حافظ الأسد وإيلي كوهين.. الملف الأسود!

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
مع السقوط المهين والسريع والمذل لنظام الأسد الدموي في سورية ستفتح الكثير من الملفات المغلقة وستبذل جهود عظيمة لمحاولة الإجابة على العديد من الأسئلة الملغمة التي لم يكن لأحد أن يجرؤ على طرحها خوفاً من انتقام نظام الأسد. ولعل أحد الملفات الغامضة والمريبة جداً هو العلاقة المريبة التي تربط بين الجاسوس الإسرائيلي الأشهر في سورية إيلي كوهين، الذي كان يعرف باسم كامل أمين ثابت، وبين حافظ الأسد. فهناك عدد مهم جداً من الأحداث والشخصيات التي تربطهما ببعض، وهناك نتائج لافتة ومحورية آلت إليها الأمور بشكل لا يمكن فيه إلا وربط النقاط ببعضها البعض لتكوين الصورة الكبيرة.

كوَّن إيلي كوهين علاقات عميقة مع أهم قيادات الجيش السوري بما في ذلك رئيس الأركان عن طريق نجله وقتها. وكان يتودد إليهم ويقيم علاقات اجتماعية بلا انقطاع، وتكوّنت ثقة قوية بين إيلي كوهين وبعض القيادات العليا في الجيش السوري مكّنته من زيارة هضبة الجولان معهم أكثر من مرة، ونقل الجاسوس الإسرائيلي تفاصيل ما شاهده من تجهيزات بشرية وعتاد عسكري سوري إلى الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) التي اعتبرت هذه المعلومات «كنزاً ثميناً جداً لا يقدر بثمن». كان حافظ الأسد وقتها من ضمن القيادات العسكرية في الجيش السوري ولم يظهر مع إيلي كوهين في أي لقاء علني.

ولكن من المهم جداً أن نذكر أن إيلي كوهين كان عضواً مهماً ونافذاً للغاية في حزب البعث، الذي كان حافظ الأسد عضواً فيه هو الآخر، وتم رفع اسمه لترشيحه لمنصب نائب وزير الدفاع، إلا أن كل ذلك سقط بوقوعه في قبضة الأمن السوري متلبساً بالجرم المفضوح وهو يرسل برقية بالشيفرة من شقته لإسرائيل، وتمّت محاكمته ومن ثم إعدامه في ١٨ مايو ١٩٦٥.

كان العقيد أحمد سويداني رئيساً للمكتب الثاني السوري المشرف مباشرة على اعتقال إيلي كوهين، الذي طُرد بعد ذلك في العام 1968 بعد الخلاف بين حافظ الأسد وصلاح جديد، واعتُقِل في المطار عام 1969 بأمر من حافظ الأسد ليوضع سجنَ المزة 25 عاماً بتهمة التخطيط لانقلاب عسكري، ولم يطلق سراحه إلا قبل وقت قليل من وفاته في العام 1994.

وأصبح حافظ الأسد وزيراً للدفاع في سورية. وحدثت كارثة نكسة ٦٧ التي فقدت فيها الجولان. وذكر «خليل مصطفى»، الذي كان ضابطاً في الجيش السوري وصاحب كتاب «سقوط الجولان»، أنهُ من المستحيل أن تستطيع القوات الإسرائيلية اختراق الأراضي السورية بسبب كثافة القوات في المنطقة، إضافة إلى المَنعة الجغرافية لتلك المنطقة الجبلية الوعرة، ولكنهُ قد حدث ذلك.

تم إعلان انسحاب سورية من الجولان في بيان رقم ٦٦ ذلك قبل وصول إلى أثر لقوات إسرائيلية بخمس ساعات، مما أثار لغطاً من إصرار حافظ الأسد على إذاعة البيان بسرعة وفوراً، ولكن من أهم ما ذُكر كان على لسان الدكتور «سامي الجندي» سفير سوريا في باريس في كتابه «كسرة خبز»: إن إعلان سقوط القنيطرة قبل أن يحصل أمر يحار فيه كل تعليل نبنيه على حسن نية.

وقد رقى حافظ الأسد نفسه لأعلى الرتب العسكرية بعد النكسة مباشرة وذلك بالرغم من الهزيمه المذلة.

وفي حرب ١٩٧٣ وصلت قوات الفرقة السابعة بالجيش السوري بقيادة اللواء عمر الأبرش إلى بحيرة طبرية وباتت تسيطر على الجولان، ولكنها تلقت أوامر عنيفة من حافظ الأسد بالانسحاب فوراً والعودة إلى المواقع الأولية بحجة عدم وجود غطاء جوي. العلاقة بين إيلي كوهين وحافظ الأسد فيها مفاتيح كثيرة لفهم أحداث سورية الكبرى.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق