سيد حسين القصاب
ذكر مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشرق الأوسط دانيال شابيرو خلال لقاء مع وسائل الإعلام، أن سقوط حكم الرئيس بشار الأسد جاء نتيجة فظائع نظام الأسد المستمرة ضد شعبه والاعتماد على الدعم الإيراني والروسي، داعياً جميع الأطراف في سوريا إلى احترام حقوق المدنيين وحمايتها، والتمسك بمعايير القانون الدولي من أجل عملية سياسية شاملة بموجب مبادئ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وذلك من أجل إعطاء السوريين فرصة للوصول إلى مستقبل أفضل.
وأبدى قلق البيت الأبيض من اندلاع الفوضى من خلال ظهور داعش في الساحة السورية من جديد، مبيناً أن الولايات المتحدة الأمريكية حققت نجاحاً كبيراً مع القوات العراقية والسورية، كشركاء لهزيمة داعش، لمنعهم من الظهور، مؤكداً أهمية الحرص على عدم استفادتهم من لحظات الفوضى والتغييرات الكبيرة داخل سوريا للعثور على طريقة يستطيعون من خلالها العودة.
وأوضح شابيرو أن أمريكا أجرت حواراً مهماً مع حكومة العراق، للتأكيد على منع تدفق الميليشيات المدعومة من إيران إلى سوريا، لافتاً إلى أن نظام الأسد كان يعتمد بشكل كبير على إيران وعلى الميليشيات المدعومة من إيران، لكي يتمكن من الصمود على سدة الحكم لفترة أطول.
وأشار إلى أن أمريكا وبالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين تستطيع من خلال حوار المنامة بحث فرص التعاون لضبط الفوضى والتأكد من مواصلة القيام بما هو ضروري للحفاظ على أمن المنطقة.
وفيما يتعلق باتفاقية تبادل المعلومات التي أعلنتها مديرة الأمن السيبراني في البيت الأبيض، ذكر شابيرو أن الاتفاقية تهدف إلى مساعدة مملكة البحرين في مشاركة المعلومات الضرورية لمعالجة تهديدات محددة، لافتاً إلى أنه يمكن توسيع نطاقها وفقاً للتهديدات مع مرور الوقت، مشيراً إلى أنها ستشمل التهديدات السيبرانية أيضاً.
وخلال اللقاء، أشار إلى اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل «C-SIPA» وانضمام المملكة المتحدة البريطانية لها، مبيناً أنه ستكون هناك مشاورات إضافية بين هذه الحكومات الثلاث حول جميع خطوط الجهد المختلفة التي تدعمها الاتفاقية، كالأمن والتكنولوجيا والتعاون الاقتصادي أيضاً، وأضاف أنه من الممكن أن يكون اتفاقاً مفتوحاً يمكن للأطراف الأخرى الانضمام له، مثل دول مجلس التعاون الخليجي وأيضاً بلدان أخرى خارج المنطقة، مؤكداً أن هذا جزء من بناء هيكل من التعاون الأمني المتكامل إقليمياً والتعاون الاقتصادي، مبدياً تفاؤله من انضمام بلدان أخرى مع مرور الوقت.
وفي رده على سؤال لـ«الوطن» حول التهديدات الحوثية في البحر الأحمر، ذكر شابيرو أن مملكة البحرين واحدة من المشاركين الرائدين في مهمة الحماية البحرية من الهجمات الحوثية، حيث تتعرض العديد من السفن للهجوم، حيث تم تنفيذ ضربات عسكرية تهدف إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تنفيذ الهجمات ضد السفن، وتم إطلاق مئات الصواريخ الباليستية المدمرة، وصواريخ كروز، والطائرات بدون طيار، إلا أن هذا لم يردعهم، مشدداً على أهمية فعل المزيد، من خلال جهد دولي مشترك وخاصةً البلدان القريبة من البحر الأحر وتعتمد على حرية الملاحة لاقتصاداتها.
وأكد شابيرو أهمية القيام بأعمال عسكرية إضافية، بالإضافة إلى مجموعة من العقوبات الاقتصادية، وعزل موردي الأسلحة والتكنولوجيا عن الحوثيين، مشدداً على آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة ومنع نقل الأسلحة، سواء أكانت برية أو فوق الماء، مشيراً إلى أن هذه الهجمات أوقفت العديد من خطوط الشحن في البحر الأحمر، مما أدى إلى خلق تغيرات في الاقتصاد العالمي بالنسبة إلى طرق الإمداد، وتكاليف الشحن.
0 تعليق