خلافاً للقوانين التي تحكم النقابات في سوريا، فاجأت صفحة نقابة الفنانين جمهورها، بنبأ تعيين الفنان مازن الناطور نقيباً للفنانين، وإلى جانبه مجلس جديد تم تعيينه بالطريقة نفسها، دون إجراء انتخابات.
وسبق للحكومة المؤقتة، أن مارست أسلوب التعيين نفسه في بقية النقابات، مثل اتحاد الصحفيين ونقابة المحامين وغيرها.
ويُعرف الناطور بشعبيته وقربه من الجمهور، وقد اشتهر مؤخراً بإطلالته عبر السوشيال ميديا، في فيديوهات يبدؤها بكلمة "خالي.."، ويناقش فيها قضية تخص الشأن العام في سوريا، من مختلف النواحي، السياسية والاجتماعية والفنية.
وعلى الفور، نشر الناطور عبر حسابه على الإنستغرام، مجموعة صور من مقر النقابة بدمشق، وإلى جانبه أعضاء مجلس النقابة الجديد، إضافة إلى صورة وديّة تجمعه بالنقيب السابق الفنان محسن غازي، وهو يسلم مقاليد النقابة للناطور، دون أن تورد وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أية تفاصيل عن الموضوع.
وكتب الناطور على حسابه في الإنستغرام قائلاً: "ما أرجوه من الله، أن أكون قادراً على القيام بالمهام والواجبات الموكلة إلي كنقيب للفنانين في سوريا الجديدة.. ستقودها بروح الفريق مع أعضاء مجلس النقابة الجدد، الذين تم اختيارهم بعد مداولات ومشاورات دقيقة. بنعومة ورقي الفن، وبالقوانين واللوائح المرعية".
ودرجت العادة، أيام حكم الأسد، أن تُجرى انتخابات شكلية في النقابات، يسيطر عليها حزب البعث الحاكم، الذي يحدد سلفاً هوية النقيب والمجلس المساعد له، وهو ما سبب انتقادات للناطور، لقبوله أسلوب التعيين وعدم إصراره على أسلوب الانتخاب الحقيقي.
وكتبت الفنانة المسرحية ناندا محمد، منتقدة أسلوب تعيين الناطور، وقالت: "أنا أحترم الفنان مازن الناطور، وكل مواقفه المشرفة بالثورة، لكنني محتارة كيف يتم تعيين نقيب للفنانيين، وأعضاء مجلس نقابة دون انتخابات، ودون الإعلان عن الموضوع أثناء تحضيره؟ ومع من كانت المشاورات والمداولات؟".
وعلق الإعلامي أكرم خزام، على تعيين الناطور بالقول: "واضح أن السلطة الحالية لا تأبه لأية ملاحظات. فبعد أن قامت بتعيين اللجنة التنفيذية لاتحاد الصحافيين - ولا يحق لها ذلك - لأن الأمر يتم بالانتخاب، عينت مازن الناطور، الذي أحبه، نقيباً للفنانين!".
وانتقد الكاتب والسياسي ماهر سليمان العيسى، أسلوب تعيين الناطور، وكتب على صفحته الشخصية قائلاً: "الناطور فنان محترم، وقيمة ثورية ووطنية، لكن نقابة الفنانين من مؤسسات المجتمع المدني، وتتشكل إدارتها من الفنانين عبر الانتخاب، وأي تدخل بشأنهم - شكلاً أو موضوعاً - يعيدنا إلى الحقبة الأسدية".
وُلد الناطور عام 1966 في مدينة طفس بمحافظة درعا، وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، واستهل مشواره الفني بالعمل في دبلجة مسلسلات الرسوم المتحركة، مثل "الكابتن ماجد" و"ماوكلي".. وعلى الصعيد السياسي، اشتهر الناطور بمواقفه المعارضة، حيث أعلن دعمه للثورة السورية منذ عام 2011.
0 تعليق