدستور الجديد ليبني تفاصيله على أُسس الميثاق الراسخة.
اليوم وبعد 24 عاماً من إقرار ميثاقنا، ومن تطور البحرين في منظوماتها بشكل شامل، مبنيّ على أسس الميثاق ومبادئه السامية، ننظر بعين الواقع لما تَحقّق وأُنجز طوال هذه الملحمة من حكم جلالة الملك، وكيف نجح الملك حمد مع شعبه في نقل البحرين إلى أطوار عديدة متقدّمة في مختلف جوانب الحياة.
نحتفي كل عام بذكرى الميثاق، لأنها ببساطة ذكرى غالية وعزيزة، ستبقى مخلّدة في تاريخ هذه الأرض الطيبة. وهنا ما يختلف بشأن الميثاق عن مختلف المناسبات، أنها ذكرى "القرار والتحدي"، ذكرى اليوم الذي اتفقنا فيه جميعاً على أن تكون يدنا واحدة بيد ملكنا، وأن يكون مشروعه الإصلاحي المستنير هو مشروع كل بحريني مخلص لتراب هذه الأرض الغالية، مشروع كل بحريني يثق بقائده الملك حمد، مشروع كل بحريني يريد الأفضل لبلاده، وينشد التطور والارتقاء والنماء في "وطن يضم جميع أبنائه".
والجملة الأخيرة تحديداً، هي التي عبّر عنها ملكنا الغالي في كتابه "الضوء الأول"، والذي سطّره حينما كان ولياً للعهد، ووثّق فيه نظرته المستقبلية، وكيف يرى البحرين في قادم الزمان، وما الذي يتمناه ويسعى إليه من أهداف، يصبّ خيرها في صالح شعبه، ويضمن له أمنه واستقراره وديمومة الحياة الطيبة.
تذكّروا أننا بعد ربع قرن من تعاضدنا مع قائدنا المعظم، نرى منجزات ومتغيرات وتطورات، ونقارن البحرين "قبل وبعد"، فنجد أن كل ما تَحقّق، وكل ما تغيّر، وكل ما اكتسبه الناس، يعود فضله بعد توفيق الله سبحانه إلى رؤية قائد شجاع وإرادة شعب مخلص. كل ما تَحقّق مبعثه أُسس هذا الميثاق الذي صوّتنا جميعاّ عليه بـ"نعم"، ونجحنا في صناعة بحرين جديدة متطورة، تُبنى مراحلها على قواعد متينة وراسخة ثبّتها حكامها طوال العقود، ويمضي على قوتها في البناء ملك أمين حكيم صادق، يعاضده أبناؤه وشعبه وكل من يحب هذا الوطن الغالي.
نعم، هو ما كان، وهو ما سيظل ويبقى، هو "ميثاق عهد ووفا، بينك وبين الشعب، لا عاش من ينكره ولا عاش خوانه".
ربنا يحفظك وينصرك دوماً يا "صانع المجد".
0 تعليق