Local

-Leen Zayat

في الكويت، لا يشكل القيام بأفعال علنية تنتهك حرمة شهر رمضان المبارك، مثل تناول الطعام أو التدخين في الأماكن العامة أثناء ساعات النهار، انتهاكاً للتعاليم الإسلامية فحسب، بل ويخالف القانون أيضاً. يتميز شهر رمضان بالتأمل الروحي العميق والتقوى بين المسلمين، مع التأكيد على أهمية الصيام. ويتعامل القانون بصرامة مع أي شخص يتعمد التباهي بهذه الممارسات، ويعتبرها خرقاً قانونياً.

فهم الإطار القانوني

وبموجب القانون الكويتي رقم 44 لسنة 1968، فإن الأفراد الذين يتم ضبطهم وهم يفطرون علناً قد يواجهون عواقب وخيمة، بما في ذلك غرامات تصل إلى 100 دينار أو السجن لمدة شهر. ويمتد نطاق القانون ليشمل أولئك الذين قد يشجعون أو يجبرون الآخرين على الإفطار في الأماكن العامة، مما يدل على الجدية التي يتم التعامل بها مع هذه الأفعال. ويهدف هذا الموقف القانوني إلى الحفاظ على قدسية شهر رمضان، وضمان احتفاظ هذه الفترة بأهميتها الروحية.

وفي الحالات التي يُشاهد فيها شخص وهو يأكل أو يدخن علانية أثناء ساعات الصيام، فإن ذلك يعد استهتاراً بحرمة شهر رمضان المبارك. ويجب أن تكون مثل هذه الأفعال متعمدة ومرئية للآخرين، وخالية من أي أسباب مشروعة مثل المرض أو السفر. وبالتالي، فإن القانون يتعامل بحزم مع مثل هذه المخالفات، مؤكداً على أهمية الحفاظ على الآداب العامة خلال هذا الشهر الفضيل.

ولكن هناك اعتبارات خاصة بالأفراد الذين لديهم أسباب وجيهة للإفطار، مثل المشاكل الصحية أو ضرورة السفر. فإذا تمكنوا من تقديم وثائق مشروعة، مثل تقرير طبي، فقد يتم إعفاؤهم من العقوبات، بشرط أن تكون أفعالهم سرية وغير معلنة. وتتولى إدارة التحقيقات بوزارة الداخلية التعامل مع هذه الحالات، مع مراعاة الجوانب الإنسانية مثل العمر أو الاحتياجات الأساسية للأدوية.

التأثير على الشركات والأماكن العامة

وتشمل اللائحة أيضاً تشغيل المحلات التجارية والمطاعم خلال شهر رمضان. وتواجه المؤسسات التي يثبت ارتكابها مخالفات للصيام العام الإغلاق لمدة تصل إلى شهرين. وتحدد بلدية الكويت ساعات عمل محددة لهذه المؤسسات، مما يسمح ببدء الاستعدادات للإفطار قبل ساعتين من الوقت المحدد. وعلاوة على ذلك، يمتلك وزير الداخلية سلطة إغلاق أي مؤسسة عامة خلال ساعات النهار لفرض الامتثال للقانون.

ورغم هذه القواعد الصارمة، لا تزال الانتهاكات تحدث، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه المجتمعات للحفاظ على روح رمضان. على سبيل المثال، هناك ارتفاع في القيادة المتهورة والنزاعات مع اقتراب موعد الإفطار، مما ينتقص من روح الصبر والتأمل خلال هذا الشهر. ومثل هذه السلوكيات لا تعرض السلامة للخطر فحسب، بل وتقوض أيضاً الانسجام المجتمعي الذي يُتصور خلال رمضان.

ويحث البيان المقيمين، وخاصة المغتربين، على احترام حرمة شهر رمضان بشكل كامل. وينصح أولئك الذين يتعين عليهم الإفطار لأسباب مشروعة أن يفعلوا ذلك بحذر، للحفاظ على السلام واحترام مشاعر المجتمع الإسلامي. ومن خلال تعزيز بيئة من الاحترام المتبادل والاحتفال، يمكن الحفاظ على جوهر شهر رمضان، وضمان شهر متناغم ومثمر روحياً للجميع.

وعبر شمولية نهج الكويت في الحفاظ على قدسية شهر رمضان من خلال التدابير القانونية، حيث تتناول كل من التصرفات الفردية والشركات. بالتالي، يعزز ذلك أهمية الاحترام الاجتماعي والالتزام بالممارسات الروحية خلال هذا الشهر الفضيل، بهدف توفير فترة من السلام والراحة للجميع.