فلسطينيو مخيم نور شمس يشاهدون بحسرة هدم إسرائيل منازلهم

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

على تلة مقابلة لمخيم نور شمس شرقي مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، يجلس الخميس عشرات النازحين الفلسطينيين جراء العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل على مخيمهم، وهم يشاهدون عمليات هدم مستمرة لمنازلهم.اضافة اعلان


ومن بين المرقبين أطفال وسيدات ورجال، يبكي أحد الأطفال بينما تهدم جرافات إسرائيلية منزل عائلته.


الحسرة ذاتها تعتصر قلوب النازحين كافة، ويقولون إن عمليات الهدم تهدف إلى تهجيرهم قسرا.


وينفذ الجيش الإسرائيلي، منذ فجر الخميس، عملية هدم لـ17 منزلا في مخيم نور شمس للاجئين، في ثاني عملية من نوعها خلال أسبوع.


وقال شهود عيان للأناضول إن جرافات وآليات هدم إسرائيلية ضخمة بدأت هدم منازل.


** ليس حجرا


بينما يرقب هدم منزل عائلته قال النازح ربيع خليفة للأناضول، إن العائلة لم تُنذر بهدم المنزل، و"بدأت الجرافات بهدمه على كل ما فيه من ذكريات ومقتنيات".
وأضاف أن المنزل مكون من أربعة طوابق وتعيش فيه أربع عائلات.


وتابع: "هذا البيت بيت العائلة ولدنا فيه وعشنا طفولتنا وتزوجنا فيه.. يعز علينا كثيرا، البيت ليس حجرا بل ذكريات وحياة".


وبحسرة أردف: "من الصعب أن يشاهد الشخص بيته يهدم أمام عينه ولا يقدر أن يفعل شيئا، الوجع كبير، ولكن نقول الحمد لله ما دمنا نحن بخير الهدم يعوض بإذن الله سنعيد البناء من جديد وأفضل مما كان".


** أطهر مكان


"ما يجري عملية تهجير مخطط لها".. هكذا بدأ عماد أبو دغيش أحد سكان المخيم حديثه للأناضول.


وأضاف: "هدم بيوت وتدمير ممتلكات ومحلات تجارية، لم يتركوا (الإسرائيليون) شيئا إلا ودمروه".


وتابع أن "مخيم نور شمس يتعرض منذ عامين لاقتحامات متكررة من قبل الجيش الإسرائيلي، بهدف التهجير".


أبو دغيش شدد على أن "الوضع (...) صعب أين يذهب الناس؟ لا بديل عن البيت والمخيم، هذا أطهر مكان في العالم كونه محطة انتظار لحين العودة إلى بلدتنا في الداخل (إسرائيل)".


وفي عام 1948 أقيمت إسرائيل على أراض فلسطينية احتلتها عصابات صهيونية مسلحة ارتكبت مجازر بحق الشعب الفلسطيني، وهجّرت نحو 700 ألف فلسطيني من مناطقهم إلى أماكن أخرى بينها الضفة الغربية.


وانتقد أبو دغيش الصمت الدولي عما يجري قائلا: "لا يوجد عالم يسأل فينا، لا أحد يقلق.. ما يجري هدم وتدمير بصمت".


** بلا مأوى


نازح آخر من المخيم، وهو محمد أبو حمدة، قال للأناضول: "الكل يأتي هنا، منذ الصباح نرقب مخيمنا بحسرة، البيوت تدمر ومن لم يهدم بيته تدمر مقتنياته ويصاب بضرر جزئي".


وأضاف أن "الجيش أخطر بهدم 17 منزلا في الواقع هي عبارة عن 60 شقة وأكثر، سيبقى السكان بلا مأوى حتى بعد انتهاء العملية العسكرية".


أما النازح فتحي جمال فوصف ما يجري بـ"المأساة".


وتابع: "لا يوجد أحد في المخيم، كل الناس نازحة، نشاهد أعمال هدم لعشرات المنازل، المنزل الواحد يضم عدة شقق، اليوم تمحى نحو 60 شقة".


واستطرد: هذا يعني 60 عائلة بلا منزل بلا بيت. ذهبت (هدمت المنازل) ولا أحد يعترض، لسنا قادرين على فعل شيء".


وأضاف أن الفلسطينيين باتوا نازحين يعيشون على معونات خارجية.

** عقاب جماعي


وتأتي عملية الهدم الراهنة غداة إبلاغ إسرائيل السلطات الفلسطينية اعتزامها هدم 17 بناية سكنية، بذريعة شق طريق، ضمن عدوان عسكري متواصل على شمالي الضفة الغربية منذ 45 يوما.


وفي تصريح للأناضول قال رئيس لجنة خدمات المخيم التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية نهاد الشاويش، الأربعاء، إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي أنذر بهدم 17 منزلا في المخيم لشق طريق في حارة المنشية".


ولفت إلى أن هذه "العملية هي الثانية خلال أسبوع، حيث هدمت جرافات إسرائيلية قبل أيام 11 منزلا".


وأكد الشاويش أن "عمليات الهدم عقاب جماعي، وتهدف إلى تغيير بيئة المخيم الجغرافية بحجج أمنية واهية".


وسبق للسلطات الإسرائيلية أن شقت طرقا مماثلة في مخيمي طولكرم وجنين (شمال)، على حساب منازل ومبان فلسطينية.


ويواصل الجيش الإسرائيلي عدوانا عسكريا في مخيمات شمالي الضفة، بدأ بمدينة جنين ومخيمها قبل 45 يوما، ومستمر في مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 39، بينما يواصل اقتحام مخيم نور شمس لليوم 26.


وتحذر السلطات الفلسطينية من أن ذلك العدوان الواسع والمدمر يأتي "في إطار مخطط حكومة بنيامين نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها، وهو ما قد يمثل إعلانا رسميا لوفاة حل الدولتين" فلسطينية وإسرائيلية.


ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل نحو 930 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية رسمية.


وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.


ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.-(الأناضول)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق