اندلع مساء اليوم حريق هائل داخل معرض "العراقي" الشهير للأجهزة الكهربائية بمنطقة العباسي في المحلة الكبرى، مما تسبب في حالة من الفزع بين الأهالي والتجار مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان الكثيف الذي غطى سماء المنطقة، وسارعت قوات الحماية المدنية بالدفع بأربع سيارات إطفاء للسيطرة على النيران التي امتدت بسرعة وسط مخاوف من وصولها إلى المحال المجاورة، في حين تمكنت فرق الإسعاف من إنقاذ شخصين تعرضا لحالات اختناق نتيجة استنشاق الدخان.
الحريق يندلع فجأة والنيران تلتهم المعرض في دقائق
بحسب شهود العيان، بدأ الحريق بشكل مفاجئ داخل المعرض، واشتعلت النيران في وقت قياسي، الأمر الذي دفع العاملين والمتواجدين إلى محاولة إخلاء المكان وإنقاذ أكبر قدر ممكن من البضائع، لكن سرعة انتشار النيران حالت دون ذلك، وتعالت صرخات الاستغاثة بين الحاضرين، ما دفع بعض الأهالي لمحاولة التدخل، إلا أن قوة الحريق حالت دون اقترابهم.
استجابة الأجهزة الأمنية والحماية المدنية جاءت سريعة، حيث انتقلت سيارات الإطفاء إلى موقع الحادث، وبدأ رجال الإطفاء في التعامل مع النيران التي ازدادت ضراوتها بسبب طبيعة المواد القابلة للاشتعال داخل المعرض، مما جعل السيطرة على الوضع أمرًا معقدًا استغرق عدة ساعات من الجهود المكثفة وسط متابعة دقيقة من القيادات الأمنية والتنفيذية.
إصابات طفيفة وخسائر مادية كبيرة
رغم حجم الحريق، إلا أن الحادث لم يسفر عن أي خسائر في الأرواح، حيث سجلت فرق الإسعاف حالتي اختناق فقط، وتم إسعافهما على الفور بموقع الحادث دون الحاجة لنقلهما إلى المستشفى. أما فيما يتعلق بالخسائر المادية، فلم يتم حصرها بدقة حتى الآن، غير أن المؤشرات الأولية تؤكد أنها ستكون مرتفعة نظرًا لحجم المعرض وقيمة البضائع التي أتت عليها النيران.
التحقيقات الأولية تشير إلى أن ماسًا كهربائيًا قد يكون السبب وراء اندلاع الحريق، لكن الجهات المختصة لا تزال تواصل الفحص لمعرفة الأسباب الحقيقية للحادث، خاصة أن الحرائق الناجمة عن مشكلات كهربائية أصبحت متكررة في العديد من المنشآت التجارية خلال الفترة الأخيرة.
قلق بين التجار ومطالب بوسائل أمان أكثر
الحادث تسبب في حالة من القلق بين التجار بالمنطقة، حيث أكد بعضهم أن الحريق كشف عن غياب إجراءات السلامة داخل العديد من المحلات التجارية، مطالبين الجهات المعنية بضرورة فرض إجراءات صارمة لضمان وجود أنظمة إطفاء حديثة واشتراطات أمان للحد من وقوع مثل هذه الكوارث في المستقبل.
في الوقت ذاته، تستمر عمليات التبريد بموقع الحريق لضمان عدم تجدد الاشتعال، بينما يترقب أصحاب المعرض والمتاجر المحيطة الكشف عن حجم الخسائر الفعلية، في حادث وصفه سكان المنطقة بأنه من أشد الحرائق التي شهدتها المحلة الكبرى خلال الفترة الأخيرة.
0 تعليق