سلطت التقارير الأخيرة الضوء على اتجاه مثير للقلق في منطقة القطب الشماليظ، إذ أصبحت منطقة التندرا، التي كانت معروفة في الماضي بمناظرها الطبيعية المتجمدة، مصدراً كبيراً لانبعاثات الكربون. وأثار هذا التطور غير المتوقع مخاوف العلماء والمدافعين عن البيئة، لأنه يخلف عواقب بعيدة المدى على تغير المناخ العالمي.
والقطب الشمالي، الذي يشار إليه عادة باسم «ثلاجة الأرض»، يخضع لتغيرات سريعة بسبب ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ. فالتندرا التي كانت متجمدة ذات يوم تذوب الآن بمعدل مثير للقلق، ما يؤدي إلى إطلاق الكربون المخزن في الغلاف الجوي في شكل غازات دفيئة.
وألقت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين الضوء على مدى انتشار هذه الظاهرة، وتوصلت إلى أن منطقة التندرا في القطب الشمالي تطلق الآن كميات من ثاني أكسيد الكربون والميثان تفوق ما تمتصه، ما يجعلها مصدراً صافياً للغازات المسببة للاحتباس الحراري.
هذا التحول في توازن الكربون بالتندرا مدفوع بالمقام الأول بذوبان التربة الصقيعية، وهي طبقة من التربة المتجمدة تخزن كميات كبيرة من المواد العضوية. ومع ذوبان التربة الصقيعية، تتحلل هذه المواد العضوية، فتطلق ثاني أكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي.
وبالإضافة إلى ذوبان الجليد الدائم، لعبت حرائق الغابات أيضاً دوراً مهماً في تحول التندرا إلى مصدر لانبعاثات الكربون. فقد شهدت منطقة القطب الشمالي زيادة في وتيرة وشدة حرائق الغابات بالسنوات الأخيرة، ما أدى إلى تسريع إطلاق الكربون بالغلاف الجوي.
وتساهم هذه الحرائق بفقدان النباتات التي كانت لتمتص هذه الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي. وهذا يخلق حلقة مفرغة حيث تؤدي حرائق الغابات إلى المزيد من انبعاثات الكربون، ما يؤدي إلى تفاقم آثار تغير المناخ.
0 تعليق