الشارقة: أمير السني
قرر يوسف محمد، من أبناء خورفكان، أن يخرج ولديه محمد ومنصور، من فقاعة التكنولوجيا وإدمان الأجهزة الإلكترونية. وسعى لتنمية مهاراتهما في تعليم الخط العربي والجلوس في حلقات تحفيظ القرآن، ليكون طريقهما الذي يعبران منه نحو مستقبل مملوء بالإبداع والتميز.
وأصبح يقطع المسافات ليتعلم ابناه تلك المهارات، وينتظرهما بالساعات حتى يكملا دروسهما، للاستفادة من أوقاتهما، بدلاً من الجلوس أمام الأجهزة اللوحية التي تحمل معها الكثير من المخاطر، وتؤثر في صحة الأطفال الجسدية والعقلية والاجتماعية.
قصة ولدي يوسف محمد، التي تحدث عنها الكاتب في جريدة «الخليج» صلاح الغول، أحدثت حالة من النقاش لدى الكثير من المواطنين، لجهة المبادرات التي تقدم لتربية الأبناء وتنشئتهم وتعليمهم، وأحياناً لا تحظى بالإقبال الذي تستحق، وقال ل«الخليج» إن لديه شغفاً منذ صغره بالقراءة، وحباً عميقاً للفن العربي الأصيل، وبالأخص الخط العربي الذي يعدّ من أرقى الفنون وأجملها، هذا الشغف نما بداخله بشكل أكبر عندما رزقه الله بطفليه محمد ومنصور. وكان يرى فيهما، موهبة فطرية في الخط والفنون، فقرر أن يكون داعمهما الأول في تنمية هذه المهارات. وفي عام 2020، حين اجتاح وباء «كورونا» العالم، أصبح الجميع في حالة من العزلة والحجر الصحي، فكانت فرصة للتفكير والتأمل في كيفية استثمار أوقات ابنيه، بعيداً من التكنولوجيا والإلكترونيات التي أصبحت تهيمن على حياتهما.
ويشير إلى أنه بدأ البحث عن أنشطة تعزز تطورهما وتنمي موهبتهما، فكان مركز الطفل في خورفكان البداية، وبعدها وجدا طريقهما نحو الخط العربي، حيث قادته المصادفة إلى المعلم أحمد عادل، الذي علم ابنه الأكبر محمد الخط منذ البداية، إلى أن أصبح متميزاً فيه، وشارك في مسابقات دولية وحصل على جوائز تشجيعية.
يوضح يوسف، أن الهدف من هذه الرحلة تزويد ابنيه ليس بالمهارات والمعرفة فقط، بل بالقيم التي ستنمي لديهما شعوراً بالمسؤولية تجاه وطنهما. مثمّناً تشجيع القيادة الرشيدة لأبناء الإمارات وتوفير الفرص التعليمية والتدريبية التي تتيح لهما أن يطورا مهاراتهما ويحققا إمكاناتهما كاملة.
ويشير إلى أن الملهم في هذه المسيرة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي لطالما قدم الدعم الكامل لتمكين الأجيال الجديدة عبر المبادرات التعليمية والثقافية التي تهدف إلى تعزيز المعرفة والابتكار، وتقديم البرامج الهادفة لتطوير الطاقات الإبداعية.يبين يوسف، أن مسيرته نحو تعليم ولديه مهارات تعليم الخط لم تتوقف، على الرغم من مواجهته الكثير من التحديات من بينها انتقال المعلم إلى مكان آخر، ولكنه لم يستسلم، فبحث طويلاً حتى عثر على برنامج «كتاتيب» لتعليم الخط العربي في مساجد الشارقة.
0 تعليق