«ديب سيك»... عقول مجهولة وراء شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة

مصدرك 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف


حققت «ديب سيك»، الشركة الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، شهرة عالمية وهزت الصناعة بأكملها، ولكن الفريق الذي يقف وراءها غير معروف بشكل كبير خارج حدود الصين.
وكان البعض في وسائل الإعلام الغربية قد أطلق على ليانغ وينفينغ، مؤسس الشركة، لقب (سام ألتمان الصين)، ولكن على عكس نظيره في وادي السيليكون بقي ليانغ غير معروف، وكذلك فريقه المؤلف من خريجين شباب من بعض الجامعات الرائدة في البلاد.
يتألف الفريق من أقل من 140 شخصاً، وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية الصينية، على الرغم من أن ورقة بحثية حول أحدث نموذج استدلال R1 الخاص به تسرد نحو 200 مساهم. وبجانب تقنيتها الأساسية شاركت «ديب سيك» في فريق الإدارة العليا وموظفي العمليات وقسم الموارد البشرية والمحاسبين الماليين للشركة الأم «هاي فلاير».
استقبال الفاتحين
حظي ليانغ، مؤسس «ديب سيك»، بنصيب الأسد من اهتمام وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة مع صعود روبوت الدردشة الخاص ب«ديب سيك» إلى قمة التطبيقات العالمية.
وفي الشهر الماضي ذاعت أنباء أنه تلقى استقبالاً يليق بالبطل في مسقط رأسه في الصين، وتم رصده في مائدة مستديرة استضافها رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، ومؤخراً في ندوة مغلقة ترأسها الرئيس شي جين بينغ في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وكان ليانغ، البالغ من العمر 40 عاماً، خجولاً للغاية في التعامل مع وسائل الإعلام، باستثناء مقابلتين نادرتين مع وسيلة الإعلام الصينية 36Kr في يوليو من العام الماضي، وفي عام 2023.
وترسم هذه المقابلات صورة لزعيم مثالي يهدف إلى تحقيق الذكاء العام الاصطناعي (AGI)، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي يحاكي القدرات البشرية، وإلى تحويل الصين إلى دولة مبتكرة في مجال التكنولوجيا.
نشأة ليانغ
نشأ ليانغ في مدينة تشانجيانغ، وهي مدينة ساحلية ومركز تجاري في جنوب الصين، وكان طالباً متفوقاً وموهوباً بشكل خاص في الرياضيات.
وبعد أن تعلم حساب التفاضل والتكامل بنفسه في المدرسة الإعدادية تم قبوله في جامعة تشجيانغ في عام 2002 وحصل بعد ذلك على درجة البكالوريوس والماجستير في هندسة المعلومات والاتصالات في عام 2010.
وبتخصصه في أبحاث «الرؤية الآلية» بدأ ليانغ في عام 2008 في كتابة خوارزميات «تعليم الآلة» لتحليل اتجاهات السوق والبيانات الكلية لاتخاذ قرارات الاستثمار، حسبما ذكرت مؤسسة 36Kr الإعلامية الصينية التي تركز على التكنولوجيا والتي أجرت مقابلة معه.
ولم يكن الذكاء الاصطناعي استراتيجية كمية نموذجية في ذلك الوقت، لكن ليانغ استلهم أفكاره من جيم سيمونز، رائد الاستثمار الكمي الذي أسس شركة رينيسانس تكنولوجيز، أحد أنجح الصناديق في العالم، كما قال ليانغ في مقدمة النسخة الصينية من سيرة سيمونز.
دور «هاي فلاير»
أسس ليانغ وصديقه في الكلية، جين شو، شركة «هاي فلاير لإدارة الأصول» في عام 2015، وهو صندوق تحوط كمي يستخدم خوارزميات رياضية معقدة للتنبؤ باتجاهات السوق واتخاذ قرارات الاستثمار.
وتخرّج شو في كلية تشو كوتشين الشرفية بجامعة تشجيانغ التي تختار الطلاب المتفوقين في الجامعة النخبوية، وركز شو دراساته للدكتوراه على روبوت الملاحة الذاتية وعلى تعليم الآلة، على غرار تركيز ليانغ على أبحاث ما بعد الدكتوراه.
وكان عضواً رئيسياً في مشروع أبحاث الملاحة البصرية لبرنامج استكشاف القمر في الصين، ويقود الآن تطوير التكنولوجيا في «هاي فلاير» ويصمم استراتيجيات التداول.
وتخرج زينجزه لو، الرئيس التنفيذي لشركة هاي فلاير، من نفس الجامعة التي تخرج منها ليانغ وشو، قبل أن يحصل على درجة الماجستير من كلية لندن للاقتصاد والسياسة.
وفي مقابلة مع وسائل الإعلام الصينية الرسمية في عام 2023، قال «لو» أنهم أنشؤوا فريقاً جديداً مستقلاً عن الاستثمار، وهو ما يعادل شركة ناشئة ثانية نمت لاحقاً لتصبح «ديب سيك».
ويدير الاثنان بعض أفضل الصناديق أداءً ضمن محافظ الشركة، بمتوسط عوائد يزيد على 20% في عام 2024، وتم توجيه بعض أرباح الصندوق لتمويل صعود «ديب سيك».
وكانت «هاي فلاير» قد قامت بتأسيس «ديب سيك» في عام 2023 كمؤسسة مستقلة ووسعت نطاق عملها إلى ما هو أبعد من الاستثمار، وركزت على متابعة الذكاء الاصطناعي العام.
الفريق
يتكون الفريق في معظمه من خريجي الهندسة وعلوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي المحليين من أفضل الجامعات في الصين، كجامعة تسينغهوا، وجامعة بكين، وقد نشر العديد منهم أوراقاً بحثية حديثة حول مواضيع مثل نماذج اللغة وتعليم الآلة.
كما أن عدداً من أعضاء الفريق هم خريجو جامعات أمريكية مرموقة ولديهم خبرة في إنفيديا ومايكروسوفت، وقد قرروا العودة إلى صناعة الذكاء الاصطناعي المتنامية في الصين.
والسمة الرئيسية التي تميز الفريق هي العمر، حيث تفضل «ديب سيك» الخريجين الذين لديهم خبرة عمل أقل ولكنهم بدلاً من ذلك يصبون تركيزهم على الدرجات الأكاديمية والجوائز في مسابقات البرمجة الدولية وأوراق البحث المنشورة في المجلات الصناعية الكبرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق