ديسمبر 16, 2024 4:49 م
كاتب المقال : مهند أبو فلاح
الزلزال العنيف الذي أحدثه إسقاط نظام بشار الأسد الحاكم في دمشق وما تبعه من هزات ارتدادية على مستوى الوطن العربي بأسره، وخاصة في الأقطار المجاورة لسورية قلب العروبة النابض بالمحبة لأمته المجيدة بعد سنين طويلة من القهر والكبت والإرهاب بحق شعبها الاصيل، حملت في طياتها مخاوف عميقة لدى مجمل القوى الإقليمية والدولية الفاعلة المؤثرة من خروج الوضع عن نطاق السيطرة، وتحول هذا القطر المحاذي فلسطين المحتلة إلى قاعدة انطلاق لتحريرها، وفي هذا السياق يمكن قراءة مشهد الغارات الجوية الصهيونية المكثفة والعنيفة المركزة على الترسانة العسكرية التي خلفتها الطغمة الأسدية الحاكمة سابقا في سورية.
لقد سارع العدو الصهيوني إلى شن العديد من الغارات على أهداف متنوعة في طول البلاد وعرضها، محاولًا القضاء على أية إمكانية محتملة مستقبلية لاستخدام هذه الأسلحة في مواجهته، ودعم وإسناد المقاومة الفلسطينية الباسلة في فلسطين المحتلة على نحو يقلب موازين الصراع العربي الصهيوني، ولا سيما أن هنالك أرضًا سورية ما زالت في قبضة الدويلة العبرية المسخ، ألا وهي هضبة الجولان قلب بلاد الشام من الناحية الجغرافية التي تشكل أهمية إستراتيجية بالغة؛ لجهة ارتفاعها عن مستوى سطح البحر، وإطلالتها على مناطق شاسعة، لا في سورية فحسب، بل في فلسطين المحتلة ولبنان والاردن.
لذا لم يكن مستغربًا أن يمتلك حكام تل أبيب زمام المبادرة، و يبذلوا مجهودًا عسكريًا مضاعفا في تدمير كل ما تطاله طائراتهم المقاتلة والقاذفة من أسلحة كانت بحوزة النظام السوري في سبيل تأجيل ساعة الحقيقة التي أخبر عنها الرسول العربي الكريم سيدنا محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة وأتم التسليم، القائل في الحديث الشريف الذي أخرجه الائمة الحفاظ: احمد بن حنبل في مسنده، وابن ماجة في سننه، والحاكم في المستدرك على الصحيحين، ناهيك عن ابن عساكر في تاريخ دمشق، إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثًا من الموالي هم أكرم العرب فرساً، وأجودهم سلاحاً يؤيد الله بهم الدين”.
إن كل الرسائل التطمينية التي أرسلها قادة و زعماء الفصائل الثورية التي سيطرت على دمشق الفيحاء مؤخرا لم تسهم في طمأنة حكام تل أبيب ولو إلى حين، وهذا ما يقودنا إلى إدراك أن الجهة التي لا ترغب في استقرار سورية وازدهارها حقيقة هي الكيان الصهيوني الغاصب لأرضنا المقدسة الطاهرة، وهو ما يجب أن يدركه حكام دمشق الجدد جيدًا، ويسعوا حثيثًا إلى إيجاد علاج جذري نهائي لهذا الورم السرطاني الخبيث، واستئصاله إلى أبد الآبدين .
0 تعليق