انتشرت تقنيات الأجهزة الذكية بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية، واتجهت شركات التكنولوجيا نحو توسيع قاعدة مستخدميها واستهداف شريحة أكبر، لذلك بدأت العديد من الشركات في إنتاج أجهزة ذكية يمكن استخدامها من قبل الأطفال، وبالرغم من برمجة هذه الأجهزة على المراقبة الأسرية والاستخدام من قبل الأبوين، إلا أن هناك جوانب أخرى لا يمكن السيطرة عليها.

وتتسبب هذه الأجهزة في العديد من المشكلات الاجتماعية والثقافية وأخطاء المفاهيم لدى الأطفال، نظراً لتعامل الطفل مع عالم خيالي من خلالها، ولكن هذا العالم يتسبب في العديد من الأفكار المغلوطة والمفاهيم الخاطئة التي تتكون لدى الطفل عن الواقع والحياة ويبدأ تدريجياً بالانسحاب نحو العالم الذي يفضله.

وكشفت الدكتورة سارة لاشين، أخصائي العلاج النفسي، عن أضرار الإفراط في استخدام أجهزة الواقع الافتراضي، قائلة إنها تؤدي إلى انعزال الطفل اجتماعياً، وتعتبر هذه التقنيات الحديثة أول أسباب الاكتئاب لدى الأطفال نظراً لعدم قدرة الطفل على التوازن بين العالم الواقعي وعالم الخيال الافتراضي الذي يفصل البقاء فيه، مما يتسبب في فجوة كبيرة، وقد يرفض الطفل بسببها العالم الخارجي بشكل تام.

الانعزال الفكري و الاجتماعي

وأضافت أن أجهزة الواقع الافتراضي تعتبر بيئة منعزلة تماماً عن حياة الطفل مما يشكل عنصر تشتت كبير لوعي الطفل و انعزال تام عن العالم وعدم إدراك لمكونات البيئة الحقيقية وطبيعة الواقع السليم الذي يجب أن يتعامل معه.

وتؤدي هذه العوامل إلى ارتباط الطفل بالبيئة الافتراضية ويتعامل معها بجميع حواسه وهو ما يؤدي بالطفل إلى الانعزال الاجتماعي والعقلي عن الواقع الذي يعيش فيه ورفضه بشكل تام، وبالتالي ظهور الأمراض الاجتماعية ومشكلات انفصام الشخصية وعدم القدرة على التفاعل مع الواقع والعالم المحيط.