
السبيل – كشف مركز الدراسات السياسية والتنموية في ورقة حقائق نشرها اليوم عن استمرار سياسات التهجير القسري ضد الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948.
كما حذر المركز من تصاعد مخاطر مشاريع التطهير الديمغرافي الحالية في قطاع غزة، خاصةً في ظل التصريحات الأميركية الأخيرة والمقترحات الإسرائيلية التي تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه.
وجاءت الورقة تحت عنوان “النكبة المستمرة: من تهجير 1948 إلى مخاطر التطهير الديمغرافي في غزة”، حيث سلطت الضوء على المحاولات التاريخية والحديثة لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، بدءاً من تهجير 700 ألف فلسطيني عام 1948، مروراً بمخططات “ترانسفير” متكررة، وصولاً إلى الوثيقة السرية الإسرائيلية التي تسعى لترحيل سكان غزة إلى سيناء بعد عملية “طوفان الأقصى”.
وأكد المركز، أن “التطهير الديمغرافي ليس حدثاً ماضوياً، بل سياسة استعمارية متواصلة تدعمها قوى دولية”.
وأشار إلى أن مقترحات ترامب بتحويل غزة إلى ريفييرا إلا حلقة في سلسلة بدأت عام 1948، وتعتمد على تشريعات عنصرية ودعم دولي لتهويد الجغرافيا الفلسطينية”.
واستعرضت الورقة أشكال التهجير، بدءاً من العمليات العسكرية المباشرة كمجزرة دير ياسين، وصولاً إلى الأساليب غير المباشرة كالحصار وإفقار السكان في غزة، الذي حوّل القطاع إلى “سجن مفتوح” غير قابل للحياة، وفقاً للأمم المتحدة، كما حللت سياسات مصادرة الأراضي عبر قوانين مثل “أملاك الغائبين”، والتي استُخدمت لطمس الهوية الفلسطينية.
وكشف المركز عن وثيقة سرية إسرائيلية نُشرت بعد 7 أكتوبر 2023، تدعو إلى تهجير غزّيين إلى سيناء عبر ثلاث مراحل، مع إقامة “مدن خيام” أولية، كما أشارت الورقة إلى مقترح ترامب بتحويل غزة إلى “منطقة سياحية” كجزء من خطط تستهدف إنهاء القضية الفلسطينية.
وعلى الرغم من إدانة دول عربية مثل مصر والأردن لهذه المخططات، حذّرت الورقة من تقاعس المجتمع الدولي في تطبيق القانون الدولي، الذي يُجرم التهجير القسري كجريمة ضد الإنسانية وفق نظام روما، ودعا المركز إلى تفعيل دور المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة المسؤولين.
وطالب المركز بتشكيل جبهة فلسطينية موحدة لمواجهة التهجير، وإطلاق حملة إعلامية دولية بكافة اللغات، وفرض عقوبات على الجهات الداعمة للتهجير، وعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الانتهاكات.
واختتمت الورقة بالتأكيد على أن حماية الحقوق الفلسطينية تتطلب تعبئة شاملة، قائلةً: “التاريخ يُثبت أن محاولات محو الشعب الفلسطيني باءت بالفشل، والصمود اليوم هو سلاح البقاء”.
0 تعليق