* مهما ترنمنا بأجواء رمضان، فلن نستطيع أن نوفيه حقه، ولن نستطيع أن نكتب عن مقاماته التي تنثر الخير في كل الميادين. أجواء رمضان الشتوية هذا العام منحتنا طابعاً خاصاً، يدفعنا إلى أن نكون في ركب الأخيار، ونتسابق لنحصد ثمار الآخرة، كما يدفعنا لاستثمار كل اللحظات من أجل الله تعالى وحده، ومن أجل أن يكون نتاج أعمالنا هو الأثر المستدام الذي نشهده في حياتنا، وفي حياة الأجيال المتعاقبة التي تتربى على خير من سبقها.
فرصة قبل انقضاء الشهر الكريم! ولأنه «أيام معدودات» وسريعة الانقضاء، فمن الحري بنا أن نجدّ ونجتهد قبل فوات الأوان ورحيله، فلا ندري هل نلحق به مجدداً أم تنتهي أنفاس الحياة؟ مهلاً رمضان، فخيراتك الكثيرة هي زادنا في مسيرنا نحو الفردوس الأعلى، فاللهم اكتبنا من أحبابك، ومن أهل رمضان.
* مؤسف أن تجد في مسير إنجازاتك بعض الوجوه المتقلبة التي تطعن من ورائك، وتحتفل أمامك بابتساماتها الخادعة. مؤسف أن تتعايش مع شخصيات لا تقدر محبتك وصفاء نفسك وعطاءك المكسو بالحب والخير. لعلها رسائل ربانية تحثك على الحذر من بعض المكائد، وعلى أن تكون في خطوات مسير حياتك معتزاً ومفتخراً بإنجازاتك، رافعاً شعار «عملي يتحدث عن عطائي»، ومستثمراً كل لحظة حتى تثبت أنك لم تنجز إلا من أجل الله تعالى وحده، ومن أجل الأثر المستدام الذي يخلد الخير في الحياة. مثل هذه التقلبات سلوك مشين، وسببها أن يتبرأ الشخص من تقصيره، فيُلقي أعباءه على غيره ليظهر أمام الآخرين «سيد قومه».
* جميل أن تعطي كل ذي حق حقه، وأن تنسب الفضل إلى أهله، ومن غير المستساغ أن تسرق إنجازات الآخرين لتنسبها إلى نفسك، دون أن تشير، ولو إشارة لطيفة إلى المشاركة الوجدانية التي جمعتك مع غيرك، وكان لهم الفضل - بعد فضل الله تعالى - في وصول إنجازاتك إلى هذا المستوى المتميز. نحتاج إلى أن نعيش بإحسان، ونستذكر أولي الفضل، ونبني أثراً جميلاً تُكتب على جدرانه أسماء كل من شارك فيه ولو بلبنة واحدة.
* جميلة هي المشروعات الخيرية التي تطرحها مختلف الجهات الخيرية في البحرين، والتي تتنافس خلالها في شهر رمضان المبارك لنشر الخير والفرحة على وجوه مختلف الفئات، فشهر رمضان هو شهر الخير والبهجة لجميع المسلمين. نحتاج إلى أن تستمر هذه العطاءات الخصبة، وأن نحرص على اختيار طبيعة المشروعات ونمط تنفيذها بعناية، لضمان إفادة عدد كبير من الناس، ولئلا تتكرر أنماط المساعدات الإنسانية. اللهم بارك في الجهود، وسدد الخطى.
* جميلة هي حلقة «أول مرة أشوف» التي عرضت على قناة البحرين الفضائية، حيث عاش فيها المبدع عمر فاروق أجواءً مميزة تحت عنوان «الحفظة الخارقون في موريتانيا». كل من شاهد هذه الحلقة تفاجأ بالأجواء القرآنية العطرة التي يعيشها المسلمون في موريتانيا، ولا سيما في تلك القرية النائية التي يترنم أهلها بقراءة القرآن الكريم قبل صلاة الفجر بساعتين! يشعر المشاهد حينها بأنه مقصر في جنب الله تعالى، وفي الإقبال على قراءة القرآن الكريم وتعلمه وتدبره والعمل به. الجميع في هذه القرية قد فرّغ نفسه لكتاب الله تعالى وحده، بلا انشغالات ولا إزعاجات الحياة. سبحان الله! جعل في كل بقعة من الأرض حكمة وآية وعظة للمسلمين.
شكراً من الأعماق للأخ عمر فاروق، وبارك الله في جهوده الإنسانية الرائعة. كم نحن بحاجة إلى مثل هذه البرامج المثرية التي تربي الأجيال على معاني الخير، وحب قراءة وحفظ كتاب الله الكريم. إن مثل هذه النماذج القرآنية الفريدة محطة أثر وتأثير وقدوة للأجيال. ونتطلع إلى تبني مثل هذه الأفكار لنقل هذه التجارب الفريدة إلى أبنائنا وأبناء الأجيال القادمة، وقد أخذتنا الحمية لنكون رفقاءه في مثل هذه الرحلات.
في المقابل، لا يزال الشاب المؤثر «غيث» يُبدع في حلقاته الرمضانية في الموسم الثامن على التوالي من برنامج «قلبي اطمأن». بالفعل، القلب يطمئن عندما يعيش لحظات الخير في هذا البرنامج، ومع غيث تحديداً، الذي يمتعنا كل عام بمغامراته وجولاته الخيرية، وحبه للخير والعطاء، ورسمه للابتسامة على الوجوه، وقدرته على تمكين الإنسان ورسم الأثر المستدام. في كل مرة، يعلن غيث عن مشروع جديد يشارك نتاجه مع الآخرين، فهو لا يكتفي فقط بممارسة الخير، بل يخلد الخير، ويشجع الغير ليكون معه إنسان بمعنى الكلمة، يبدأ كل لحظاته الحياتية بكلمة «بسم الله، نبدأ سعادة جديدة». السعادة الجديدة لا تُبنى بصورة عشوائية، بل تُبنى بممارسات إنسانية قائمة على التخطيط، ودراسة الاحتياجات، وتحديد المرتكزات، وتمكين الإنسان.
شكراً غيث، فقد أغثت قلوبنا وما زلت، وكم نتمنى أن نكون شركاء في خطواتك التي ما زالت آثارها بائنة في كل ميدان.
ومضة أمل
اللهم تقبل طاعاتنا، واجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم، وجمّل أيامنا بالمحبة والخير.
0 تعليق