أسرة التحرير 18/2/2025
بينما تتطلع عيون كل العالم الى ما يجري في غزة، فان تحويل الضفة الغربية الى غزة يتواصل. حملة "السور الحديدي" في الضفة تتواصل منذ أكثر من أربعة أسابيع، وهي تتضمن اجلاء سكان، أوامر فتح نار محدثة (يد رشيقة على الزناد)، هدم بيوت وتخريب بنى تحتية.اضافة اعلان
حسب مصادر في السلطة الفلسطينية، في اعقاب اعمال الجيش الإسرائيلي، اُجلي حتى الان 30 الف فلسطيني من مخيمات اللاجئين في شمال الضفة. وبينما يدعون في الجيش بانه لا توجد سياسة مقصودة لاجلاء السكان، فان شهادات من جنين ومن طولكرم تدل على ان قوات الجيش الإسرائيلي تؤدي الى اجلاء واسع للسكان لفترات طويلة وشاذة بالنسبة لحملات سابقة.
حتى بدون اجلاء واسع ورسمي – حظر التجول، اطلاق النار، وجود القناصة، الهدم، وقف الكهرباء والنقص في الماء تتسبب للسكان بالجلاء "طواعية". الى هذا ينبغي أن يضاف توسيع التعليمات لفتح النار في الضفة وبموجبها مسموح اطلاق النار لغرض القتل على كل شخص "يتعامل مع الأرض".
حسب الجيش، تستهدف الحملة القتال ضد جماعات مسلحة في مخيمات اللاجئين، لكن الكثير من الفلسطينيين يرون فيها محاولة لتصفية مخيمات اللاجئين. يجدر بالذكر أن الحملة انطلقت الى الدرب بعد ضغط شديد من المستوطنين على مدى السنة الأخيرة. فقد طلب هؤلاء تحويل الضفة الى ساحة قتال. في اعقاب وقف النار في غزة، اعطى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتسلئيل سموتريتش "هدية" كي لا ينسحب من الائتلاف: ترحيل صغير في الضفة.
وبالفعل، مثلما في غزة، في مخيمات اللاجئين في الضفة أيضا يدمر الجيش بنى تحتية مدنية: بيوت وطرق. الطرق الى المستشفى الحكومي في جنين خربت، وعند مدخله نصب الجيش حاجزا عسكريا. رغم أن الجيش يرد بشكل ثابت كل ادعاء بسياسة هدم بنى تحتية واقتلاع سكان تتحدث مصادر امنية بشكل غير رسمي عن انه في قيادة المنطقة الوسطى دفعوا باتجاه خطة لتغيير مجال المخيم، وتلقوا الاذن بذلك من المستوى السياسي.
عمليا يبدو ان إسرائيل شخصت في الحرب في غزة فرصة لتغيير الواقع في الضفة أيضا فيما انها تستخدم الحرب كذريعة لهدم بنى تحتية، اجلاء سكان وتواجد عسكري دائم. بالنسبة للمستوطنين الذين يريدون تصفية الامكانية لدولة فلسطينية هذه الاعمال مباركة.
إسرائيل ملزمة بعودة الـ30 ألفا الذين أُجلوا من بيوتهم ووقف تحويل الضفة الى غزة. إن التنكيل بالسكان الفلسطينيين ليس فقط لن يحل المشاكل الأمنية لإسرائيل بل سيؤدي بيقين الى توسيع دائرة العنف والهدم التام لإمكانية حل الدولتين.
0 تعليق