من سيحارب فلول إيران؟

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أمام دول المنطقة فرصة تاريخية قد لا تتكرر -الأهم أنها قد لا تطول- بتوافق أهدافها الأمنية مع الأهداف الأمريكية الأوروبية للتخلّص من المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة من أجل إعادة إيران لوضعها الطبيعي كدولة تحترم المواثيق والحرص على عدم التدخل في شؤون الآخرين.قطعت الأشهر الماضية أشواطاً لتحقيق هذا الهدف، سواء بما يجري في الداخل الإيراني الآن من ضغوط اقتصادية خانقة أو خروقات أمنية، أو ما جرى لوكلائها أي دفاعها المتقدّم في المنطقة، المسألة الآن هي كيفية إسدال الستار وتعطيل نشاط الفلول المتبقين، وتلك مسألة يبدو أن هناك توافقاً أيضاً لتركها كمهمة ستكون مناطة بالحكومات العربية.فمازالت إيران تحتفظ بفلول مسلحة لها في الدول العربية هي آخر عهدها بالسيطرة على عواصمها والقرار فيها، إذ انهزمت معظم فصائلها المسلحة في السنة الأخيرة في عملية «توحيد الساحات» وتبقى في كل عاصمة من تلك العواصم فلول للوكلاء الإيرانيين، وسيقتصر دور الولايات المتحدة الأمريكية على توفير الغطاء السياسي والعسكري إن احتاج الأمر، هذا باختصار ما تهدف له سياسة ترامب في المنطقة والخاصة بغزة وبالعراق ولبنان وسوريا واليمن، وهي سياسة تتفق تماماً مع مصالحنا وأمننا واستقرارنا وازدهار منطقتنا.فبالنسبة لسوريا تُرِكَ لهيئة تحرير الشام القضاء على ما تبقى من فلول للنظام كمهمة مازالت عالقة في رقبتها بالتعاون مع تركيا وصمت روسيا.أما بخصوص لبنان، فقد نجحت إسرائيل بطرد ذلك النفوذ من لبنان إلى حد كبير أيضاً، خاصة العسكري منه، وتركت البقية عالقة في رقبة الحكومة اللبنانية تتحمل هي مسألة ما تبقى من نزع السلاح من وكلاء إيران وهي المهمة التي تدعمها فيها كل الدول العربية.وبالنسبة لغزة فالولايات المتحدة الأمريكية مستعدة أن تتخلى عن أحلام ترامب مقابل أن تتولى مصر هذه المهمة تحت مسمى إدارة غزة وتغريها بدفع ديونها الأجنبية، والتي تبلغ 155 مليار دولار على أن تتولى مصر التخلص من السلاح في غزة ومعظمه من إيران، وهذه أصعب مهمة تتردد مصر في قبولها؛ لأن ذلك يعني المواجهة والصدام مع حماس وسلاحها الإيراني.ثم جاءت مكالمة روبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية لرئيس الوزراء العراقي لتأمره بالتخلص من جميع متعلقات إيران في العراق بدءاً من الفصائل المسلحة ومروراً بكل دولار يدخل جيب الإيرانيين عن طريق العراق، وهي مهمة مدعومة من قبل دول المنطقة كلها.بمعنى آخر على الحكومات العربية (المصرية واللبنانية والسورية والعراقية) أن تتولى مهمة سحب السلاح المتبقي، وتواجه وكلاء إيران والمستفيدين سلطوياً ومادياً من الأوضاع السابقة، وإلا على الوكلاء أن يواجهوا الشعوب المتذمرة والطلب من إيران إعادة إعمار ما هدمته إيران في معركتها مع إسرائيل.ما لم يُسلّم وكلاء إيران أسلحتهم لحكوماتهم فلا إعمار ولا مساعدات. ما لم يتفق الفلسطينيون على كيفية إدارة غزة والقطاع بدون حماس فلا خطة لإعادة الإعمار. هذه هي شروط دول الخليج، وإلا على حماس أن تطلب من المرشد الإيراني إعادة إعمارها.السنوات الأربع القادمة ستشهد توافقاً في المصالح بين دول المنطقة العربية مع المصالح الأوروبية الأمريكية فيما يتعلق بإيران ونشاطها، فلنحسن استغلالها أفضل استغلال قبل أن تنقضي المدة، وتختلف المصالح من جديد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق