لماذا نتمسك بعلاقات تؤذينا؟ فهم التعلق العاطفي غير الصحي

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قد يبدو من الغريب أن ينجذب بعض الأشخاص مرارًا وتكرارًا إلى علاقات تسبب لهم الأذى العاطفي أو النفسي، إلا أن هذه الظاهرة شائعة أكثر مما نظن.اضافة اعلان

 

فكثيرون يجدون أنفسهم عالقين في علاقات مع شركاء يعاملونهم بجفاء أو يسببون لهم الألم، ومع ذلك يجدون صعوبة في الانفصال عنهم.


فهل يعود ذلك إلى الحب الحقيقي، أم أن هناك عوامل نفسية أعمق تجعلنا أسرى لهذه العلاقات؟

الإدمان العاطفي: عندما يصبح الحب حاجة مُلحّة

يُعد الإدمان العاطفي أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل البعض يجدون صعوبة في إنهاء علاقات مؤذية. وكما يدمن البعض على الكافيين أو النيكوتين، هناك من يدمن على المشاعر القوية التي يولّدها التعلق بشخص معين، حتى لو كان ذلك الشخص مصدرًا للألم.


يُفسر علم النفس هذه الظاهرة بارتباط المشاعر العاطفية القوية بنظام المكافأة في الدماغ، حيث يعتاد الشخص على التقلبات العاطفية التي تجعله يعود إلى العلاقة رغم معرفته بضررها.

جذور التعلق غير الصحي: تأثير الطفولة

يعتقد علماء النفس أن جذور التعلق بالأشخاص المؤذين قد تعود إلى الطفولة المبكرة. فالأفراد الذين نشأوا في بيئات غير مستقرة أو تعرضوا للإهمال العاطفي قد يميلون إلى البحث عن الحب في أماكن خاطئة. بالنسبة لهم، قد يصبح الألم العاطفي مرادفًا للحب والاهتمام، لأن هذا هو النموذج الذي اعتادوا عليه منذ الصغر.

 

متلازمة المنقذ والضحية: عندما تتحول العلاقة إلى مهمة إنقاذ

بعض الأشخاص يجدون أنفسهم منجذبين إلى شركاء يعانون من مشكلات نفسية أو عاطفية، معتقدين أن بإمكانهم إصلاحهم أو تغييرهم. يُعرف هذا النمط السلوكي بـ"متلازمة المنقذ"، حيث يشعر الشخص بمسؤولية تجاه شريكه، مما يدفعه للبقاء في العلاقة رغم الأذى.


على الجانب الآخر، هناك من يعاني "متلازمة الضحية"، إذ يجد في الألم العاطفي إثباتًا لقيمته أو استحقاقه للحب، مما يجعله ينجذب إلى العلاقات التي تعيد خلق هذا الشعور.

كيف نتحرر من العلاقات المؤذية؟

الخطوة الأولى نحو التحرر هي الوعي. إدراك أن التعلق بالألم ليس حبًا حقيقيًا، بل نمط مكتسب يمكن تغييره، هو المفتاح الأساسي. كذلك، فإن بناء تقدير الذات يعزز قدرة الشخص على الخروج من هذه الدائرة، فكلما زادت ثقته بنفسه، قلّ استعداده للبقاء في علاقات تستنزفه.


إلى جانب ذلك، يمكن أن يكون اللجوء إلى العلاج النفسي أو الحصول على الدعم العاطفي من المقربين عاملًا مساعدًا في فهم الأسباب العميقة وراء التعلق العاطفي غير الصحي، والعمل على استبداله بأنماط أكثر توازنًا وصحة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق