أحد الأطباق الشعبية وارتبطت بالمناسبات التراثية في الأفلاج
في أجواء تراثية زاخرة بعبق الماضي، برزت وجبة “الميقعة” باللحم القفر كأحد الأطباق الشعبية التي جذبت زوار فعالية "كشتة البديع" في محافظة الأفلاج، حيث أعادت أم مبارك، المهتمة بإعداد الأكلات الشعبية، بتقديم هذه الوجبة التي ارتبطت بالمناسبات التراثية في بالمحافظة، وسط تفاعل وإعجاب كبير من الحاضرين.
يهدف من تقديم هذه الأكلة تعريف الجيل الجديد والزوار بالمأكولات التراثية
وأكدت أم مبارك أن "الميقعة" تُعد من الأطباق التقليدية التي اشتهرت بها الأفلاج، حيث تعتمد على مكونات بسيطة لكن غنية بالنكهة، إذ يتم إعدادها من خليط الدقيق والماء ، وهي وجبة ارتبطت بالموروث الشعبي وكانت تُقدم قديمًا في المناسبات الخاصة والتجمعات العائلية.
وتوضح أم مبارك طريقة تحضير "الميقعة"، حيث يبدأ التحضير بوضع الحطب داخل "التنور"، وهو برميل مصنوع من الطوب الأحمر، وغالبًا ما يكون مدفونًا تحت الأرض، يتم إشعال النار في الحطب وتركه حتى يتحول إلى جمر متوهج، وفي هذه الأثناء يتم إعداد العجينة التي تتكون من الدقيق والملح وبعض البهارات، وتعجن بالماء حتى تصبح جاهزة.
بعد ذلك، تُلصق رقائق العجين بشكل فردي على جوانب التنور بعد تنظيفه بسعف النخيل، وعند نضجها يتم إخراجها ووضعها في صحن، حيث يتم كشط الجوانب المحروقة بسكين. ثم تُجمع الأرغفة وتُوضع في إناء خشبي يُسمى "الميقعة"، المصنوع من جذوع شجرة الأثل، قبل أن يتم تمريدها بواسطة "المسواط" مع خليط من البصل الأخضر والفلفل والطماطم والبهارات، لتصبح جاهزة للتقديم.
وأخيرًا أثناء المرد يضاف المرق لتسهيل عملية المرد، وبعد الانتهاء من الفرك "المرد" توضع حفرة صغيرة بالداخل تسمى اللبونة يوضع بها السمن البري وغيره.
ويهدف من تقديم هذه الأكلة في الفعالية لتعريف الجيل الجديد والزوار بالمأكولات التراثية التي كانت جزءًا من حياة الأجداد، لا تزال تحظى بمكانة خاصة لدى أهالي المحافظة، لما تحمله من نكهات أصيلة وقيمة غذائية عالية.
وقد شهدت فعالية "كشتة البديع" حضورًا واسعًا من الأهالي والزوار الذين جاؤوا للاستمتاع بالأجواء التراثية، وتذوق الأكلات الشعبية التي تعكس تراث المحافظة وتاريخها العريق، وتعد هذه الفعالية إحدى المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية والمحافظة على الموروث الشعبي من خلال تقديم تجارب حية تعيد إحياء العادات والتقاليد الأصيلة.
0 تعليق