يصدمني بعض الأخوة الخليجيين والعرب عندما نتحدث أننا متجهون لـ«نكشت» في البر فيسألون بغرابة: البحرين فيها بر؟
رغم أن السؤال ينم على عدم علم بثقافة وجغرافية مملكة البحرين الممزوجة بطابع التحضر والبداوة إلا أن الكل في دول الخليج يتفق على أن ما يميز السياحة الداخلية في مملكة البحرين هي الأجواء العائلية والاجتماعية والجو العام حيث تمتلئ أجواء أي مكان أو نشاط وفعالية تقام بالكثير من مظاهر المحبة والألفة والتناغم بين جميع مكونات المجتمع البحريني وهذا بالأساس ما ميز المجتمع البحريني منذ مئات السنين فهناك لمسة بحرينية مميزة وروح شعبية جميلة يستشعرها الزائر وهو يحضر فعالياتنا ومناسباتنا.
خلال السنوات الأخيرة بدأ يظهر على مستوى ساحة السياحة البحرينية نوع من أنواع السياحة البرية بشكل بارز للغاية حيث الجميع ينتظر بدء موسم البر والتخييم لقضاء أجواء جميلة في منطقة الصخير وتطور الأمر ليتحول إلى نوع من أنواع المواسم لدى عدد من العوائل الخليجية -التي تفهم في مناطق البحرين وفعالياتها- حيث يقصد المنطقة الكثير من شباب وعوائل دول الخليج المجاورة لتأجير المخيمات وتنظيم مناسباتهم وتجمعاتهم وقضاء أجواء عائلية وشبابية جميلة في منطقة التخييم، ما يميز موسم التخييم والبر لدينا تقارب مناطق التخييم ووجود مناطق تجارية وترفيهية وأسواق ومحلات ومطاعم يقوم عليها المواطنون أنفسهم، فيشعر السائح الخليجي، وهو يتنزه ويتجول بين مناطق التخييم بأجواء مختلفة للغاية عن تلك التي اعتاد عليها في وطنه من حيث المساحات الشاسعة للغاية، وبعد المخيمات عن بعضها بمسافات وانعزالها فمن النادر أن يجد مثل هذه المظاهر والأجواء العائلية والاجتماعية الحميمية والمتقاربة والفعاليات الشبابية المتداخلة فيما بينها في منطقة واحدة وما أفضى الروح على البر أن الشباب يجتمعون في مناطق قريبة من المنطقة التجارية بسيارات ودراجات خاصة بالبر للتطعيس كما يقوم البعض منهم بممارسة رياضة ركوب الخيل فيما العوائل والأطفال يتنزهون في المنطقة التجارية القريبة من شجرة الحياة فهذه التجمعات الشبابية والعائلية أضفت على المكان جواً وطابعاً جميلاً أصبح يستقطب شباب الدول الخليجية المجاورة للاستمتاع بهذه الأجواء ومشاركة الشباب البحريني فعالياتهم بكلمات أخرى أصبح بر البحرين كأنه سوق مفتوح على فرجان برية متداخلة، ورغم تواضع إمكانيات البر لدينا مقارنة بحجم وإمكانيات الدول الخليجية المجاورة إلا أن الواقع يقول إن موسم البر والتخييم في البحرين لديه طابعه الخاص والاستثنائي.
مما لا شك فيه موسم التخييم والبر يعمل على تنشيط الاقتصاد البحريني من خلال استقطابه للعوائل الخليجية والسياح كما أنه يعد مصدر دخل للعديد من الشباب والعوائل التي تقوم بتأجير المخيمات وإقامة المطاعم والمقاهي واللافت في مواسم البر الأخيرة حركات إنشاء مقاهٍ برية مزينة بديكورات تعكس طابع البداوة حيث بإمكان الزائر الجلوس داخل خيمة كبيرة أو مصغرة لعدد من الأشخاص أو الجلوس على «السيم» وهو يتناول كوب القهوة كما أن بعض المقاهي تحولت لمخيم مصغر حيث تستعرض بداخلها أنواع مميزة من الصقور والجمال الأمر الذي يعكس إبداعات شبابنا البحريني واجتهاداتهم الشخصية في تنفيذ أفكار تجمع ما بين العصرية وطابع البداوة مما يصب في موضوع دعم هذا النوع من السياحة.
لا ننسى كذلك أن هناك بصمة أمنية مميزة تتمثل في التعاون بين مختلف الجهات الأمنية من خلال مركز خدمات البر التابع للمحافظة الجنوبية مشكورة التي تتولى تنظيم هذا الموسم وذلك لضمان وتحقيق أعلى معايير متطلبات الأمن والسلامة للمخيمين ومناطق التخييم والزوار ونتمنى في السنوات القادمة بما أن موسم التخييم يتداخل مع قدوم شهر رمضان وامتداد الأجواء الباردة والممطرة في البحرين إلى شهري مارس وأبريل بتمديد هذا الموسم إلى نهاية مارس من العام القادم على الأقل لاسيما وأن موسم البر والتخييم يعتبر متنفساً للعوائل والشباب ونوعاً من أوجه الرفاهية والاستجمام، ختاماً.. شكراً لسمو محافظ الجنوبية.. وشكراً لجميع الجهات الأمنية والقائمين على موسم التخييم لهذا العام.
0 تعليق