قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال ابوزيد إن ما تم تسريبه على بعض المواقع العبرية حول اعتماد جيش الاحتلال استراتيجية عسكرية جديدة لم يكن أمرا وليد اللحظة، حيث تعتبر استراتيجية "الدفاع متعدد الطبقات" التي يجري الحديث عنها مكملة لاستراتيجيتين سابقتين كانت مدة كل واحدة منها 5 سنوات وهي استراتيجية "جدعون" التي وضعها رئيس الاركان غادي ازينكوت في عام 2015 وانتهت في 2020، ليأتي رئيس الأركان أفيف كوخافي ويكمل الاستراتيجية السابقة باستراتيجية عرفت باستراتيجية "تانوفا"، حيث اعتمدت كلا الاستراتيجيتين السابقتين على التكنولوجيا أكثر من العنصر البشري، ثم جاءت الاستراتيجية الجدية التي تم تسريبها على مواقع عبرية ليتم صياغتها بعد مراجعة عكسية من قبل مطبخ القرار الإسرائيلي لإخفاقات 7 اكتوبر وفشل العمل العسكري في غزة.اضافة اعلان
وأضاف أبوزيد أن نتائج التحقيق في 7 اكتوبر أشارت إلى إخفاق أمني واستخباري وعملياتي وسياسي سببها الاعتماد بشكل كبير على التكنولوجيا وإهمال العنصر البشري، ما دفع لوضع الاستراتيجية الجديد بشكل هجين بحيث يتم دمج التكنولوجيا بالعنصر البشري، لتعالج بعض الإخفاقات التي حصلت في 7 اكتوبر حيث اعتمدت الاستراتيجية الجديدة، حسب ابوزيد، على التكنولوجيا والعنصر البشري معا في نظام ثلاثي الطبقات يهدف إلى تعزيز أمن المستعمرات المحاذية للحدود مع غزة ولبنان وسوريا، ما يعني تجسيد أحد ركائز العقيدة القتالية الإسرائيلية وهي نقل المعركة إلى أرض الخصم من خلال التحول في الدفاع من العمق إلى الدفاع داخل أرض الخصم.
وأشار أبوزيد إلى أن هذه الاستراتيجية متعددة الطبقات تتكون من طبقة أولى داخل المناطق العازلة التي ينشئها جيش الاحتلال في أرض الخصم، ثم تحصينات داخل الأراضي الإسرائيلية، ومنظومة دفاع حول المستعمرات، بالإضافة إلى تجريد مناطق محددة من السلاح، ما يعزز ذلك حسب ابوزيد شكل التحركات الإسرائيلية الحالية، مؤكدا أنه بدأ بالفعل يطبق هذه الاستراتيجية بمعنى أن الاحتلال يصرّ على التمسك بـ 5 نقاط داخل الحدود اللبنانية، بعمق 1-2 كم تقريبا وهي الطبقة الدفاعية الأولى، ثم توزيع قواته داخل شمال الأراضي المحتلة وهي الطبقة الثانية من النسق الدفاعي ثم بدأ يطالب بأن تكون المنطقة جنوب لبنان منطقة منزوعة السلاح، ما يعني أن الطبقات الدفاعية الثلاث في الاستراتيجية الجديدة تحققت بالفعل في جنوب لبنان.
وكما هو الحال أيضا في سوريا، لفت أبوزيد إلى أن الاحتلال توغل بعمق 15 كم داخل جنوب غرب سوريا، وهذه الطبقة الدفاعية الأولى، ثم إنشأ نطاق دفاعي جديد داخل الأراضي السورية وهذه الطبقة الدفاعية الثانية ويطالب بمنطقة منزوعة السلاح جنوب سوريا، ما يعني أن الاستراتيجية الجديدة بدأ الاحتلال بالفعل تطبيقها ايضا جنوب غرب سوريا، ونفس النموذج ينطبق على غزة بإنشاء منطقة عازلة على حدود غزة وطبقة دفاعية حول مستعمرات غلاف غزة ومطالبة بنزع سلاح المقاومة.
ليبقى السؤال الأهم، حسب أبوزيد بما أن الجيش لاسرائيلي بدأ يطبق الاستراتيجية الجديدة، كما اشرنا سابقا في مناطق عمليات جنوب غرب سوريا وجنوب لبنان وغزة بالتزامن مع العمليات الجارية في الضفة الغربية، فكيف سينقل جيش الاحتلال استراتيجيته الجديدة على الضفة التي لا يتوفر له فيها عمقا استراتيجيا يمكنه من الدفاع خارج الضفة بنظام متعدد الطبقات (حسب الاستراتيجية الجديدة) سوى التوسع جغرافيا شرق المنطقة ج على الحدود مع الأردن لذلك نقطة جديرة بالاهتمام من مجسات الرصد الأردنية؟
0 تعليق