أكيد الكل يعرف بأن معايير العائلة وقيمها المنتشرة في أنحاء العالم ومجتمعاتها والمطبقة بخصوصية معينة كل حسب ثقافته وما تتيحه البيئة له من شروط وحيثيات وتقاسيم تحمل طابع تلك البيئة وكينونة مكوناتها وشقوق الزمن والوقت والمكان فيها وهذه معايير عامة متفق عليها بين الجميع، سواء كانوا علماء الاجتماع أو الانثروبولوجيا أو الايكولوجيا.اضافة اعلان
لكن المختلف والذي أود الحديث عنه ما شهدته يوم 28/11/2024 بالتفصيل في نيومكسيكو، تلك الولاية الذهبية، من الولايات الأميركية وبالذات في نيومكسيكو حيث الصحراء الصفراء تضرب أطنابها في الأرض والسماء والتربة والإنسان والنبات والحيوان.. وكل شيء فيها.
فقد تمت دعوتي وعلى شرفي على مأدبة طعام شرفتني فيها عائلة أميركية تسكن في هذه الولاية، حيث ربطتني بهذه العائلة روابط النسب والمصاهرة، حيث تزوج ابني من ابنتهم ودعوني "عزيمة النسب"، لفتح أبواب التواصل والتقارب بيننا. والذي أثار دهشتي في هذه الدعوة أن جميع أفراد العائلة الممتدة كبارا وصغارا قد حضر هذا اللقاء والتواصل، حيث التقيت بالأجداد والأحفاد من أربعة أجيال وكلهم يتمتعون بالحياة والحيوية والصحة والعافية.
وما لفت انتباهي وبدقة أن طبيعة العلاقات بينهم حميمة وعميقة وجميلة وصافية، وأحسست بالقرب منهم باهتمامهم بضيوفهم واهتمامهم العميق ببعضهم البعض واحترامهم لبعضهم وقد طبقوا طقوساً جميلة في التواد والتواصل والتراحم.
وتعود ذاكرتي وهواجسي الاجتماعية وإحساسي العائلي إلى عائلتي العربية وبالأخص العائلة الأردنية، مما أدى إلى تغيير كبير ببعض العائلات الأردنية التي تعيش حالات من التفكك العائلي البغيض والذي يلقي بظلاله الآن على منظومة وسلم قيم العائلة ومفرداتها الإنسانية الأخلاقية.
وعودة إلى الصورتين العائلة الأميركية في نيومكسيكو والعائلة الأردنية، فهناك فروقات وتغيرات حدثت بطرق ملفتة وأحياناً صاعقة بين قيم ومعايير الطرفين، وأترك للقارئ هنا حرية التأمل والتحليل في ظل أسئلة وعلامات استفهام كثيرة تبحث عن إجابات ملحقة.
معايير العائلة وقيمها

معايير العائلة وقيمها
0 تعليق