التكنولوجيا في رمضان.. نعمة أم نقمة؟

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في عصرنا الرقمي، أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حتى في شهر رمضان المبارك. وبينما يخشى البعض أن تؤثر الأجهزة الذكية على الأجواء الروحانية والاجتماعية، إلا أنني أرى أنه يمكن توظيف التكنولوجيا بطرق إيجابية لتعزيز القيم الإسلامية وتقوية الروابط الأسرية والمجتمعية، نذكر منها: استخدام وتوظيف التطبيقات الدينية والتي تشجع على العبادة مثل: تطبيقات القرآن الكريم وتفسيره، وتطبيقات الأذان والتذكير بمواقيت الصلاة، وبرامج الأذكار والتسبيح.

كما يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتوطيد العلاقات الأسرية وتسهيل التواصل مع الأقارب مثل: مشاركة الأهل والأقارب المسافرين لحظات الإفطار والسحور والتي تعزز الترابط بين الأصدقاء والعائلة، وتنظيم جلسات تلاوة ودروس دينية عبر الإنترنت لزيادة الوعي الديني، وإرسال التهاني والتبريكات الإلكترونية للأهل والأقارب والأصدقاء لتقوية العلاقات الاجتماعية.كما يمكن توظيف التكنولوجيا في العمل الخيري التطوعي مثل: الاعتماد على الدفع الإلكتروني لجمع التبرعات من المقتدرين وتسليمها للفقراء المستحقين إلكترونياً، وإجراء الدراسات الاجتماعية للأسر المحتاجة إلكترونياً، ومما لاشك فيه فإن الحملات التوعوية عبر هذه الوسائل تساهم في نشر القيم الإسلامية.

كما يمكن توظيف تطبيقات الهواتف النقالة في عدة مجالات منها: تطبيقات تخطيط الميزانية تساعد في تقليل الإسراف في رمضان في استهلاك الأطعمة، وتطبيقات مشاركة الطعام تمنع الهدر وتوجه الفائض للمحتاجين. وتطبيقات التبرع بالوجبات للمحتاجين.

وفي الوقت نفسه فإن للتكنولوجيا جوانب سلبية منها: إفراط الناس في استخدام تطبيقات الهواتف النقالة فتصرفهم عن العبادة، كما تصرفهم عن التفاعل مع أفراد الأسرة عند التجمعات الأسرية، كما أن البعض قد يقع في محذور نقل الشائعات والأخبار الخاطئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن غير قصد، فيكون باباً للآثام، فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع»، ومن المحاذير أنه قد يُجر للنظر لمشاهد فيديو أو صور بها ما يحرم النظر إليه.

إلا أنني أرى أن التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لها إيجابيات أكثر من السلبيات، ما دام الإنسان جنّب نفسه الإدمان والإفراط في استخدام هذه الوسائل، واحتمى بالحذر والتحقق من صحة المعلومات الواردة فيها قبل نقلها للآخرين أو قبل تصديقها.. وعموماً فإن لكل شيء إيجابيات وسلبيات فعلينا ألا نهجر الإيجابيات خوفاً من السلبيات، بل علينا أن نعرف كيف نتجنّب السلبيات، فسد الذائع ليس محموداً في كل مقام.. ودمتم سالمين.

إخترنا لك

0 تعليق